السبت 18 ديسمبر 2021 - 11:41
بكري المدني يكتب: مسار الشرق -تعليق المعلق !


* لا جديد في قرار تعليق مسار الشرق الذي صدر من اللجنة العليا المكلفة بذلك ومن الوسيط الجنوب سوداني وأطراف قيادية من شرق السودان<
* لا جديد لأن تنفيذ مسار الشرق ظل معلقاً منذ توقيع اتفاقية جوبا للسلام ولم يجر بالتالي تنفيذ أي بند من بنوده على الإطلاق ففي حين شاركت كل القوى الممثلة للجبهة الثورية الموقعة على اتفاقية سلام جوبا في السلطة السابقة والتى أعيد تشكيلها خصوصاً لاستيعاب أطراف السلام ظل اتفاق المسار معلقاً ولم تتم المشاركة باسمه لأي من رموزه لا في المجلس السيادي ولا مجلس الوزراء ولا حتى مجلس الشركاء الذي كون مؤخراً أما السلطة الجديدة -قيد التشكيل- فلقد ظل مقعد الشرق في المجلس السيادي هو الوحيد المقعد الشاغر بسبب خلاف أقطاب الشرق وعدم حسم ملف المسار.
* أكثر من ذلك فإن الحديث عن لقاء جامع لكل أهل الشرق لمناقشة قضايا الإقليم كما قال قرار أمس الأول ليس فيه جديد أيضاً بل لقد ورد ذلك نصاً في اتفاقية جوبا من قبل !
* على ما سبق ذكره فإن ما تم أمس الأول من إعلان لتعليق المسار مؤقتاً لا يعدو أن يكون إعلاناً للحالة التي كان عليها اتفاق مسار الشرق المعلق أصلاً.
* إن كان من إيجابية للإعلان الجديد فهو حفظه ماء وجه كل أطراف الخلاف في وقت واحد بإخراج معقول فالإعلان لم يكن إلغاءً تاماً كما كان ينادي مجلس نظارات البجا مثلاً ولا جاء بتقرير تنفيذ مسار الشرق كما كان يتمسك وفد المسار وإنما هو )تعليق مؤقت(يعطى كل حق أن يفسره على النحو الذي يريد أو يريحه حقيقة !
* إن كانت أعلاه إيجابية للتعليق المؤقت لمسار الشرق فإن ثمة سلبيات محتملة الأولى هي أن يتمسك وفد المسار بزمن التحديد المعلن في تصريحهم على القرار السيادي وهو مدة أسبوعين فقط وهي مدة جد قصيرة لعقد مؤتمر لشرق السودان ناهيك عن مناقشة قضاياه، والثانية هي أن يعتبر مجلس البجا أن التعليق المؤقت هو إلى ما لا نهاية والفرق بين الموقفين والزمنين هو ما قد يقود الطرفين للمواجهة مجدداً.
* خارج نطاق الشرق ومساره فإن ما تم بشكل رسمي قد يشجع أهل مسارات أخرى لنيل ذات الحظ ولو بشكل معنوي أي تعليق مسارات باتفاقية جوبا لحبن معالجة بعض الاختلالات فيها ونيل رضى أهل الأقاليم بها وأعني بشكل محدد مساري الوسط والشمال مما قد يعرض الاتفاقية كلها للتعليق المؤقت !
* للمحافظة على المسارات وعلى اتفاقية جوبا للسلام كلها كنت ولا زلت أرى أن تعتبر المسارات قاعدة أساسية للتفاوض حولها من أهل الإقليم -أي إقليم وذلك لإكمال النواقص فيها وذلك لأنها اتفاقية مرنة وقابلة للمراجعة والمعالجة دون حاجة للتجميد والتعليق والإلغاء.