الأربعاء 3 أغسطس 2022 - 20:45
تقرير: رندا عبد الله
رويداً رويداً بدأت تكتيكات لجان المقاومة في التطور منذ بداية الاحتجاجات بابتكارهم أدوات جديدة تعينهم في التقدم الى الأمام للوصول الى النقطة المتفق عليها والتمترس في عين المكان المحدد مسبقاً، وذلك باستخدام الاقنعة والنظارات للحد من تأثير البمبان على الانف والعيون، كذلك استخدام الواح الخشب والحديد والزنك كمصدات لعلب البمبان، ايضاً دقة التوقيت ما بين الكر والفر وتفادى الاشتباك المباشر، بجانب تطوير عملية التتريس بنشر الحجارة فى كل الشارع رغم استخدام العنف المفرط، وأمس الأول أعلنت لجنة الاطباء المركزية ان الطرق المستحدثة للجان المقاومة خلال التظاهرات قللت كثيراً من حجم الاصابات فى المواكب.
)1(
وعلى الرغم من ارتفاع عدد الاصابات الذى اعلنته لجنة الاطباء المركزية باصابة نحو )105( متظاهرين ابان موكب )31( يوليو الاخير، الا ان الطرق المستحدثة للجان المقاومة خلال التظاهرات قللت كثيراً ربما من حجم الاصابات فى مواكب ما بعد الانقلاب المستمرة منذ اكتوبر الماضي وخلفت بحسب احصائيات رسمية للجنة الاطباء المركزية نحو )116( شهيداً واكثر من مليون اصابة بحسب لجان المقاومة. وبحسب المراقبين فإن هنالك تطوراً فى اساليب اجلاء المصابين عبر الدراجات النارية والاسعافات ووجود المسعفين .بجانب أن لجان المقاومة او الشباب فى المواكب اصبحوا يتعرفون على بعضهم البعض وباتت تجمع بينهم علاقة قوية.
وبمرور الوقت تطورت الاساليب الدفاعية والخطط تجاه المخاطر التى يتعرضون لها، فأصبح )التكتيك( سمة من اساليبهم كأن يأتوا فى نفس التوقيت وينسحبون فى توقيتهم المقرر، رغم ان البعض يرى ان فى هذا العمل البطولى تهوراً فى مواجهة خطر الاجهزة الامنية .
)2(
الثائر والناشط فى الحراك الجماهيرى مهادن الزعيم قال لـ )الانتباهة( انه في بداية عام 2018م )قبل الثورة( كانت هناك مظاهرات بسبب الميزانية، وقال: )اتذكر عندما تم صدنا بالبمبان في موكب ميدان الشعبية بحري تفتقت عبقرية احد الشباب، حيث اتى بـ )جردل( وغطى به البمبان، وفرحنا جداً بفكرته حينها، لان طريقته قللت من اثر البمبان وحافظت على الموكب لدقائق، واصبحت هذه هي الطريقة الثابتة للتعامل مع البمبان طوال ثورة ديسمبر المجيدة، اما بعد الانقلاب فتحول الاسلوب ــ والحديث لمهادن ــ لنقطة ايجابية وهي ارجاع البمبان الى القوات الامنية، وذلك باستخدام قفازات لمنع احتراق الايادي بدلاً من تغطيته، واصبحت نقطة ايجابية في صالحنا وساعدت بقوة في الحفاظ على المواكب من التشتت(.
)3(
وبحسب ناشطين تحدثوا للصحيفة فإن لجان المقاومة سيرت منذ الانقلاب الذى وقع فى الخامس والعشرين من اكتوبر الماضى اعداداً لا تحصى ولا تعد من المواكب والتظاهرات، بدأت منذ اليوم الاول للانقلاب، حيث خرج اول موكب فى ذات اليوم رغم انقطاع خدمة الانترنت، وبعده انتظمت لجان مقاومة ولاية الخرطوم فى تسيير المواكب بنحو يومين فى كل اسبوع )اثنين وخميس(، حتى تاريخ موكب الثلاثين من يونيو الذى شهد اضخم واكبر المواكب.
