الجمعة 2 سبتمبر 2022 - 10:35
السكان لا يحتاجون للاغاثات بل للتراب
شجرة الحراز التي تحولت إلى مقياس (ريختر)!!
المواطنون يناشدون (البرهان) بتنفيذ وعدة بعمل مزلقان لحماية المنطقة من الهدام
مواطن يصب جام غضبه على بعض المنظمات ويحذرها من المتاجرة بالكارثة
النز يتسبب في هدم عشرات المنازل.. والسكان يطالبون بتقوية الجسر
تحقيق ـ بتول الفكي
**أضحت شجرة الحراز العملاقة المنتصبة في عمق الإتجاه الغربي المحاذي لكوبري الدباسين من الناحية الجنوبية علامة بارزة لقياس ذروة فيضان النيل بالكلاكلة .. ورغم تيبسها حربا للمطر كما تقول الأساطير إلا أنها أصبحت مثل مقياس (ريختر) تنبئ بقرب موعد فيضان النيل وابتلاع منطقة الكلاكلة القبة .. عدد من شباب ورجال الحي المتطوعين لصد النيل ذكروا أنهم باتوا منشغلين أكثر بمراقبتها وذلك لأنها تحمل علامة تشبة الراية او العلامة التحذيرية حيث وصل منسوب النيل حدها قبل أن يفيض ويبتلع البيوت بتمام السادسة مساء قبل عام .. (الحراك) تجولت داخل الحي ورصدت العديد من المشاهدات والمخاوف التي تنتاب نفوس الأهالي من عنفوان فيضان النيل الأبيض عبر هذا التحقيق الميداني**
مشاهدات وحكاوي
باتت البيوت الواقعة على ضفاف النيل الأبيض بمنطقة الكلاكلة القبة محلية جبل أولياء، باتت على شفا جرف من الهدام وذلك لاجتياح النيل لها للعام الثالث على التوالي، حيث يواجه ملاك البيوت المتاخمة للنيل مشكلة النز الذي وصل مرحلة نبع المياه من داخل الحيشان ما تسبب في هدم العديد من جدران وأسقف المنازل ودفع ذلك بعضهم لهجر منازلهم للأبد والبعض الآخر لجأ للإيجار في ظل ارتفاعها حتى هدوء البحر كخيار لا بديل له.
وكشفت جولة ميدانية لصحيفة (الحراك السياسي) داخل أحياء الكلاكلة القبة كشفت عن معاناة الأهالي في كيفية توفير قلابات التراب لتعلية الترس حتى يتجنبوا غدر النيل ذات ليلة وضحاها..
من جانبها أوضحت السيدة (إحسان عوض الجيد) أربعينية العقد بأن البحر كسر على منزلهم أول مرة منذ (30) عاما طيلة فترة سكنهم بجواره وذلك لعدم قدرتهم على تعلية الترس خلف المنزل من المنطقة الجنوبية وهي التي تجاور البحر مباشرة.. وحكت بمأساة بأنهم خسروا كل ما لديهم وتحول المنزل إلى كومة تراب في عدة ساعات من كسر النهر للترس بالتحديد عند الساعة السادسة من مساء ذلك اليوم.. وقالت كان ذلك من أسوأ أعوامهم بالمنطقة وهو ذات العام الذي فقد فيه والدهم بصره وأصبح في أعداد المكفوفين لتزيد المعاناة في ظل ظروف قاسية قادتهم مجبرين لترك المنزل واستئجار منزل آخر لمدة ثلاثة شهور حسب سعة يدهم المالية حينها.. ولفتت ربة المنزل الذي كانت تتقاسمه مع ابنتها أم الطفلين وزوجة ابنها أيضا بأنهم حين أصبحوا أمام الأمر الواقع مابين دفع الايجار ودفع نفقات علاج والدهم لجأوا إلى الدخول في صناديق مع بقية نساء الحي وهن ليس بأحسن حال مما يعايشونه و انتظار دور الصرفة حتى يتمكن من توفير مواد بناء لاعادة المنزل إلى ما كان عليه ليستمر الحال حتى بلوغ مرحلة بناء المنافع إلا أن البحر زاد هذا العام بما يشابه ذروة العام قبل الماضي ويرسل موجاته التي تنبئ بفيضان قادم أسوأ، موضحة بأنهم توقفوا عن البناء وبات الحذر يملأ أنفسهم من تكرار المأساة وتم تحويل كل ما تم تحويشه لجلب المزيد من قلابات التراب لزيادة ارتفاع الترس تحسبا لأي اجتياح قادم.
