السبت 4 يونيو 2022 - 7:14
عمل سفيراً لدى بلدان لها علاقات متوترة مع الولايات المتحدة ويحمل أبناؤها ذكريات سلبية تجاه تدخلها السابق في سياساتها
أعلن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في الأول من يونيو )حزيران( الحالي، تعيين مبعوث خاص جديد للولايات المتحدة الأميركية في القرن الأفريقي، وفي بيان صدر عنه قال بلينكن “بينما يستعد السفير ديفيد ساترفيلد للتنحي عن منصبه، أعلن أن السفير مايكل هامر سيخلفه مبعوثاً خاصاً للولايات المتحدة للقرن الأفريقي… إنني ممتن للسفير ساترفيلد على الخبرة والتصميم اللذين جلبهما لهذا المنصب، وأتطلع إلى الطاقة والرؤية التي سيضفيهما السفير هامر الآن إلى جهودنا في القرن الأفريقي”.
وأضاف رئيس الدبلوماسية الأميركية، في إشارة إلى أهم نقاط التركيز المعلن عنها أميركياً في المرحلة الراهنة “يؤكد تعيينه -هامر- التزامناً الراسخ بالجهود الدبلوماسية بالمنطقة، وبشكل أكثر إلحاحاً لدعم عملية سياسية شاملة نحو السلام والأمن المشترك والازدهار للعموم في إثيوبيا، لا تزال هذه الإدارة تركز بشدة على وقف الأعمال العدائية، ووصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق، والتحقيقات الشفافة في الاعتداءات وانتهاكات حقوق الإنسان من قبل جميع الأطراف المنخرطة، وحل النزاع عن طريق التفاوض”.
من هو مايكل هامر
المبعوث الخاص الجديد للقرن الأفريقي مايكل هامر، ابن لوالدين مهاجرين تشير كنيته العائلية إلى أصول ألمانية/أوروبية شرقية غير مسيحية، نشأ في القارة الأميركية الجنوبية، ومعروف بحماسه الشديد ونشاطه المستمر، ويجيد عدداً من اللغات كالإسبانية والفرنسية والآيسلندية، وانخرط في العمل الدبلوماسي منذ ثمانينيات القرن الماضي، وشغل مناصب عديدة في البعثات الدبلوماسية للولايات المتحدة، وكذلك مناصب مهمة ضمن البيت الأبيض، مساعداً خاصاً للرئيس أوباما، ومديراً أول للصحافة والاتصالات، ومتحدثاً باسم مجلس الأمن القومي، ومؤسسات أكاديمية حكومية عديدة.
تنوعت المناصب التي شغلها السفير هامر في الخارج، فخدم في كل من بوليفيا والنرويج وآيسلندا والدنمارك، وتولى مهام أخرى في مركز عمليات وزارة الخارجية، وعمل مساعداً خاصاً لوكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية، وحصل على جوائز عدة، من بينها جائزة الخدمة العامة المتميزة للبحرية الأميركية، وجائزة التميز المشرف من وزارة الخارجية، وجائزة إدوارد آر مورو لوزارة الخارجية للتميز في الدبلوماسية العامة، وعديد من الجوائز والتكريمات العليا.
الوجه اللطيف للسياسة الأميركية
اهتم هامر بمتابعة ملفات كثيرة داخل البلدان التي ترأس البعثة الدبلوماسية الأميركية فيها، كالعمل على جذب المستثمرين من دولة تشيلي إلى السوق الأميركية، وإلقاء الضوء على مشاريع تسعى إلى التقليل من الاحتباس الحراري، كما حرص على التعاون مع السلطات الكونغولية للحد من مظاهر الفساد، التي تعيق تدفق الاستثمارات الأميركية إلى البلد الأفريقي، وبذل جهوداً ملموسة الثمار، في تحسين العلاقات بين الولايات المتحدة الأميركية بهذين البلدين، عبر سعيه لتنشيط ملفات التعاون الاقتصادي، والانخراط في أنشطة اجتماعية وثقافية عديدة، فخلال وجوده في دولة تشيلي، عمل على المشاركة في تعزيز التعاون العلمي مع بلاده، فشارك في التعريف بالتعاون الحاصل بين مؤسسات علمية تشيلية ومنظمة الفضاء الأميركية “ناسا”، وأدار بنجاح برامج أميركية لدعم جهود الحكومة الكونغولية في تحسين العلاقة بين قوى الأمن والمواطنين، وإعادة ملف مكافحة التغلغل الصيني، ليكون أولوية في تحديد التعامل مع الدولة المستضيفة.
