الأربعاء 15 سبتمبر 2021 - 7:47
عبد الله مسار يكتب.. إضراب أساتذة الجامعات


جامعات السودان هي منارة العلم والمعرفة في السودان، وهي أعلى قمة التعليم للعامة، وهي أس التعليم المعرفي النظري والتطبيقي.
وأساتذة الجامعات هم الشموع التي تضيء عتمة الجهل المعرفي، وهم الذين يعملون ليل نهار لتنوير العقول والأنفس، وهم بناة الإنسان السوداني، وهم حَمَلَة مشعل العمل الوطني والتعليمي، وهم حَمَلَة المستقبل بتعليم أبناء السودان لقيادة النهضة والبناء وبناء الدولة وتشييد أركان الوطن.
أساتذة الجامعات يجب أن تكون منزلتهم عالية، وهم الآن أصابهم العوز والمسغبة، بل هم يعملون في ظروف قاسية حتى مرتباتهم ضعيفة جداً، ناهيك عن بقية المشاكل، وبيئة العمل في الجامعات لا تساعد الأستاذ الجامعي للقيام بواجباته، ولذلك لما ضاقت عليهم الظروف أعلنوا عن اضرابٍ وهو اضراب مطلبي وليس سياسياً، وأكدت ظروف هؤلاء الأساتذة بعض قيادات الجامعات، فما طالبت به بروفيسور فدوى طه مدير جامعة الخرطوم من السيد رئيس الوزراء يؤكد ان الامر ليس سياسياً بقدر ما هو مطالب عادلة مربوطة ببيئة العمل والاستحقاقات الأخرى. فمرتب الأستاذ الجامعي لا يصل الخمسين ألف جنيه في الشهر وهو لا يغطي حاجته من المواصلات، ناهيك عن ما يخص الأسرة. إذن الأستاذ الجامعي يعيش حالة العدم وليس الكفاف فقط، رغم ان كل الموظفين والعاملين في الدولة يعيشون صعب العيش، ولكن أساتذة الجامعات الشُّعلة التي تضيء ظُلمة الجهل المعرفي يعيشون الأسوأ.
إذن مطلوب معالجة أمر مرتباتهم ومعاشهم وظروف عملهم، وأرجو ان لا ينظر الى الامر انه سياسي، وتطلق عليهم النعوت والصفات التي لا علاقة لهم بها. الأمر مهنيٌّ بحتٌّ، وهي شروط تخديم وتحسين بيئة العمل.
ولذلك أخي د. حمدوك رغم ضيق المعيشة على كل أهل السودان، ولكن يجب إعطاء اعتبار للمعلمين بصفة عامة ولأساتذة الجامعات بصفة خاصة، حيث هم عصب العلم والعمل، وهم صناع ورواد النهضة، وكل العالم يعتمد على التعليم الجامعي وفوق الجامعي، وكل الدول نهضت بالتعليم الجيد والبحث العلمي، ولا يأتي ذلك إلا بالمعلم المُتمكِّن والمُؤهّل والمُدرّب والمصروف عليه والمُوفّر له المناخ المناسب والملائم، الذي يمكنه من أداء رسالته الحياتية والمُقدّسة، ولذلك أرجو من الأخ رئيس الوزراء الاهتمام بأمر هذه الشريحة المهمة في السودان، والسعي لعلاج مشاكلهم حرصاً على العملية التعليمية، وكما لا ينظر الى الإضراب بأنه سياسي ويُعامل معاملة الخصومة السياسية وليس المطلبية، وهي أساساً مطلبيٌّ.