وعد البرهان
فيما أكد زوجها العم (بشارة) وهو ضرير كل ما رواه سكان الحي بأن منطقتهم تواجه سنويا مشكلة اجتياح النيل لهم مما اضطرهم لدفع كل ما يملكون لشراء قلابات التراب لعمل الردمية.. وكشف العم (بشارة) لـ(الحراك) لقاءه برئيس مجلس السيادة (البرهان) قائلا: ” سبق أن التقيت بـالفريق(البرهان) فوعدنا بالحلول لكنها لم ترْ النور بما في ذلك مشكلة المياه غير الصالحة للشرب وهي مفارقة رغم مجاورتنا للنيل لكننا نعاني كثيرا في الحصول على مياه الشرب الصحية، ويعاني الكثيرون من أمراض مزمنة تزداد بسبب مياه الشرب الملوثة”.
من جانبها أوضحت إحدى ربات البيوت بأنهم بحاجة عاجلة إلى حلول آنية تتمثل في توفير الخيام وآليات لرش الذباب والبعوض تحوطا لتجنب إصابات الملاريا والتايفويد لكثرة الذباب ولسعات البعوض المتراكم في المياه الراكدة داخل المنازل المهجورة والمرتوية بمياه كسر النيل.. ،فيما ناشد أحد المواطنين عبر (الحراك) الجهات الرسمية ووزارة البنى التحتية ومحلية جبل أولياء العمل على بناء مزلقان خرساني شبيه بمزلقان اللاماب تجنبا للهدم السنوي الذي تعانيه المنازل.. وقال في حسرة وهو يشير إلى منزله الذي تحول لكومة ركام من التراب والعشب:”أنظري يا أستاذة لمنزلي الذي تحول إلى كوم تراب جراء الفيضان الماضي ونسكن الآن في عريشة من الحصير والقنا لاننا لا نملك حق تشييد منزلنا من الصفر”.
الدفاع المدني
من الناحية الغربية لأحياء القبة نصب الدفاع المدني خيمته تحسبا لحدوث أي طارئ ويوجد بها عدد من منسوبي الدفاع المدني ضمن غرفة طوارئ بمحلية جبل أولياء و يعملون على إرشاد المواطنين خاصة الصبية الذين رصدتهم (الحراك) وهم داخل مياه ترعة مجاورة لكسر النيل، وحينما أقتربنا منهم فر العديد منهم هربا من الكاميرا والظهور عبر الصحف أو القنوات.. وعلل أحدهم رفضهم الظهور في الصحيفة بأنهم يخشون أن يراهم ذووهم بالجُرم المشهود، فيما ناشد أحد منسوبي الدفاع المدني بالمنطقة الأهالي بضرورة الابتعاد عن الردمية المعمولة لصد النيل حذرا من الانجراف بسبب تسقية النيل للترس وهو عبارة عن جوالات معبأة بالتراب وليس صبة يمكن أن تقاوم لفترة.
المتاجرة بالكارثة
وبرغم هدوء المكان وانشغال المواطنين باحاديث النيل وخطر اجتياح النيل لمنازلهم أضحت الجرافات وناقلات الرمل وقلابات التراب هي الصوت الطاغي فوق كل معترك وذلك كله لصد النيل والحد من تلاطم موجاته الغاضبة التي يتخوفون من ابتلاعها للبيوت وهي تأوي كبار سن وصغاراً حرموا من الخروج بسبب هيجان النيل.
فيما وصف أحد أعيان المنطقة ومن سكانها منذ العام 1996م بأنه ضد المتاجرة بمعاناة أهالي الكلاكلة القبة وصب جام غضبه على المنظمات التي اسماها بغير الوطنية والمنتفعة التي تأتي للمتضررين تسجلهم وتسحب أوراقهم الثبوتية لأجل الحصول على دعم لها ولا يتم ايصاله للمتأثرين.. وذكر لـ(الحراك):
“العام قبل الماضي شهد توافد العديد من الأشخاص الذين ادعوا انضمامهم لمنظمات خيرية ولم يروا منها شيئاً،حيث شهدت ساحة المسجد والميدان اصطفاف الأهالي ولكنهم لم يحصلوا على أي معينات، ولذلك نحذر من محاولة متاجرة البعض بالكارثة!.. وعبركم ننبه بأن أهالي المنطقة المتضررين بحاجة لخيام ورش و ناموسيات وعلاجات، لكننا لا نتسول، فمن أراد أن يصلهم لمد العون والخير فليأتي ونحذر من توافد أفراد و فرق يدعون العمل بمنظمات دون ابراز هوية عمل طوعي مسجل”.
