السبت 11 مايو 2024 - 18:02
لم يكن سرًا أن قوات الدعم السريع ستقوم بمهاجمة الفاشر التي تطوقها منذ أسابيع وتقوم بمناوشات في أطرافها أسفرت عن حركة نزوح ضخمة إلى داخل المدينة من القرى والحلال المتاخمة، لا سيما غربي المدينة. حشد الدعم السريع لقواتها وتطويق الفاشر توجته اليوم بهجوم كبير ومعركة عنيفة استمرت حوالي عشر ساعات بين الحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش السوداني من جهة، وقوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها من جهة، أسماها إعلام القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح بمعركة “النفس الطويل”.
القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح: الفاشر تقدم معركة النفس على منوال معركة ذكرى عملية الذراع الطويل
تدوين مدفعي
ابتدأت المعركة -بحسب شهود عيان- بقصف مدفعي من قبل قوات الدعم السريع من الاتجاه الشرقي والغربي للمدينة، أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من المدنيين الذين هُرع بهم إلى مستشفى جنوب الفاشر، إحدى المرافق الصحية القليلة في المدينة التي ما تزال تقدم الخدمة في ظل الحصار المضروب وعرقلة وصول الإغاثة الغذائية والدوائية من قبل قوات الدعم السريع، والتي أعلنت رفضها اتفاقًا عقده حاكم الإقليم مني أركو مناوي لتوصيل شحنات المنظمات الإنسانية عبر الولاية الشمالية عن طريق الدبة. وتطالب قوات الدعم السريع أن تتعامل المنظمات الإنسانية معها بشكل مباشر بحكم سيطرتها على معظم المناطق في الإقليم.
وتسيطر قوات الدعم السريع على عواصم الولايات الأربع الأخرى في إقليم دارفور، وتتهم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في مناطق سيطرتها، لا سيما في ولاية غرب دارفور وعاصمتها الجنينة، حيث صفت هذه القوات والمليشيات المتحالفة معها والي الولاية الجنرال عبدالله خميس، وقتلت الآلاف في مذبحة تقول هيومن رايتس ووتش إنها ترقى للتطهير العرقي.
وعقب التدوين المدفعي من قبل قوات الدعم السريع، تحركت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح فيما يمثل التفافًا على القوة المهاجمة للدعم السريع، وكانت قوات الدعم السريع قد وصلت “سوق الكهرباء” شرقي الفاشر بعشرات المركبات الحربية المحملة بالجنود المسلحين والمليشيات.
واستمرت المعركة لقرابة عشر ساعات وفق القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، والتي قالت إنها كبدت “المليشيا الجنجويدية” خسائر بالغة في العتاد والأرواح، والتي انسحبت إلى خارج المدينة في تراجع وإعادة تموضع يقول مراقبون إنه يمهد لهجوم آخر كبير في مقبل الأيام.
معركة صعبة
ولكن الناشط السياسي موسى إدريس من إقليم دارفور يرى أن معركة الفاشر ليست بتلك السهولة، مشيرًا إلى أن المدينة تحتضن عشرات الآلاف من النازحين في معسكرات النزوح القائمة منذ حرب الإبادة الجماعية في العقد الأول من الألفية، بجانب قوات الحركات. مؤكدًا لـ”الترا سودان” أن هنالك روح قتالية عالية ومعركة تعتبر مصيرية للمتواجدين في المدينة التي تحتضن حكومة الولاية وتعتبر مركز الإقليم.
ويعد موقع الفاشر من أهم المواقع الإستراتيجية في إقليم دارفور لقربها من الولاية الشمالية، فضلًا عن ليبيا ومصر. والمعركة في الفاشر ذات أهمية سياسية وإستراتيجية كونها تحسم مسألة الإقليم.
وكانت العديد من الجهات الإقليمية والعالمية قد حذرت من الهجمات على الفاشر، وعلى رأسها الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأميركية والسعودية وحتى دولة الإمارات العربية المتحدة التي تعتبر حليفة لقوات الدعم السريع وكشفت العديد من التقارير عن تورطها في تزويد هذه القوات التي تُتهم بارتكاب جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي في دارفور، بالسلاح والمؤن عبر الحدود الغربية للإقليم مع تشاد.
وقال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي عقب انجلاء “معركة النفس الطويل” إن الفاشر مثلت الصمود اليوم، متهمًا قوات الدعم السريع باتباع سياسة الأرض المحروقة هناك عبر “القصف العشوائي والمتعمد” على مواقع المواطنين، وإحراق المؤسسات. وقال في تصريح مقتضب إن القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح قد استبسلت رفقة الأجهزة النظامية في دحر قوات الدعم السريع وإحراق عدد من عرباتهم القتالية. وأضاف: ” أجبروهم في تقهقر بعيدًا عن الفاشر”.
