الجمعة 26 يونيو 2020 - 18:57
لأجل الكلمة || لينا يعقوب


ما خرج به مؤتمر المانحين في برلين هو أفضل ما يمكن أن يأتي به مؤتمر خلال الوقت الحالي..
جميع الدول تعاني تردياً اقتصادياً مريعاً، وفقدان جزء كبير من الإيرادات بعد تعطل قطاعات حيوية ومهمة إثر وباء “كورونا”..
ستتحدث “برلمانات” دول أوروبية بعد عودتها للعمل، عن أسباب دعم السودان في ظل حاجتها إلى أي “يورو” يستفيد منه “ابن البلد” وليس الغرباء، خاصةً إن كان تاريخ هذه الدولة يدلل على أنها تأخذ ولا تعطي، وتستدين ولا تعيد الدين، وتنفق ما أتاها في بنود مجهولة ليست معلومة..
المليارات التي أعلنتها الدول والجهات والمؤسسات الدولية هي أكثر مما توقعته الحكومة السودانية وإن تظاهرت بغير ذلك..
وأهم من ظن الأشياء هي الأشياء..!
الدعم السخي الذي كان يقدمه المجتمع الدولي للدول المنهارة والتي تعافت من حروب متتالية توقف منذ أمد بعيد، أصبحت الأمم المتحدة “المنظمة الأكبر والأعظم” أكثر جهة تتحصل على التبرعات والاشتراكات والمليارات، وتنفقها في المرتبات والنثريات والتدريب أكثر من أي تنمية ومشروعات..!
الأسئلة التي تحتاج إلى إجابة، كيف سيصل هذا الدعم الملياري إلى السودان؟ هل سيصل كاملاً أم بـ”القطاعي”؟ متى بالتحديد من هذا العام؟ هل كله “كاش”؟ وما مصير الدول التي أعلنت تبرعها في الكشف، و”زاغت” بعد ذلك..؟
هذه الفرصة ربما تكون الأخيرة في تقديم دعم مالي للسودان، فقد فشلت الدولة على مر عقود في عكس كيفية استفادتها من الأموال التي انهمرت عليها..
أتذكر حديث موظف وهو يحكي لي عن زيارة مسؤول قطري لمشاهدة القرى النموذجية في دارفور التي أعلنت بلاده عن بنائها وتعميرها.. كان يتلفت يمنة ويسرة ويسأل ” لا.. أنا أقصد زيارة القرى التي عمرتها قطر”..!
إن أنفقت حكومة حمدوك هذه الأموال في دعم البنزين والقمح والدواء ستفشل ولن يذكر التاريخ لها نجاحاً.
هذه الأموال إن وصلت، لا بد أن يراها الشعب في مشاريع زراعية وصناعية واستثمارية وليس إلى دعمٍ استهلاكي أثبتت التجارب أنه سيذهب جفاء..!
هذه الأموال لم تأتِ لهذا الغرض، لذا ستظل الأعين مفتوحة مترقبة ومتابعة، كيف وصلت وفيما أُنفقت.