الإثنين 16 أغسطس 2021 - 21:29
بأي حال عاد العيد الـ67 على قواتنا المسلحة

من الاخر : أسماء جمعة


احتفلت القوات المسلحة امس 14 اغسطس بعيدها الـ 67 يكتمل عمرها هذا والبلاد تمر بظروف صعبة ومرحلة خطيرة من الفشل السياسي الذي لازم السودان منذ الاستقلال وحتى هذه اللحظة، وفي الحقيقة ظلت القوات المسلحة تدفع الثمن بطريقة مباشرة وغير مباشرة حيث تدخلت في السياسة وأصبحت تقاتل من أجل السلطة وقد حكمت السودان المستقل أكثر من خمسين سنة الأمر الذي خصم منها الكثير، وخاصة في عهد النظام المخلوع الذي زاد الطين بلة وادلجها، ورغم أن الستة عقود كافية لتصل القوات المسلحة إلى مرحلة الاستقلال والاستقرار والتطور وتصبح أعظم قوة عسكرية في المنطقة الا أن تعاطي السياسة أخرها.
لا نود الخوض في تفاصيل ما مرت به قواتنا المسلحة خلال ذلك التاريخ، ولا التحدث عما شاب علاقتها بالشعب بعد ثورة ديسمبر، وإنما في كيف نريدها ان تصبح وما المطلوب منها لكي تتخطي الحاضر المؤلم هذا، وانا اثق تماما أن أي مواطن سوداني يحلم بأن يرى القوات المسلحة السودانية في أفضل حال ولذلك كثيرا ما تتعرض للنقد ولكن بدافع العشم أن يحقق ذلك النتيجة المرجوة، وبلا شك هي ايضا تحلم بالخروج من هذا الكابوس الذي تعيشه الان، وفي الحقيقة الأمر له علاقة بفشل الأحزاب السياسية ودورها السلبي.
تلاحظ منذ فترة أن لهجة الجيش تحسنت واصبح يرسل رسائل مبشرة لم نكن نسمعها في السنوات الماضية، وهي مرحلة جيدة حتى وإن لم يكن هناك أفعال تؤيدها تعتبر خطوة، فمثلا قبل يومين قال الفريق ركن شمس الدين كباشي عضو مجلس السيادة ان القوات المسلحة ستعمل على حراسة الثورة والخروج الآمن للفترة الانتقالية وصولا لانتخابات حرة ونزيهة والعبور بالبلاد إلى بر الامان، والحديث نفسه ردده هذا العام كل قادة القوات المسلحة، ونعتبر هذا عهدا يجب ان يلتزم به الجيش.
حقيقة الشعب في هذه الأيام أحوج ما يكون لمثل هذه الرسائل المطمئنة من القوات المسلحة، وعليها أن تعمل بجد لصناعة واقع جديد يؤيد تلك الرسائل من خلال النأي بنفسها عن الاستغلال السياسي ووضع الأسس التي تجعلها محصنة من أن تورطها تلك الفئات المحدودة المتهورة في الانقلابات التي ثبت بالتجربة أنها سبب معاناة هذا البلد.
القوات المسلحة بعد هذا العمر الطويل والذي لم يخل من الاخطاء المدمرة والعثرات المتكررة، يجب أن تنتبه لنفسها لتتبوأ مكانها الحقيقي والطبيعي كما هو في الكتاب، وهذا ما يجعلها تستعيد ثقة الشعب الكاملة ويمنحها الفرصة لتنافس جيوش العالم، ونتمنى أن يعود العيد القادم ويجدها قد نفذت الترتيبات الأمنية وكونت جيشا قوميا عظيما.