وأكد مناوي استرداد المواقع الحيوية وعلى رأسها الكهرباء التي دخلتها قوات الدعم السريع، متهمًا إياها بتخريبها جزئيًا. وقال حاكم الإقليم: “هؤلاء لا يريدون الدولة إنما هواة الفوضى والدمار ومورد للانتهاكات”، بحسب تعبيره.
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي أجواء احتفالية في مدينة الفاشر عقب تراجع قوات الدعم السريع، كما قالت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح في بيان لها اطلع عليه “الترا سودان”، إنها “أجبرت المليشيا على الهروب من أرض المعركة”.
وانحازت حركات مسلحة كانت على موقف الحياد من الحرب في السودان، إلى الجيش السوداني عقب أشهر قليلة من اندلاع القتال، وعلى رأسها حركة جيش تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي حاكم إقليم دارفور، وحركة العدل والمساواة السودانية بقيادة جبريل إبراهيم وزير المالية في الحكومة الاتحادية القائمة بالعاصمة الخرطوم.
الفاشر التي تستضيف بالفعل مئات الآلاف من النازحين، تتزايد حركة النزوح إليها في ظل استمرار هجمات الدعم السريع وذلك في ظل ظروف إنسانية بالغة التعقيد
الفاشر التي تستضيف بالفعل مئات الآلاف من النازحين، تتزايد حركة النزوح إليها جراء استمرار هجمات الدعم السريع، وذلك في ظل ظروف إنسانية بالغة التعقيد تسببت بها الحرب التي أكملت عامها الأول منتصف الشهر الماضي. وكانت منظمة أطباء بلا حدود قد قالت إن طفلًا واحدًا يموت كل ساعتين جراء سوء التغذية بمعسكر زمزم للنازحين، وهو أحد أكبر المعسكرات في عاصمة ولاية شمال دارفور.
ويؤكد مراقبون استمرار محاولات الدعم السريع للسيطرة على الفاشر لما تمثله من أهمية للحملة العسكرية التي تقودها هذه القوات من عام، وسط مخاوف من مذابح جديدة على غرار ما حدث في غرب دارفور منتصف العام الماضي والأشهر اللاحقة، حيث قال مرصد الصراع السوداني إن هذه القوات استعادت أساليب الحرب التي اندلعت قبل عشرين عامًا في الإقليم، متسببة في مقتل أكثر من (300) ألف من المواطنين، في واحدة من أبشع فصول التاريخ في السودان.
لم يكن سرًا أن قوات الدعم السريع ستقوم بمهاجمة الفاشر التي تطوقها منذ أسابيع وتقوم بمناوشات في أطرافها أسفرت عن حركة نزوح ضخمة إلى داخل المدينة من القرى والحلال المتاخمة، لا سيما غربي المدينة. حشد الدعم السريع لقواتها وتطويق الفاشر توجته اليوم بهجوم كبير ومعركة عنيفة استمرت حوالي عشر ساعات بين الحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش السوداني من جهة، وقوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها من جهة، أسماها إعلام القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح بمعركة “النفس الطويل”.
القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح: الفاشر تقدم معركة النفس على منوال معركة ذكرى عملية الذراع الطويل
تدوين مدفعي
ابتدأت المعركة -بحسب شهود عيان- بقصف مدفعي من قبل قوات الدعم السريع من الاتجاه الشرقي والغربي للمدينة، أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من المدنيين الذين هُرع بهم إلى مستشفى جنوب الفاشر، إحدى المرافق الصحية القليلة في المدينة التي ما تزال تقدم الخدمة في ظل الحصار المضروب وعرقلة وصول الإغاثة الغذائية والدوائية من قبل قوات الدعم السريع، والتي أعلنت رفضها اتفاقًا عقده حاكم الإقليم مني أركو مناوي لتوصيل شحنات المنظمات الإنسانية عبر الولاية الشمالية عن طريق الدبة. وتطالب قوات الدعم السريع أن تتعامل المنظمات الإنسانية معها بشكل مباشر بحكم سيطرتها على معظم المناطق في الإقليم.
وتسيطر قوات الدعم السريع على عواصم الولايات الأربع الأخرى في إقليم دارفور، وتتهم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في مناطق سيطرتها، لا سيما في ولاية غرب دارفور وعاصمتها الجنينة، حيث صفت هذه القوات والمليشيات المتحالفة معها والي الولاية الجنرال عبدالله خميس، وقتلت الآلاف في مذبحة تقول هيومن رايتس ووتش إنها ترقى للتطهير العرقي.
وعقب التدوين المدفعي من قبل قوات الدعم السريع، تحركت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح فيما يمثل التفافًا على القوة المهاجمة للدعم السريع، وكانت قوات الدعم السريع قد وصلت “سوق الكهرباء” شرقي الفاشر بعشرات المركبات الحربية المحملة بالجنود المسلحين والمليشيات.
