الثلاثاء 16 أغسطس 2022 - 15:29

حتى وقتٍ قريبٍ كانت رسوم الجلوس لامتحان تنظيم مهنة القانون )المعادلة( رسوماً رمزية، ولم تشكل عائقاً في يوم من الأيام أمام الممتحنين لها.
المعادلة يشرف عليها مجلس يضم جهاتٍ قانونية معلومة ولها خطوات ثابتة منحتها القوة التي تميز المعادلة، رغم مايدور حولها من جدل ومطالبات تظهر من حين لآخر بإلغائها، إلا أنها صمدت وأصبحت معلماً بارزاً من معالم آليات تنظيم المهن ويضرب بها المثل في كثير من الأحيان.
كثيراً مانسمع عن مهنة يتحدث الناس عن ضرورة وضع بوابة للدخول عبرها للممارسة )كالمعادلة عند أهل القانون(، كما أنَّ إجازة امتحان المعادلة نجاح يبحث الطلاب عن دروبه في أحيان كثيرة فيعيدون الكرة تلو الأخرى.
رسوم امتحانات المعادلة لم تكن تحسب كعوائد أو حصاد لأًرقام من الجنيهات عدداً، لكن يبدو الآن أن الواقع سيتغير وقد حدد مبلغ )20( مليون جنيه بالقديم ) رسوم لامتحان المعادلة 2022م(.
هذا رقم كبير لطلاب يتلمسون خطواتهم الأولى في رحلة عملية شاقة في بدايتها، الرقم كبير لأن اجتياز المعادلة في أغلب أحيانه لايتم من أول امتحان.
فالطلاب يجلسون للامتحان لأكثر من مرة ومن اللافت أن نسب النجاح في الامتحان ضعيفة، ومع ذلك يصر الطلاب على تكرار الجلوس للامتحان لتجاوز هذه العقبة.
صحيح تراجعت قيمة الجنيه وأصبحت المبالغ المالية عبارة عن أرقام فقط لاتسمن ولا تغني من جوع، لكن مثل هؤلاء الطلاب الذين أنهوا دراستهم بعد كد وصبر وصرف، ليس من المناسب أن تُوضع لهم متاريسُ مالية مرة أخرى.
ماحملني على التعليق على موضوع رسوم المعادلة هذا هو رد فعل الطلاب وتعليقاتهم )الآسفة( على هذا القرار، في تعليقاتهم اشتكوا من المبالغ التي حددت رسوماً للامتحان، ويرون بأنها مبالغ كبيرة لا يستطيعون الإيفاء بها، وقد تتسبب في عرقلة خطواتهم تجاه ممارسة المهنة.
كثيرون منهم اكتفوا في تعليقاتهم بترديد )لاحول ولاقوة إلا بالله(، وكثيرون وصفوا الزيادة بالكارثية وحينما يقولون كارثية، هذا يعني أن الرسوم هذه ستحول بينهم وبين التحاقهم بركب ممارسة مهنة القانون في دروبها التي ليست بالسهلة.
تعليق ساخر قاله أحد طلاب المستويات الأولى في إحدى كليات القانون، )معناها في زمنا نحن بتكون رسوم امتحان المعادلة 5 مليارات جنيه(.