السكان لا يحتاجون للاغاثات بل للتراب
شجرة الحراز التي تحولت إلى مقياس (ريختر)!!
المواطنون يناشدون (البرهان) بتنفيذ وعدة بعمل مزلقان لحماية المنطقة من الهدام
مواطن يصب جام غضبه على بعض المنظمات ويحذرها من المتاجرة بالكارثة
النز يتسبب في هدم عشرات المنازل.. والسكان يطالبون بتقوية الجسر
تحقيق ـ بتول الفكي
**أضحت شجرة الحراز العملاقة المنتصبة في عمق الإتجاه الغربي المحاذي لكوبري الدباسين من الناحية الجنوبية علامة بارزة لقياس ذروة فيضان النيل بالكلاكلة .. ورغم تيبسها حربا للمطر كما تقول الأساطير إلا أنها أصبحت مثل مقياس (ريختر) تنبئ بقرب موعد فيضان النيل وابتلاع منطقة الكلاكلة القبة .. عدد من شباب ورجال الحي المتطوعين لصد النيل ذكروا أنهم باتوا منشغلين أكثر بمراقبتها وذلك لأنها تحمل علامة تشبة الراية او العلامة التحذيرية حيث وصل منسوب النيل حدها قبل أن يفيض ويبتلع البيوت بتمام السادسة مساء قبل عام .. (الحراك) تجولت داخل الحي ورصدت العديد من المشاهدات والمخاوف التي تنتاب نفوس الأهالي من عنفوان فيضان النيل الأبيض عبر هذا التحقيق الميداني**
مشاهدات وحكاوي
باتت البيوت الواقعة على ضفاف النيل الأبيض بمنطقة الكلاكلة القبة محلية جبل أولياء، باتت على شفا جرف من الهدام وذلك لاجتياح النيل لها للعام الثالث على التوالي، حيث يواجه ملاك البيوت المتاخمة للنيل مشكلة النز الذي وصل مرحلة نبع المياه من داخل الحيشان ما تسبب في هدم العديد من جدران وأسقف المنازل ودفع ذلك بعضهم لهجر منازلهم للأبد والبعض الآخر لجأ للإيجار في ظل ارتفاعها حتى هدوء البحر كخيار لا بديل له.
وكشفت جولة ميدانية لصحيفة (الحراك السياسي) داخل أحياء الكلاكلة القبة كشفت عن معاناة الأهالي في كيفية توفير قلابات التراب لتعلية الترس حتى يتجنبوا غدر النيل ذات ليلة وضحاها..
من جانبها أوضحت السيدة (إحسان عوض الجيد) أربعينية العقد بأن البحر كسر على منزلهم أول مرة منذ (30) عاما طيلة فترة سكنهم بجواره وذلك لعدم قدرتهم على تعلية الترس خلف المنزل من المنطقة الجنوبية وهي التي تجاور البحر مباشرة.. وحكت بمأساة بأنهم خسروا كل ما لديهم وتحول المنزل إلى كومة تراب في عدة ساعات من كسر النهر للترس بالتحديد عند الساعة السادسة من مساء ذلك اليوم.. وقالت كان ذلك من أسوأ أعوامهم بالمنطقة وهو ذات العام الذي فقد فيه والدهم بصره وأصبح في أعداد المكفوفين لتزيد المعاناة في ظل ظروف قاسية قادتهم مجبرين لترك المنزل واستئجار منزل آخر لمدة ثلاثة شهور حسب سعة يدهم المالية حينها.. ولفتت ربة المنزل الذي كانت تتقاسمه مع ابنتها أم الطفلين وزوجة ابنها أيضا بأنهم حين أصبحوا أمام الأمر الواقع مابين دفع الايجار ودفع نفقات علاج والدهم لجأوا إلى الدخول في صناديق مع بقية نساء الحي وهن ليس بأحسن حال مما يعايشونه و انتظار دور الصرفة حتى يتمكن من توفير مواد بناء لاعادة المنزل إلى ما كان عليه ليستمر الحال حتى بلوغ مرحلة بناء المنافع إلا أن البحر زاد هذا العام بما يشابه ذروة العام قبل الماضي ويرسل موجاته التي تنبئ بفيضان قادم أسوأ، موضحة بأنهم توقفوا عن البناء وبات الحذر يملأ أنفسهم من تكرار المأساة وتم تحويل كل ما تم تحويشه لجلب المزيد من قلابات التراب لزيادة ارتفاع الترس تحسبا لأي اجتياح قادم.