واستمرت المعركة لقرابة عشر ساعات وفق القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، والتي قالت إنها كبدت “المليشيا الجنجويدية” خسائر بالغة في العتاد والأرواح، والتي انسحبت إلى خارج المدينة في تراجع وإعادة تموضع يقول مراقبون إنه يمهد لهجوم آخر كبير في مقبل الأيام.
معركة صعبة
ولكن الناشط السياسي موسى إدريس من إقليم دارفور يرى أن معركة الفاشر ليست بتلك السهولة، مشيرًا إلى أن المدينة تحتضن عشرات الآلاف من النازحين في معسكرات النزوح القائمة منذ حرب الإبادة الجماعية في العقد الأول من الألفية، بجانب قوات الحركات. مؤكدًا لـ”الترا سودان” أن هنالك روح قتالية عالية ومعركة تعتبر مصيرية للمتواجدين في المدينة التي تحتضن حكومة الولاية وتعتبر مركز الإقليم.
ويعد موقع الفاشر من أهم المواقع الإستراتيجية في إقليم دارفور لقربها من الولاية الشمالية، فضلًا عن ليبيا ومصر. والمعركة في الفاشر ذات أهمية سياسية وإستراتيجية كونها تحسم مسألة الإقليم.
وكانت العديد من الجهات الإقليمية والعالمية قد حذرت من الهجمات على الفاشر، وعلى رأسها الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأميركية والسعودية وحتى دولة الإمارات العربية المتحدة التي تعتبر حليفة لقوات الدعم السريع وكشفت العديد من التقارير عن تورطها في تزويد هذه القوات التي تُتهم بارتكاب جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي في دارفور، بالسلاح والمؤن عبر الحدود الغربية للإقليم مع تشاد.
وقال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي عقب انجلاء “معركة النفس الطويل” إن الفاشر مثلت الصمود اليوم، متهمًا قوات الدعم السريع باتباع سياسة الأرض المحروقة هناك عبر “القصف العشوائي والمتعمد” على مواقع المواطنين، وإحراق المؤسسات. وقال في تصريح مقتضب إن القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح قد استبسلت رفقة الأجهزة النظامية في دحر قوات الدعم السريع وإحراق عدد من عرباتهم القتالية. وأضاف: ” أجبروهم في تقهقر بعيدًا عن الفاشر”.
وأكد مناوي استرداد المواقع الحيوية وعلى رأسها الكهرباء التي دخلتها قوات الدعم السريع، متهمًا إياها بتخريبها جزئيًا. وقال حاكم الإقليم: “هؤلاء لا يريدون الدولة إنما هواة الفوضى والدمار ومورد للانتهاكات”، بحسب تعبيره.
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي أجواء احتفالية في مدينة الفاشر عقب تراجع قوات الدعم السريع، كما قالت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح في بيان لها اطلع عليه “الترا سودان”، إنها “أجبرت المليشيا على الهروب من أرض المعركة”.
وانحازت حركات مسلحة كانت على موقف الحياد من الحرب في السودان، إلى الجيش السوداني عقب أشهر قليلة من اندلاع القتال، وعلى رأسها حركة جيش تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي حاكم إقليم دارفور، وحركة العدل والمساواة السودانية بقيادة جبريل إبراهيم وزير المالية في الحكومة الاتحادية القائمة بالعاصمة الخرطوم.
الفاشر التي تستضيف بالفعل مئات الآلاف من النازحين، تتزايد حركة النزوح إليها في ظل استمرار هجمات الدعم السريع وذلك في ظل ظروف إنسانية بالغة التعقيد
الفاشر التي تستضيف بالفعل مئات الآلاف من النازحين، تتزايد حركة النزوح إليها جراء استمرار هجمات الدعم السريع، وذلك في ظل ظروف إنسانية بالغة التعقيد تسببت بها الحرب التي أكملت عامها الأول منتصف الشهر الماضي. وكانت منظمة أطباء بلا حدود قد قالت إن طفلًا واحدًا يموت كل ساعتين جراء سوء التغذية بمعسكر زمزم للنازحين، وهو أحد أكبر المعسكرات في عاصمة ولاية شمال دارفور.
ويؤكد مراقبون استمرار محاولات الدعم السريع للسيطرة على الفاشر لما تمثله من أهمية للحملة العسكرية التي تقودها هذه القوات من عام، وسط مخاوف من مذابح جديدة على غرار ما حدث في غرب دارفور منتصف العام الماضي والأشهر اللاحقة، حيث قال مرصد الصراع السوداني إن هذه القوات استعادت أساليب الحرب التي اندلعت قبل عشرين عامًا في الإقليم، متسببة في مقتل أكثر من (300) ألف من المواطنين، في واحدة من أبشع فصول التاريخ في السودان.