الجمعة 17 ديسمبر 2021 - 12:03
عبد الله الشيخ يكتب: فتاوى الشيخ التلميذ..!

ترى النخبة الاخوانية أن )السُّودَان أعلن اسلاميته يوم جاءت الإنقاذ( ولذا فان الإنقاذ قد أعدت خطة يشرف على تنفيذها غريم الترابي، - تلميذه ونائبه أيضا - علي عثمان محمد طه، لـ )اعادة صياغة المُجتَمع السُّودَاني( أو على أقل تقدير )تحويل الوجدان الصُّوفِي السالب إلى رصيد ثوري موجب(.. ولمّا كان الوجدان الصوفي يوصَف بالسلبية بينما توصَف الثّورَة بالإيجابية في فِكر الإخوان، فلا مناصَ من استخدامهم العُنْف كأداة لاعادة صياغة المُجتَمع، وهذا ما حدث، إذ قهر الإخوان معارضيهم إلى درجة الإبادة. من هنا كان سهلاً أن يصدر الشيخ التلميذ فتوى تعذيرية بقتل مجدي محمد أحمد في حُر ماله، مثلما سهُل عليه افقار وتشريد غير المتوالين من الخدمة، وفق مخطط )جوِّعوهم ليأتونا صاغرين(!
أصدرت الحركة الفتوى بان الجِّهاد في الجنوب هو من أجل تطبيق الشَّرِيعَة، ونفذت فكرة الشعب المقاتل لإرهاب الداخل والخارج بمتحركات الخدمة الإلزامية والدفاع الشعبي وبفجائيات )الكشّة( التي تصطاد الرجال من الطرقات وترمي بهم في خطوط القتال كدروع بشرية وكاسحات ألغام، ولتكون تلك الفجائيات مناسبة للتخلص من المعارضين بتصفيدهم أو رميهم في المحرقة أو قسرهم على النزوح، فيتحقق بذلك اسكات صوت المطالبة بالحقوق الأساسية، مع ادعاء عريض بإحياء شعيرة جهادٍ يستثني أبناء القادة الذين أُطلِقت أياديهم في دنيا المال وحُجِزت لبعضهم المقاعد في جامعات دول الإستكبار في الوقت الذي يُعلِن فيه النظام افتراعه لـ )ثورة تعليمية( لإشاعة الوهم بين البسطاء بأن الإنقاذ هى الإسلام.
انطلاقاً من موقف الإستفراد للحديث باسم الدِّين وضعت تجربة الإخوان عقيدة أهل السُّودَان موضع الشك عندما )ارتكزت الأسلمة المزعومة على نفي المُجتَمع وتحويله إلى متهم كبير(. ومع ترويج الإخوان للأسلمة وللشريعة معاً في شخص صاحب البيعة – النميري - فانهم بعد الاستيلاء على السُلطَة لم يبرروا كيف انتقلت البيعة ذات القسم الغليظ من إمام إلى إمام، عندما تَنصّلوا من بيعتهم للنميري باهمال ذِكرها، لينغمِسوا في سلطة برأسين يكون فيها الشيخ دائماً فوق الرئيس ذو الدبابير العسكرية.. فعلها الترابي مع جعفر النميري ثم أعادها مع عمر البشير، وكان في الحالتين هو محور العملية السياسية ومحركها باعتباره شيخ الجماعة ومفكرها. ويرى الترابى ان الشَّرِيعَة صالحة لكل زمان ومكان حين لا تنفصل تلك الشرِيعة عن ذاته، فهو لا يرى أن اقصاءه عن السُلطَة كان قدراً مقدوراً، أو صراعاً بين بشر،، بل خروجاً على الدِّين.. يقول الترابي في هذا الصّدد: )إن محاولة ابعادي عن السُلطَة كانت محاولة لإبعاد كلمة الإسلام وأصل الدِّين(!
ولا جديد عند الحركة على ما جادت به المَهدِية في أمر الجِّهاد، ففي أصل المشروع ينقسم العالم إلى دار كفرٍ تضم كل من لم يدون اسمه في التنظيم. وتضم الدار كذلك دول الإستكبار، على رأس تلك الدول – كما هو مُعلَن - روسيا وامريكا الموعودتان بدنو العذاب، وفي المتن دول الجوار بما فيها السعودية ومصر مع استثناء في الأناشيد للعراق وليبيا واليمن. وتتوسع صلاحيات منسوبي التنظيم - جند الله - في دار الكفر لتضحى كل ذات أو حيازة أو ربع - خاصة في جنوب السودان - غنائماً مُستباحة.
الجريدة