وعد البرهان
فيما أكد زوجها العم (بشارة) وهو ضرير كل ما رواه سكان الحي بأن منطقتهم تواجه سنويا مشكلة اجتياح النيل لهم مما اضطرهم لدفع كل ما يملكون لشراء قلابات التراب لعمل الردمية.. وكشف العم (بشارة) لـ(الحراك) لقاءه برئيس مجلس السيادة (البرهان) قائلا: ” سبق أن التقيت بـالفريق(البرهان) فوعدنا بالحلول لكنها لم ترْ النور بما في ذلك مشكلة المياه غير الصالحة للشرب وهي مفارقة رغم مجاورتنا للنيل لكننا نعاني كثيرا في الحصول على مياه الشرب الصحية، ويعاني الكثيرون من أمراض مزمنة تزداد بسبب مياه الشرب الملوثة”.
من جانبها أوضحت إحدى ربات البيوت بأنهم بحاجة عاجلة إلى حلول آنية تتمثل في توفير الخيام وآليات لرش الذباب والبعوض تحوطا لتجنب إصابات الملاريا والتايفويد لكثرة الذباب ولسعات البعوض المتراكم في المياه الراكدة داخل المنازل المهجورة والمرتوية بمياه كسر النيل.. ،فيما ناشد أحد المواطنين عبر (الحراك) الجهات الرسمية ووزارة البنى التحتية ومحلية جبل أولياء العمل على بناء مزلقان خرساني شبيه بمزلقان اللاماب تجنبا للهدم السنوي الذي تعانيه المنازل.. وقال في حسرة وهو يشير إلى منزله الذي تحول لكومة ركام من التراب والعشب:”أنظري يا أستاذة لمنزلي الذي تحول إلى كوم تراب جراء الفيضان الماضي ونسكن الآن في عريشة من الحصير والقنا لاننا لا نملك حق تشييد منزلنا من الصفر”.
الدفاع المدني
من الناحية الغربية لأحياء القبة نصب الدفاع المدني خيمته تحسبا لحدوث أي طارئ ويوجد بها عدد من منسوبي الدفاع المدني ضمن غرفة طوارئ بمحلية جبل أولياء و يعملون على إرشاد المواطنين خاصة الصبية الذين رصدتهم (الحراك) وهم داخل مياه ترعة مجاورة لكسر النيل، وحينما أقتربنا منهم فر العديد منهم هربا من الكاميرا والظهور عبر الصحف أو القنوات.. وعلل أحدهم رفضهم الظهور في الصحيفة بأنهم يخشون أن يراهم ذووهم بالجُرم المشهود، فيما ناشد أحد منسوبي الدفاع المدني بالمنطقة الأهالي بضرورة الابتعاد عن الردمية المعمولة لصد النيل حذرا من الانجراف بسبب تسقية النيل للترس وهو عبارة عن جوالات معبأة بالتراب وليس صبة يمكن أن تقاوم لفترة.
المتاجرة بالكارثة
وبرغم هدوء المكان وانشغال المواطنين باحاديث النيل وخطر اجتياح النيل لمنازلهم أضحت الجرافات وناقلات الرمل وقلابات التراب هي الصوت الطاغي فوق كل معترك وذلك كله لصد النيل والحد من تلاطم موجاته الغاضبة التي يتخوفون من ابتلاعها للبيوت وهي تأوي كبار سن وصغاراً حرموا من الخروج بسبب هيجان النيل.
فيما وصف أحد أعيان المنطقة ومن سكانها منذ العام 1996م بأنه ضد المتاجرة بمعاناة أهالي الكلاكلة القبة وصب جام غضبه على المنظمات التي اسماها بغير الوطنية والمنتفعة التي تأتي للمتضررين تسجلهم وتسحب أوراقهم الثبوتية لأجل الحصول على دعم لها ولا يتم ايصاله للمتأثرين.. وذكر لـ(الحراك):
“العام قبل الماضي شهد توافد العديد من الأشخاص الذين ادعوا انضمامهم لمنظمات خيرية ولم يروا منها شيئاً،حيث شهدت ساحة المسجد والميدان اصطفاف الأهالي ولكنهم لم يحصلوا على أي معينات، ولذلك نحذر من محاولة متاجرة البعض بالكارثة!.. وعبركم ننبه بأن أهالي المنطقة المتضررين بحاجة لخيام ورش و ناموسيات وعلاجات، لكننا لا نتسول، فمن أراد أن يصلهم لمد العون والخير فليأتي ونحذر من توافد أفراد و فرق يدعون العمل بمنظمات دون ابراز هوية عمل طوعي مسجل”.