الخميس 26 أغسطس 2021 - 20:30
سمية سيد: زيرو فقر


كلام صريح | سمية سيد


قال الأمين العام لديوان الزكاة احمد عبد الله إن السودان قارب لزيرو فقر ..وقال إن الديوان خصص 72% من الإيرادات للفقراء والمساكين. وذلك لارتفاع الجباية من 5 مليارات جنيه إلى 27 مليار بنهاية العام الحالي.
نعود إلى نفس التصريحات )البالونية( التي تعتمد التضخيم البعيد عن أرض الواقع.
رجع الأمين العام لديوان الزكاة لنفس أرشيف نظام الإنقاذ، الذي طالما حدث الشعب عن زيرو فقر ،وزيرو عطش وزيرو حفر . وزيرو كُوَش.
فتح درج من سبقه فقراً ذات التقرير بذات المصطلحات.
الأمين العام يبشر بنهاية حقبة الفقر في السودان دون أن يشرح كيف .؟
لم يأتِ بأي خطة أو برنامج للتخفيف من حدة الفقر ، ناهيك من الوصول به إلى مرحلة الزيرو.
لم يأتِ بمقترح عملي حول آليات لمكافحة أو خفض معدلات الفقر.
بل لا يمتلك معلومة دقيقة عن معدل الفقر في السودان، ولا يمتلك قاعدة بيانات لعدد الفقراء ، ومواقعهم وكيفية الوصول إليهم.
ظللت أبحث لمعرفة معدل الفقر في السودان ..لا يوجد رقم متفق عليه..جهات تقول 45% من السكان . أخرى ترفع النسبة لأكثر من 50% ..كل مسؤول يتحدث عن أرقام تختلف عن الآخر.
رئيس الوزراء د.عبد الله حمدوك في خطابه أمام المؤتمر الاقتصادي الأول سبتمبر الماضي؛ قال إن نسبة الفقر 65%
إذن علينا اعتماد هذا المعدل؛ لنحول السؤال إلى السيد الأمين العام لديوان الزكاة .
ما المشروعات التي نفذها الديوان لينزل بنسبة الفقر من 65% إلى الصفر في أقل من عام.؟
مع العلم أن فترة العام هذه كانت الأسوأ اقتصادياً على الناس جراء الانهيار التام للعملة الوطنية أمام الدولار . وكانت الأسوأ من حيث ارتفاع الأسعار بنسبة فاقت ال 500% وارتفاع معدل التضخم، وكانت الأسوأ من حيث ارتفاع تكاليف العلاج ودخول الدواء إلى سلع السوق الأسود. وارتفاع رسوم التعليم، والكهرباء ورفع الدعم عن الخبز والمحروقات.
قد تكون لدى الأمين العام تقارير تختلف عن التقارير الدولية عن السودان لأسباب ليته أفصح عنها .
خذ مثلاً تقرير برنامج الأغذية العالمي في يونيو العام الحالي، حيث ذكر أن 9.8 ملايين شخص ما يعادل 21% من السكان يعانون الجوع الحاد ..أما ماريان وارد؛ مدير برنامج الأغذية في السودان فقد ذكرت أنه مع استمرار موسم الجفاف حتى الربع الأخير من 2021 فإن البرنامج يحتاج 48 مليون دولار لتلبية الاحتياجات على مدى الأشهر الستة المقبلة . وقالت – في مؤتمر صحفي بجنيف – إنه عام صعب على السودان، خاصة مع مشاكل النزوح والجفاف.
أما مدير الطوارئ بمنظمة الأغذية العالمية )الفاو( دومينيك بيرجيون فقد ذكر أن انعدام الأمن الغذائي الحاد في السودان جعل الناس يضطرون إلى تقليل نوعية وكمية الطعام الذي يتناولونه.
إذا كانت لدى السيد الأمين العام لديوان الزكاة معلومات أخرى فعليه أن ينفي تلك التقارير .
معلوم أن البلاد تمر بظروف اقتصادية صعبة. والتحدي الماثل الآن في كيفية التغلب على هذا الوضع .
وإلى حين ذلك على المسؤولين الابتعاد عن التصريحات ذات الشطحات التي أهلكت السابقين.