وسيرت لجان مقاومة الكلاكلات وحدها )17( موكباً اطلقت عليها اسم )الطريق الى )30( يونيو(، فيما وصل عدد المواكب الداخلية فى كل من ام درمان وبحرى وحدهما الى حوالى )13( موكباً.
)4(
وبالعودة الى الناشط فى الحراك مهادن الزعيم فيقول: )تم استخدام المدرعات بقوة بعد الانقلاب واستخدام الاوبلن )سلاح يدوي يستخدم لضرب البمبان( بالتصويب المباشر على اجساد الثوار، الامر الذى اوقع عدداً كبيراً من الاصابات الخطيرة في صفوف الثوار، مما اضطر الثوار الى الاحتماء بلوح زنك يحملونه في ايديهم اثناء التقدم ويضعونه امامهم )درقة( لصد علب البمبان المنهمرة فكان له دور كبير في تخفيف الاصابات، وبعدها تطور الامر الى استخدام اطباق الديجتال والواح الخشب والحديد لتكون حماية لاجساد الثوار من التصويب المباشر، كما تم استخدام الخوذات التي يرتديها المهندسون لتحمي رؤوسهم لذات الغرض في المواكب(.
)5(
ويضيف قائلاً: )فى ايام ديسمبر كان الثوار يستخدمون المشروبات الغازية لغسل وجوههم لمنع البمبان من التغلغل داخل اجسامهم وكذلك اوراق شجر النيم, ليأتي بعد ذلك محلول الخميرة والخل والعطور كأدوات تخفف استنشاق البمبان وتمنع الاختناق بالاضافة للكمامات العادية، اما بعد الانقلاب فأصبح الثوار يرتدون نظارات السباحة وقناعاً كاملاً للوجه يتيح التنفس بحرية بعيداً عن البمبان، وكانت هذه الادوات من اهم اسباب استمرار الموكب الواحد لاكثر من أربع ساعات متواصلة وسط المئات من قنابل الغاز المسيل للدموع، على عكس ما قبل ديسمبر حينما كانت بضع عبوات من البمبان كافية لتفريق المواكب(. ويزيد الزعيم بقوله: )اثناء المواكب لاحظنا ان عدداً كبيراً من الثوار في الخلف ينسحبون مباشرة بمجرد حلول المغرب ربما لكى يلحقوا بالمواصلات ليصلوا لبيوتهم، ولكن هذا كان يجعل الشباب فى الصفوف الامامية في فخ الاعتقال بعد انسحاب جزء كبير من الموكب مع حلول الليل، ولذلك تم الاتفاق بين الثوار في التنسيقيات على عدم جعل الموكب مفتوح الزمن الا في حالات خاصة، واصبح من الثابت ان يتم نشر زمن نهاية الموكب في الاعلان قبل بدايته، وايضاً مع اقتراب زمن الانسحاب هناك شباب بجوبون الموكب من اقصاه الى اقصاه لكى يذكروا الشباب بأن زمن الانسحاب اقترب وتبقى له كذا من الدقائق، واصبحنا ننسحب جميعاً مع بعضنا البعض، وفعلاً هذا الامر جنبنا اعتقالات كثيرة والحمد لله(.
)6(
ويختم )مهادن( قائلاً: )بفضل هذه التكتيكات وابتكار ادوات جديدة )خوذات ودرقات ونظارات سباحة وقفازات لارجاع البمبان( اصبحت المواكب تستمر لساعات طويلة، وجنبتنا الاعتقال والاصابات لاقصى حد، ولكن يحسب عليها ايضاً انه يصعب حملها والتجول بها علانية داخل الاسواق للتظاهر كما كنا نفعل سابقاً، لذا أصبحت نقاط التظاهر بعيدة عن الهدف المنشود للوصول اليه، لأن هذه النقاط هي الاكثر اماناً قبل انطلاق الموكب، عكس النقاط القريبة من المكان المحدد كوجهة للموكب وهي الاسواق(.
