السبت 18 مايو 2024 - 16:12
تقرير : رشا حسن
بعد هجوم طائرات مسيرة على ميناء النقل النهري في كوستي، أكدت فرقة المشاة الثامنة عشر في النيل الأبيض إسقاط طائرتين مسيرتين، وانفجار طائرة ثالثة في مستودع وقود. الفرقة اتهمت قوات الدعم السريع بإطلاق المسيرات لتغطية الهزائم في منطقة “الأعوج”. فهل هذه الأحداث تشير إلى تحضير هجوم قادم على مدن النيل الأبيض؟

تحضير لهجوم
يقول الخبير الأمني، العميد ركن متقاعد دكتور خالد محمد عبيد الله، إن حرب المسيرات تعتمد على إمكانيات المسيرة نفسها والغرض من توجيهها هو ترويع المواطنين لحثهم على النزوح والتشكيك في قياداتهم السياسية والعسكرية.

وأشار محمد في تصريح إلى أن الهدف من إسقاط المسيرات هو تسجيل إحداثيات في مناطق ذات أهمية استراتيجية يستفاد منها لاحقًا لضرب أهداف داخل المدن بالمدفعيات، واعتبره قصفًا تحضيريًا لهجوم أو إجهاض هجوم للجيش لحثه على البقاء في مناطقهم وعدم تحريك قواتهم للهجوم على ارتكازات القوات المتمردة، حسب قوله.

وأوضح الخبير الأمني أن السلطات لديها علم بما يدور من حولها ومعلوم لقادة المتحركات الذين يعملون وفقًا لخطة عامة لا تستثني حتى الفاشر، وتخطط لجبهات معينة بازمنة محددة.

محاولات فاشلة
أما المتحدث باسم التحالف السوداني، محمد السماني، فيؤكد على إطلاق ثلاثة مسيرات على ولاية النيل الأبيض، حيث تم إسقاط مسيرتين تابعتين للمليشيا، وانفجرت واحدة في مستودع وقود تابع لشركة النيل للبترول دون حدوث أي خسائر في الأرواح. وأضاف أن مليشيات الدعم السريع أصبحت تطلق المسيرات لتغطية هزائمها في عدد من المحاور.

ويعتقد السماني في تصريح لـ “الراكوبة” أن هذه محاولات فاشلة لتغطية الهزائم التي الحقتها القوات المسلحة والقوات المشتركة والمقاومة الشعبية بهم في عدد من الولايات، سواء في المحور الغربي لولاية سنار أو المحور الشرقي بالفاو. وأشار إلى أن مليشيات الدعم السريع أصبحت تطلق المسيرات في عدد من الولايات لنشر الهلع والخوف وسط المواطن السوداني، لحدثهم بعدم وجود الأمن والأمان، كما حدث في ولاية القضارف وولاية نهر النيل والاتجاه الجنوبي لولاية الجزيرة في الحدود مع ولاية سنار، وآخرها ولاية النيل الأبيض.

وأوضح أن هذه الأحداث تؤكد عدم قوة الدعم السريع العسكرية على الأرض وعدم وجود عربات قتالية بنسبة كبيرة، إذ تم تدمير معظمها، لذا أصبحت تعتمد على المسيرات والقصف بالمدفعية الثقيلة ذات المدى البعيد. وأضاف أن المليشيا ليست لديها أي قدرة على الهجوم على أي ولاية أخرى، لأن الانتهاكات والجرائم والفظائع التي ارتكبتها عناصرها أصبحت معروفة للجميع، خاصة بعد دخولها ولاية الجزيرة .
تفجير المسيرات
ويقول أحد المواطنين، الذي فضل حجب اسمه لـ “الراكوبة”، إنه في الساعة الثالثة صباحًا سمع صوت المسيرات، وفي الساعة الخامسة والنصف صباحًا سمع صوت الانفجار، فتحرك من المنزل نحو مكان سقوط المسيرات، حيث شاهد أعمدة الدخان تتصاعد من ميناء النقل النهري، وبعد لحظات جاءت عربة تحمل بداخلها عسكري مصاب.

ونفى المواطن وجود صوت للمضادات الأرضية أو حتى صوت إطلاق نار قبل الانفجار، ويعتقد أنها انفجرت في الجو بسبب حمولتها الزائدة من القذائف، مشيرًا إلى أن مدينة كوستي بها 16 مستودعًا للوقود والغاز، وأن الموقع المستهدف لم يتعرض لأي أضرار كبيرة سوى غرفتين بالإضافة إلى سقوط بعض الرايشعلى جدار مستودع اخرى .

وأضاف أن الحكومة ليس لديها وقود مخزن في هذه المنطقة لأن هذه المستودعات تعود لشركات بترول وليست ملكًا للحكومة، وأن السلطات تخزن الوقود في مستودع بحر أبيض ووزارة الزراعة.