الجمعة 19 أغسطس 2022 - 20:18

)1(
لئن ندب السودانيون حظهم فلا ريب أنهم محقون فلا أدري أهو امتحان يستنفد الصبر والحيلة، أم هو سوء حظ وتعاسة لازمت هذا الشعب منذ الاستقلال وحتى هذه الساعة لحظة كتابة هذه السطور، فلم يحظ شعب السودان بنظام حكم ينعم فيه بالاستقرار والأمن والرخاء رغم ما تزخر به بلاده من خيرات وفيرة وموارد ضخمة… حكومات تأتي وأخرى تذهب، وكلها تكرر أخطاء بعضها وتقلِّد المنهج المعتل… حكومات يقودها الانتصار للذات والحسد وتحركها بواعث الانتقام وزخائم النفس الأمارة بالسوء … بلاد عظيمة وتاريخ ناصع وحضارة عريقة ومجد تليد وموارد ضخمة لكن استعصى عليها حتى الآن أن تُخرج أرحامها قيادة وطنية رشيدة متجردة من الأهواء والأطماع الشخصية ومتحررة من دوافع الحقد والحسد والانتقام لتأخذ بيد الشعب إلى مرافئ النماء.
)2(
عندما انطلقت مبادرة اساتذة جامعة الخرطوم انشرحت صدورنا ، وذهب بعض الغم الوطني، لكون ان الأكاديميون والتكنوقراط هم ابعد مايكونون عن الدغمسة والاجندة غير المعلنة، لكن ذهبت المبادرة ادارج الرياح وطار العشم وتبخر في الهواء..
)3(
قبيل انطلاق مبادة الشيخ الطيب الجد، دعونا إلى كلمة سواء بين الفرقاء والخصوم السياسيين والاضداد ، كلمة سواء تجمع لا تفرق، تكون بساط فسيح يجد كل الجالسين عليه انفسهم ، وقلنا وقتها لامخرج وملجأ إلا التوافق الوطني الشفاف البعيد عن الشبهات والإلتفاف والدغمسة، والمحاباة ..
وعندما جاءت مبادرة اهل السودان وعرفنا فحواه، قلنا ولانزال على هذا الموقف ان هذه المبادرة ستزيد التعقيدات اكثر من السعي لحلها، فقد جلبت إلى صفوفها الشخصيات الخلافية والمثيرة للجدل، والمتآمرة على الثورة فأزكت نار الخلافات، ووضعت نفسها في مواجهة قوى الثورة الحقيقية، خاصة بعد ان ظهر في مقدمة صفوفها من كنا نحذر تسللهم..اللهم هذا قسمي فيما املك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائما في الموضع الذي تحب ان يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين