الإثنين 13 سبتمبر 2021 - 12:16
كمال شداد يواصل إثارة الجدل..ويتأهب للترشيح مجدداً لرئاسة اتحاد الكرة


حافظ محمد أحمد
فاجأ رئيس اتحاد كرة القدم السوداني، كمال شداد، الوسط الرياضي بقيادته حملة انتخابية عبر تنظيم النهضة للترشح من جديد لدورة قادمة، وكان شداد بنفسه قد استنكر العودة من جديد لقيادة اتحاد كرة القدم قبل نحو 3 سنوات، مؤكداً أنه على حافة القبر، في إشارة لتقدمه في السن، وتقاعده وابتعاده عن الوسط الرياضي، قبل أن تأتي المفاجأة منه في الساعات الماضية. عودة شداد إن حدثت ربما تمثل مزيداً من التراجع، قياساً بفترته التي أمضاها واقتربت من نهايتها، فالتراجع شمل كل شئ في الرياضة السودانية ولم يستثن حتى الدوري الممتاز، المنافسة الأولى، وتراجعت مستويات الأندية وتصاعدت حالة الغضب العارم التي تسيطر على المسؤولين بالأندية.
تراجع غير مسبوق
عرفت بطولة الدوري الممتاز في نسخها الثلاث الماضية تراجعاً غير مسبوق، وأصيبت المنافسة الأولى في البلاد في مقتل بسبب سياسات اتحاد الكرة وسوء برمجته. الممتاز فقد بريقه وإثارته مبكراً جداً لينفض عنه سامر المشاهدين بعد أن اصبح غير جاذب، في وقت كان قد احتل فيه مركزاً متقدماً في سنوات قليلة، ليتراجع بشدة، بسبب الخلل التنظيمي، وسوء البرمجة، وإقامة المنافسة في ولاية الخرطوم فقط دون سواها، وهو ما قاد لتراجع مستويات الأندية وفقدانها للطموح، فشل المسابقة يعني ضعف اتحاد الكرة وضعف كوادره.
تركيبة غريبة وشخصية خلافية
تركيبة شخصية شداد الغريبة ساهمت في تصدير كراهية شديدة له إلى الشارع الرياضي ليكون المؤيدون له قلة قليلة، حتى داخل اتحاده، ومثلت مكاتب اتحاد الكرة مقرا للاشتباكات اليدوية واللفظية، ونادراً ما تتنتهي اجتماعات الاتحاد دون خلاف، وساهمت مشكلة المريخ الإدارية في شرخ كبير داخل الاتحاد، وبعيداً عن التعصب للمريخ أو الهلال داخل الاتحاد فإن عدداُ ممن ينتمون للهلال أظهروا غضبهم على شداد، وقاتلوا ضد قراراته ، في أزمة المريخ الإدارية ووصفوه بانه من تسبب في وصولها لمرحلتها الحالية، وأكد بعض قادة الاتحاد أنهم اصطدموا بتغيير شداد لرأيه في أكثر من مناسبة، وأفادوا أنه ضلل الاتحاد الدولي بخطابات، أطالت أمد الأزمة، ليتسبب في تراجع واحد من قطبي الكرة السودانية.
حتى وقت قريب كان البعض يدافع عن شداد ويصفه بالنزاهة قبل أن تكشف فترة رئاسته الحالية أنه غير نزيه فعلياً، وارتبط اسمه بفساد مالي بالسيارة التي تستخدمها زوجته، ومبلغ 20 ألف دولار تسلمتها فعلياً ، بجانب مخالفات مالية تتعلق بصفقة سيارات دون مناقصة،وهو ما فشل في نفيه.
ما الذي لم يدمره شداد ليأتي ويكمل ما بدأه.
خلت فترة اتحاد الكرة الحالي من الإشراقات باستثناء وصول المنتخب الوطني لنهائيات بطولة الأمم الإفريقية، الكاميرون 2022، ونهائيات كأس العرب 2021، غير أن الإنجاز لم يتم بتخطيط، ولا وفق برنامج واضح، ولا يعدو أن يكون محض صدفة فمباراة غينيا بيساو كشفت التراجع المريع في مستوى المنتخب في غياب عناصر أساسية ومؤثرة، فصقور الجديان تجرعوا الخسارة الأثقل في السنوات الأخيرة. لم يضع اتحاد الكرة خططاً تطويرية آنية أو مستقبلية،بل إن العشواية كانت السائدة، بعد الفشل الذريع الذي رافق ملف البرمجة، والفشل في التنظيم وعدم القدرة على اتخاذ قرارات صحيحة في أوقات محرجة، فيما يعتبر كثيرون أن شداد يمثل خميرة العكننة داخل الاتحاد بعناده وعدم احترامه لقرارات المجلس، متخذاً من الأمين العام حسن أبو جبل سكرتيراً شخصياً أكثر مما هو أمين عام.
الكرة السودانية تراجعت بشدة في عهد شداد، وستكون موعودة بالكثير من التراجع حال تمكن من العودة مرة أخرى.
لا مجال للمتعصبين في العمل العام
المفاجأة الأسوأ ترشيح حسن برقو لمنصب النائب العام، فبرقو أكد أنه لا يصلح لتولى منصب في عمل عام، بتعصبه الشديد لنادٍ بعينه، وكان برقو قد تسبب في جدل كثيف، وسمم أجواء معسكر المنتخب بالإمارات، عندما وصف الإنتماء للمريخ بالعيب، في مشهد أثار عليه الملايين، ليتصدر وسائل التواصل الإ٦جتماعي فترة طويلة، وعبثا حاول برقو إعادة الأمور لنصابها غير أنه سجل فشلاً ذريعاً، لا مجال للمتعصبين في مجال العمل العام، ولا مجال لتداخل الاختصاصات كما يفعل برقو.