ومن خلال تعييناته السابقة يبدو أن إدارة بلاده تحرص على إرساله في منصب السفير إلى بلدان ذات تاريخ من العلاقات المتوترة مع الولايات المتحدة، كتلك التي تحمل شعوبها ذكريات في غاية السلبية، تجاه التدخل الأميركي في سياساتها سابقاً، كما في حالة جمهورية تشيلي، إذ تشير أصابع الاتهام إلى أيادٍ أميركية وراء أحداث مأساوية في تاريخ البلاد، من اغتيال رئيسها سلفادور أييندي ودعم الحكم الديكتاتوري للجنرال بينوشيه، وكذلك بلد كالكونغو حيث سبق للدبلوماسية الأميركية أن واجهت عقبات شديدة، تصاعد خلالها الخطاب المعادي للولايات المتحدة الأميركية، كما في عهد الرئيس الكونغولي السابق جوزيف كابيلا الابن، وتجاوز هامر كل ما سبق بنجاح، عبر التركيز على الجانب الإنساني في علاقته بالمحيطين به من الوطنيين، وقد ظهرت خفة روح السفير هامر المولع بالأكلات الشعبية الأميركية الجنوبية والأفريقية، في مفارقة مع البدانة التي يعانيها، من خلال أحد مقاطع الفيديو التي ظهر فيها وهو يرقص بسعادة مع عدد من رجال الشرطة الكونغولية، خلال افتتاح مجموعة من مراكز الشرطة التي مولتها الولايات المتحدة الأميركية.
الدور المتوقع للمبعوث الجديد
يرى مراقبون أن الدور الأميركي في منطقة القرن الأفريقي شهد تراجعاً كبيراً خلال فترة حكم الرئيس السابق دونالد ترمب، وهو ما أسهم في خلق مزيد من فرص التقدم للنفوذ الصيني في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، إضافة إلى تراجع الدعم للقوى المتحالفة مع الولايات المتحدة في مناطق أخرى من إثيوبيا، وكذلك ازدياد نشاط المنظمات المتطرفة في الصومال، وامتداد أنشطتها وتحالفاتها وشبكات التمويل والدعم الخاصة بها إلى موزمبيق ومنطقة البحيرات الكبرى، في الوقت ذاته الذي شهدت ملفات الحريات وحقوق الإنسان تراجعاً كبيراً شهد منطقة القرن الأفريقي بمجملها.
ومع ضخامة الملفات الدولية التي تجد الولايات المتحدة الأميركية نفسها في مواجهتها، سواء على تخوم حلف شمال الأطلسي “ناتو” أو بحر الصين الجنوبي، والإخفاقات التي منيت بها السياسة الخارجية الأميركية في حشد مواقف حاسمة من الهجوم العسكري الروسي في أوكرانيا على مستوى دول الجنوب، فإن تعيين السفير مايكل م. هامر مبعوثاً خاصاً للقرن الأفريقي يبدو مؤشراً على تغيير في طرق تعامل الإدارة الأميركية مع هذه المنطقة الاستراتيجية وغير المستقرة من العالم، عبر استبدال بمنهج الضغوط والتلويح بالعقوبات منهجاً آخر، يهدف لإعادة تفعيل ماكينة القوة الناعمة الأميركية، من خلال شخصية دبلوماسية مرحة ومعروفة باحترامها لثقافات الشعوب والدول التي عمل ضمنها.