تقرير: رندا عبد الله
رويداً رويداً بدأت تكتيكات لجان المقاومة في التطور منذ بداية الاحتجاجات بابتكارهم أدوات جديدة تعينهم في التقدم الى الأمام للوصول الى النقطة المتفق عليها والتمترس في عين المكان المحدد مسبقاً، وذلك باستخدام الاقنعة والنظارات للحد من تأثير البمبان على الانف والعيون، كذلك استخدام الواح الخشب والحديد والزنك كمصدات لعلب البمبان، ايضاً دقة التوقيت ما بين الكر والفر وتفادى الاشتباك المباشر، بجانب تطوير عملية التتريس بنشر الحجارة فى كل الشارع رغم استخدام العنف المفرط، وأمس الأول أعلنت لجنة الاطباء المركزية ان الطرق المستحدثة للجان المقاومة خلال التظاهرات قللت كثيراً من حجم الاصابات فى المواكب.
)1(
وعلى الرغم من ارتفاع عدد الاصابات الذى اعلنته لجنة الاطباء المركزية باصابة نحو )105( متظاهرين ابان موكب )31( يوليو الاخير، الا ان الطرق المستحدثة للجان المقاومة خلال التظاهرات قللت كثيراً ربما من حجم الاصابات فى مواكب ما بعد الانقلاب المستمرة منذ اكتوبر الماضي وخلفت بحسب احصائيات رسمية للجنة الاطباء المركزية نحو )116( شهيداً واكثر من مليون اصابة بحسب لجان المقاومة. وبحسب المراقبين فإن هنالك تطوراً فى اساليب اجلاء المصابين عبر الدراجات النارية والاسعافات ووجود المسعفين .بجانب أن لجان المقاومة او الشباب فى المواكب اصبحوا يتعرفون على بعضهم البعض وباتت تجمع بينهم علاقة قوية.
وبمرور الوقت تطورت الاساليب الدفاعية والخطط تجاه المخاطر التى يتعرضون لها، فأصبح )التكتيك( سمة من اساليبهم كأن يأتوا فى نفس التوقيت وينسحبون فى توقيتهم المقرر، رغم ان البعض يرى ان فى هذا العمل البطولى تهوراً فى مواجهة خطر الاجهزة الامنية .
)2(
الثائر والناشط فى الحراك الجماهيرى مهادن الزعيم قال لـ )الانتباهة( انه في بداية عام 2018م )قبل الثورة( كانت هناك مظاهرات بسبب الميزانية، وقال: )اتذكر عندما تم صدنا بالبمبان في موكب ميدان الشعبية بحري تفتقت عبقرية احد الشباب، حيث اتى بـ )جردل( وغطى به البمبان، وفرحنا جداً بفكرته حينها، لان طريقته قللت من اثر البمبان وحافظت على الموكب لدقائق، واصبحت هذه هي الطريقة الثابتة للتعامل مع البمبان طوال ثورة ديسمبر المجيدة، اما بعد الانقلاب فتحول الاسلوب ــ والحديث لمهادن ــ لنقطة ايجابية وهي ارجاع البمبان الى القوات الامنية، وذلك باستخدام قفازات لمنع احتراق الايادي بدلاً من تغطيته، واصبحت نقطة ايجابية في صالحنا وساعدت بقوة في الحفاظ على المواكب من التشتت(.
)3(
وبحسب ناشطين تحدثوا للصحيفة فإن لجان المقاومة سيرت منذ الانقلاب الذى وقع فى الخامس والعشرين من اكتوبر الماضى اعداداً لا تحصى ولا تعد من المواكب والتظاهرات، بدأت منذ اليوم الاول للانقلاب، حيث خرج اول موكب فى ذات اليوم رغم انقطاع خدمة الانترنت، وبعده انتظمت لجان مقاومة ولاية الخرطوم فى تسيير المواكب بنحو يومين فى كل اسبوع )اثنين وخميس(، حتى تاريخ موكب الثلاثين من يونيو الذى شهد اضخم واكبر المواكب.
