الإثنين 1 أغسطس 2022 - 7:58

. عدنا لحملات التخدير ورجعنا للكلام المكرور الممل عن التسجيلات في الهلال واستجلاب المدربين، والغرض في هذا الوقت تحديداً هو أن تنسوا مشاركتهم المخزية في قمة الدم.
. وأنتم يا أهلة للأسف سريعي التجاوب لأنكم مثل سيد الرايحة البفتح خشم البقرة.
. تبحثون عن فرح صار معدوماً في هذا الوطن الجريح وربما عذرتكم في ذلك لدرجة ما، بس صدقوني دي ما ها الطريقة البتجلب ليكم الفرح.
. بل العكس، فكلما رفعتم سقف توقعاتكم في وجود الناس الخطأ وبذات المعطيات فسوف يأتي اليوم الذي تُصدمون فيه وتخيب آمالكم وتتصاعف أحزانكم.
. منتهى السذاجة أن أصدق ما نشيت يقول أن فلوران يؤكد أن التسجيلات هي من ستحدد معالم مشروعه في الهلال.
. مدرب ما وصل البلد ولا عرف أهل ناديه عن قرب فكيف يتكلم عن مشروع هو يجهل كل مقوماته!
. فإما أنه )شتل غير محسن(، أو أنه مدرب )كلام ساي(، وفي الحالتين الموضوع لا يستحق أن نتداوله ونروج له.
. كمان بالأمس طالعت تنظيراً للسوباط الصغير يقول فيه أنه لابد من تغيير خارطة كرة القدم السودانية لتواكب ما يجري في العالم، ويعد الأهلة بالكثير في مقبل الأيام.
. وعندما تقرأ مثل هذا الكلام من فتى غض التجربة كل مؤهله للموقع الذي وجد نفسه فيه أنه شقيق رئيس النادي )صاحب الزبدة( كما يقولون في ثقافتنا الدخيلة، لابد أن يقفز لذهنك السؤال " من أنت يا هيثم حتى تقول مثل هذا الكلام الكبير"، وده سؤال مفروض يوجه له مباشرة إن كنا لا نجامل في مؤسساتنا وشئوننا العامة كما )نقول(.
. بس المؤسف أننا نقول ما لا نفعل، وشخص زي هيثم ده ممكن يقول أي شيء في أي قروب ولا أحد يعقب عليه لأنه شقيق الرئيس.
. مع احترامي لك يا هيثم، إلا أن هذا الكلام أكبر منك ومن قدراتك ومؤهلاتك.
. وقبل كل شيء أقول لك أعيدوا للأهلة ناديهم وإرثه وتقاليده ودوره الوطني، ثم نأتي لنتناقش في الأمور الفنية.
. إن أردنا أي تغيير في كرة القدم السودانية أو أشياء من هذا القبيل فليحدثنا عن ذلك دكتور كسلا، كابتن فوزي التعايشة، الكوتش بشارة عبد النضيف ) إن سمعت به(، الرشيد المهدية وغيرهم من الخبراء الذين ركضوا في الملاعب عندما كانت أنديتنا محترمة ثم طوروا أنفسهم بعد ذلك وصاروا كفاءات في مجالات التدريب والتحليل والاستشارات الرياضية.
. وأنت بمثل هذا الكلام ينطبق عليك - مع احترامي التام كما أسلفت- وصف )الرويبضة(، لأنك تتحدث فيما لا يعنيك، و لا تظن أنني أسبك بهذه المفردة، فهذه ليس من شيمي.
. لكن الرويبضة هو من يشغل الناس بأمور لا علاقة له بها ولا يملك المعرفة الكافية حولها.
. الهلال لا يحتاج لصفقات جديدة بالعشرات كما توهمون الجماهير في كل مرة، فقد جددتم الدماء مرات ومرات ولم نشهد تغييراً يذكر.
. إذاً المشكلة فيكم انتم كإداريين لا في اللاعبين أو المدربين كما تزعمون.
. وعندما أقول المشكلة في الإداريين فهذا لا يعني أيضاً أن يُزاح فلان من إدارة الكرة مثلاً ليحل مكانه علان لتصبح قلوب اللاعبين )حارة( كما يردد الجمهور وبذلك نغلب المريخ أو أي منافس آخر.
. المشكلة هنا مشكلة نظام ولوائح وأسس مفقودة.
. فعندما يتحدث كل الناس عن تواجد عدد من لاعبي الهلال بمقاهي الشيشة مثلاً ولا توجد ضوابط تمنعهم عن ذلك فهذا وضع لن بغيره وجود فلان أو علان في دائرة الكرة أو غيرها.
. المحير أن الجمهور الذي يدافع عن اللاعب ويقول لك أنه محترف وده شغله عشان كده لما يقولوا ليه ألعب في الجنينة لازم يلعب، نفس الجمهور ده ممكن يشوف اللاعب يدخن في الشيشة وقد يمتعض من ذلك لكنه لا يضغط بإتجاه وضع لوائح تفرض على المحترف المزعوم أن يحترم شغله أو يعود لناديه الصغير الذي أتى منه.
. عوضاً عن ذلك نسمع نغمة ) جيبوا فلان في دائرة الكرة وحا تشوفوا النتيجة(.
. دي واحدة من أكبر عللنا، نبحث عن الحلول دائماً عند أفراد ولا نؤمن بالمؤسسية والنظم واللوائح، وعشان كده ممكن عادي نصغي لتنظير من السوباط الصغير أو غيره.
. بعدين تعالوا يا أهلة إذا كانت )خيبات( وتكاسل وفوضى لاعبي الفريق الحاليين حا تختفي بمجرد استقدام هيثم، المعز أو غيرهما ما أهو عوض طارة صار عضواً في المجلس.
. مش الكثيرين منكم بقولوا طارة كان رئيساً لمجموعة الأولتراس المعروفة بوفائها وشراستها في الدفاع عن حقوق النادي!
. طيب ليه ما يضبط طارة اللاعبين ديل!
. لم ولن يتمكن من فعل ذلك لغياب المؤسسية والنظم واللوائح.
. وما لم تتغير الكثير من الأمور في أنديتنا ومنظومة الكرة عموماً، ويتولى شأنها أهلها ومن خبروا دروبها لا تحلموا بعالم سعيد كما قلت مراراً.
. والأفضل لكم أن تشوفوا ثورتكم وين لأن محاولة تغيير أي جزء بدونها سيظل كالحرث في البحر.