عمل سفيراً لدى بلدان لها علاقات متوترة مع الولايات المتحدة ويحمل أبناؤها ذكريات سلبية تجاه تدخلها السابق في سياساتها
أعلن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في الأول من يونيو )حزيران( الحالي، تعيين مبعوث خاص جديد للولايات المتحدة الأميركية في القرن الأفريقي، وفي بيان صدر عنه قال بلينكن “بينما يستعد السفير ديفيد ساترفيلد للتنحي عن منصبه، أعلن أن السفير مايكل هامر سيخلفه مبعوثاً خاصاً للولايات المتحدة للقرن الأفريقي… إنني ممتن للسفير ساترفيلد على الخبرة والتصميم اللذين جلبهما لهذا المنصب، وأتطلع إلى الطاقة والرؤية التي سيضفيهما السفير هامر الآن إلى جهودنا في القرن الأفريقي”.
وأضاف رئيس الدبلوماسية الأميركية، في إشارة إلى أهم نقاط التركيز المعلن عنها أميركياً في المرحلة الراهنة “يؤكد تعيينه -هامر- التزامناً الراسخ بالجهود الدبلوماسية بالمنطقة، وبشكل أكثر إلحاحاً لدعم عملية سياسية شاملة نحو السلام والأمن المشترك والازدهار للعموم في إثيوبيا، لا تزال هذه الإدارة تركز بشدة على وقف الأعمال العدائية، ووصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق، والتحقيقات الشفافة في الاعتداءات وانتهاكات حقوق الإنسان من قبل جميع الأطراف المنخرطة، وحل النزاع عن طريق التفاوض”.
من هو مايكل هامر
المبعوث الخاص الجديد للقرن الأفريقي مايكل هامر، ابن لوالدين مهاجرين تشير كنيته العائلية إلى أصول ألمانية/أوروبية شرقية غير مسيحية، نشأ في القارة الأميركية الجنوبية، ومعروف بحماسه الشديد ونشاطه المستمر، ويجيد عدداً من اللغات كالإسبانية والفرنسية والآيسلندية، وانخرط في العمل الدبلوماسي منذ ثمانينيات القرن الماضي، وشغل مناصب عديدة في البعثات الدبلوماسية للولايات المتحدة، وكذلك مناصب مهمة ضمن البيت الأبيض، مساعداً خاصاً للرئيس أوباما، ومديراً أول للصحافة والاتصالات، ومتحدثاً باسم مجلس الأمن القومي، ومؤسسات أكاديمية حكومية عديدة.
تنوعت المناصب التي شغلها السفير هامر في الخارج، فخدم في كل من بوليفيا والنرويج وآيسلندا والدنمارك، وتولى مهام أخرى في مركز عمليات وزارة الخارجية، وعمل مساعداً خاصاً لوكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية، وحصل على جوائز عدة، من بينها جائزة الخدمة العامة المتميزة للبحرية الأميركية، وجائزة التميز المشرف من وزارة الخارجية، وجائزة إدوارد آر مورو لوزارة الخارجية للتميز في الدبلوماسية العامة، وعديد من الجوائز والتكريمات العليا.
الوجه اللطيف للسياسة الأميركية
اهتم هامر بمتابعة ملفات كثيرة داخل البلدان التي ترأس البعثة الدبلوماسية الأميركية فيها، كالعمل على جذب المستثمرين من دولة تشيلي إلى السوق الأميركية، وإلقاء الضوء على مشاريع تسعى إلى التقليل من الاحتباس الحراري، كما حرص على التعاون مع السلطات الكونغولية للحد من مظاهر الفساد، التي تعيق تدفق الاستثمارات الأميركية إلى البلد الأفريقي، وبذل جهوداً ملموسة الثمار، في تحسين العلاقات بين الولايات المتحدة الأميركية بهذين البلدين، عبر سعيه لتنشيط ملفات التعاون الاقتصادي، والانخراط في أنشطة اجتماعية وثقافية عديدة، فخلال وجوده في دولة تشيلي، عمل على المشاركة في تعزيز التعاون العلمي مع بلاده، فشارك في التعريف بالتعاون الحاصل بين مؤسسات علمية تشيلية ومنظمة الفضاء الأميركية “ناسا”، وأدار بنجاح برامج أميركية لدعم جهود الحكومة الكونغولية في تحسين العلاقة بين قوى الأمن والمواطنين، وإعادة ملف مكافحة التغلغل الصيني، ليكون أولوية في تحديد التعامل مع الدولة المستضيفة.