وسيرت لجان مقاومة الكلاكلات وحدها )17( موكباً اطلقت عليها اسم )الطريق الى )30( يونيو(، فيما وصل عدد المواكب الداخلية فى كل من ام درمان وبحرى وحدهما الى حوالى )13( موكباً.
)4(
وبالعودة الى الناشط فى الحراك مهادن الزعيم فيقول: )تم استخدام المدرعات بقوة بعد الانقلاب واستخدام الاوبلن )سلاح يدوي يستخدم لضرب البمبان( بالتصويب المباشر على اجساد الثوار، الامر الذى اوقع عدداً كبيراً من الاصابات الخطيرة في صفوف الثوار، مما اضطر الثوار الى الاحتماء بلوح زنك يحملونه في ايديهم اثناء التقدم ويضعونه امامهم )درقة( لصد علب البمبان المنهمرة فكان له دور كبير في تخفيف الاصابات، وبعدها تطور الامر الى استخدام اطباق الديجتال والواح الخشب والحديد لتكون حماية لاجساد الثوار من التصويب المباشر، كما تم استخدام الخوذات التي يرتديها المهندسون لتحمي رؤوسهم لذات الغرض في المواكب(.
)5(
ويضيف قائلاً: )فى ايام ديسمبر كان الثوار يستخدمون المشروبات الغازية لغسل وجوههم لمنع البمبان من التغلغل داخل اجسامهم وكذلك اوراق شجر النيم, ليأتي بعد ذلك محلول الخميرة والخل والعطور كأدوات تخفف استنشاق البمبان وتمنع الاختناق بالاضافة للكمامات العادية، اما بعد الانقلاب فأصبح الثوار يرتدون نظارات السباحة وقناعاً كاملاً للوجه يتيح التنفس بحرية بعيداً عن البمبان، وكانت هذه الادوات من اهم اسباب استمرار الموكب الواحد لاكثر من أربع ساعات متواصلة وسط المئات من قنابل الغاز المسيل للدموع، على عكس ما قبل ديسمبر حينما كانت بضع عبوات من البمبان كافية لتفريق المواكب(. ويزيد الزعيم بقوله: )اثناء المواكب لاحظنا ان عدداً كبيراً من الثوار في الخلف ينسحبون مباشرة بمجرد حلول المغرب ربما لكى يلحقوا بالمواصلات ليصلوا لبيوتهم، ولكن هذا كان يجعل الشباب فى الصفوف الامامية في فخ الاعتقال بعد انسحاب جزء كبير من الموكب مع حلول الليل، ولذلك تم الاتفاق بين الثوار في التنسيقيات على عدم جعل الموكب مفتوح الزمن الا في حالات خاصة، واصبح من الثابت ان يتم نشر زمن نهاية الموكب في الاعلان قبل بدايته، وايضاً مع اقتراب زمن الانسحاب هناك شباب بجوبون الموكب من اقصاه الى اقصاه لكى يذكروا الشباب بأن زمن الانسحاب اقترب وتبقى له كذا من الدقائق، واصبحنا ننسحب جميعاً مع بعضنا البعض، وفعلاً هذا الامر جنبنا اعتقالات كثيرة والحمد لله(.
)6(
ويختم )مهادن( قائلاً: )بفضل هذه التكتيكات وابتكار ادوات جديدة )خوذات ودرقات ونظارات سباحة وقفازات لارجاع البمبان( اصبحت المواكب تستمر لساعات طويلة، وجنبتنا الاعتقال والاصابات لاقصى حد، ولكن يحسب عليها ايضاً انه يصعب حملها والتجول بها علانية داخل الاسواق للتظاهر كما كنا نفعل سابقاً، لذا أصبحت نقاط التظاهر بعيدة عن الهدف المنشود للوصول اليه، لأن هذه النقاط هي الاكثر اماناً قبل انطلاق الموكب، عكس النقاط القريبة من المكان المحدد كوجهة للموكب وهي الاسواق(.