السبت 20 أغسطس 2022 - 18:51

بقلم: السفير الصادق المقلي
أولاً اقول لك استاذي أن عاملي الحضور و الغياب هما العاملان المفصليان الذان بشرا بفشل المائدة.. و الخروج بتوصيات تسبح كلها ضد تيار المشهد السياسي.. و هذا في مقال جديد فيه تحليل لمخرجات المائدة.
نعم لعله سؤال مشروع…عند غياب الأطراف المعنية بالأزمة.. من يا ترى يتوافق مع من..؟ إذاً المشاركين في المائدة هى كيانات لا خلاف بينها و ليست طرفاً في الأزمة.. فجميع من حضر منهم من يتماهى مع الإنقلاب و منهم من هو من منسوبى نظام الإنقاذ أو من شارك النظام الحكم.. بمعنى أن كانت لافتة المبادرة السعى إلى توافق بين أهل السودان. أين هم ممثلو أهل السودان..و بديهى جداً استحالة جلوس كل أهل السودان على الطاولة كما ذكرت.. و لم يغيب عن المائدة فقط طرفاها الحكومة و المعارضة.. بل حتى مجموعة التوافق الوطني وكلاء الإنقلاب الذين كانوا حضوراً معهم في إجتماع )روتانا( الذي ولد ميتاً إنفضوا من حوله.. و إنتقد قادة التوافق المائدة بإعتبارها صنيعة النظام البائد. مثلما تبرأت منها أهم الطرق الصوفية سجادة الشيخ أزرق طيبة و سجادة الشيخ الجعلي.. فضلاً عن كل القوى السياسية و الثورية و المدنية المناهضة للإنقلاب… فقل لي بربك ماذا و من تبقى في قاعة الصداقة غير أناس متحابين لا متخاصمين.. الأمر الذي هزم لافتة المبادرة التي ترمي إلى توافق بين كل القوى السياسية. أما سؤالك عن القضاء هو تماماً خارج النص..
ثالثاً… ليس كل من غاب عن المائدة هم )أربعة طويلة( كما زعمت… غابت كل القوى السياسية و الثورية و المدنية الأخرى التي ليس لها علاقة) بأربعة طويلة( قام قوى التغيير الجذري.. رجال المقاومة.. حتى قحت الميثاق الوطني غابت فهل من مجموعة ) أربعة طويلة( و تجمع المهنيين بشقيه و مكونات المجتمع المدني ما عدا ثلة من قيادات الإدارة الأهلية و الطرق الصوفية.. و لعلي أربأ بأستاذ تدعو فيه المبادرة إلى التوافق بين كل أهل السودان.. عبارة أربعة طويلة استاذي الفاضل هي إنعكاس لخطاب الكراهية الذي لا يخدم قضية التوافق الوطني في شئ…
نعم كل خطابات المشتركين في المائدة وجهوا سهامهم نحو القوى السياسية و كان الأزمة من صنعها. و لم نسمع أية رسالة منهم في بريد المكون العسكري السبب الرئيس والطرف الأساسي في الأزمة منذ الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي… قل لي بربك… كيف تدعو المائدة نظرياً إلى حوار وطني و توافق بين القوى السياسية من دون أن تكن هناك ظروفاً مواتية لإنجاح هذا التوافق.. و على عاتق من يا ترى يتوفر المناخ المناسب للحوار و التوافق… غير المكون العسكري السلطة الحاكمة… فكيف يتم حل الأزمة في ظل الحراك الثوري في الشارع و قتل و إصابة المتظاهرين بصورة ممنهجة من قبل الأجهزة الأمنية… و فى ظل هذا الإحتقان السياسي و العزلة الدولية و الإقليمية أهم تداعيات الإنقلاب..؟؟ و بما أن العسكر هم الطرف الآخر في الأزمة كان من المفروض أن تكن هناك رسالة واضحة لهم من المائدة. بدلاً عن التعميم. و كلمة ) الجميع( التي حاولت من خلالها التبرير للمؤتمرين…
أما حديث مبارك عن الإنتاج .فهو مردود.. هذه الثورة سلمية و ظلت سلمية منذ سبتمبر ٢٠١٣..فإن كان سلاح الشباب في الشوراع هو الترس ضد الدهس فقد كان تصرف السلطات أكثر إعاقة للحركة.. باستعمال الحاويات و الكتل الخرسانية. نعم هم حالياً يغرسون ثمار الثورة فى إنتظار الإنتاج..
و لعل هذه الجلسة الإفتتاحية قد خلت تماماً إلى أية إشارة للثورة أو الثورة أو الشهداء…و هم يدركون تماماً أن هذه القوى الثورية هي القوى الحقيقية المؤثرة على المشهد السياسي و هي التي هزمت مبررات و أهداف الإنقلاب لعشرة أشهر و أنها رقم يصعب تجاوزه في أية عملية سياسية…
أما الحديث عن السفراء فقد وضحت غياب كل ممثلى المعسكر الغربي الذي يدعو إلى استعادة مسار التحول الديمقراطي…خاصةً الإتحاد الأوروبي و دول )الترويكا(… أما بقية السفراء فحضورهم من باب المهنية الدبلوماسية التي تفرض على أي مبعوث.. إن قدمت الدعوة له.. الحضور فهو يرى و يسمع فقط و لا يتحدث عن موقف عاصمتها مسبقاً..بمعنى أن حضوره لا يعني قبولاً أو رفضاً لما يدور في أية فعالية سياسية….
هذا الرد للأستاذ عيكورة عن تعليقه على مقالي عن الجلسة الإفتتاحية… أما المخرجات. فالتعليق عليها في مقال آخر تم نشره في النسخة الألكترونية… و الدعوة موجهة للأستاذ العزيز العيكورة للتكرم بالإطلاع و التعليق.. و إن عاد عدنا…