ومن خلال تعييناته السابقة يبدو أن إدارة بلاده تحرص على إرساله في منصب السفير إلى بلدان ذات تاريخ من العلاقات المتوترة مع الولايات المتحدة، كتلك التي تحمل شعوبها ذكريات في غاية السلبية، تجاه التدخل الأميركي في سياساتها سابقاً، كما في حالة جمهورية تشيلي، إذ تشير أصابع الاتهام إلى أيادٍ أميركية وراء أحداث مأساوية في تاريخ البلاد، من اغتيال رئيسها سلفادور أييندي ودعم الحكم الديكتاتوري للجنرال بينوشيه، وكذلك بلد كالكونغو حيث سبق للدبلوماسية الأميركية أن واجهت عقبات شديدة، تصاعد خلالها الخطاب المعادي للولايات المتحدة الأميركية، كما في عهد الرئيس الكونغولي السابق جوزيف كابيلا الابن، وتجاوز هامر كل ما سبق بنجاح، عبر التركيز على الجانب الإنساني في علاقته بالمحيطين به من الوطنيين، وقد ظهرت خفة روح السفير هامر المولع بالأكلات الشعبية الأميركية الجنوبية والأفريقية، في مفارقة مع البدانة التي يعانيها، من خلال أحد مقاطع الفيديو التي ظهر فيها وهو يرقص بسعادة مع عدد من رجال الشرطة الكونغولية، خلال افتتاح مجموعة من مراكز الشرطة التي مولتها الولايات المتحدة الأميركية.
الدور المتوقع للمبعوث الجديد
يرى مراقبون أن الدور الأميركي في منطقة القرن الأفريقي شهد تراجعاً كبيراً خلال فترة حكم الرئيس السابق دونالد ترمب، وهو ما أسهم في خلق مزيد من فرص التقدم للنفوذ الصيني في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، إضافة إلى تراجع الدعم للقوى المتحالفة مع الولايات المتحدة في مناطق أخرى من إثيوبيا، وكذلك ازدياد نشاط المنظمات المتطرفة في الصومال، وامتداد أنشطتها وتحالفاتها وشبكات التمويل والدعم الخاصة بها إلى موزمبيق ومنطقة البحيرات الكبرى، في الوقت ذاته الذي شهدت ملفات الحريات وحقوق الإنسان تراجعاً كبيراً شهد منطقة القرن الأفريقي بمجملها.
ومع ضخامة الملفات الدولية التي تجد الولايات المتحدة الأميركية نفسها في مواجهتها، سواء على تخوم حلف شمال الأطلسي “ناتو” أو بحر الصين الجنوبي، والإخفاقات التي منيت بها السياسة الخارجية الأميركية في حشد مواقف حاسمة من الهجوم العسكري الروسي في أوكرانيا على مستوى دول الجنوب، فإن تعيين السفير مايكل م. هامر مبعوثاً خاصاً للقرن الأفريقي يبدو مؤشراً على تغيير في طرق تعامل الإدارة الأميركية مع هذه المنطقة الاستراتيجية وغير المستقرة من العالم، عبر استبدال بمنهج الضغوط والتلويح بالعقوبات منهجاً آخر، يهدف لإعادة تفعيل ماكينة القوة الناعمة الأميركية، من خلال شخصية دبلوماسية مرحة ومعروفة باحترامها لثقافات الشعوب والدول التي عمل ضمنها.