الإثنين 27 ديسمبر 2021 - 20:52
هاجر سليمان تكتب: إكسبو دبي وأكسبو )جياد(


تعجبت كثيراً لدولة مثقلة بالديون ولاتملك أقل متطلبات الحياة ورغم ذلك تبحث عن فرصة للظهور بين دول العالم، ورغم أن هذا النضال جيد إلا أن التكاسل والتخاذل الذي درجت عليه مؤسسات الدولة وإخراجها الضعيف والذي لا يتناسب وحجم قدراتها كان كفيلاً بأن يشكل عجزاً واضحاً في جناح السودان بمعرض إكسبو دبي 2020م والذي لولا مجموعة شركات جياد لما ذكر اسم السودان من بين الدول المشاركة .
تعجبت كثيراً لمبلغ )4( ملايين دولار دفعتها حكومة السودان من أجل فقط تصميم المعرض وإجراء الترتيبات الداخلية له، في وقت كان بإمكان وزارة التجارة السودانية أن تقدر ذلك المبلغ الضخم وتعمل على عكس أفخم ما لدينا من مقدرات زراعية وصناعية وحتى في كافة المجالات ولكن للأسف فشلت وزارة التجارة في ذلك وغابت الحكومة في المعرض وكان أكثر شيء جاذب للمعرض واسهم في الإبقاء على بريقه وجذب الزوار إلى الجناح هو معارض شركات جياد والأعمال الضخمة للمنظومة الدفاعية التابعة لمجموعة جياد أيضاً كانت هنالك بعض المشاركات المتواضعة ومن خلال متابعتنا للجناح إتضح لنا أن جميع المشاركين فيه عبارة عن مبتكرين ومفكرين وأفراد ومبادرات شخصية تجاوزت أعدادهم )184( مخترعاً ومفكراً وعبقرياً .
شاركت في أكسبو دبي )191( دولة بجانب مشاركة )550( شركة عالمية وكانت كل دولة تسعى لإبراز ما لديها من أنشطة حكومية وليست أنشطة أفراد وكل دولة أبهرت الحضور والسودان إكتسب زيارات ضخمة بسبب مجموعة الأنشطة والمنتجات التي قدمتها جياد وبإختصار فأن الشركة الوحيدة التي استطاعت أن تحمل جناح السودان وتسنده كانت مجموعة جياد التي شاركت في المعرض وقدمت أكثر من )12( مشروعاً ضخماً في المجالات المختلفة إرتكزت على تنمية الصادرات وإحلال الواردات حيث قدمت فرص مشاريع استثمارية في مجال الزراعة وصادرات اللحوم وقدمت مشاريع في التعدين والصناعات الدفاعية وصناعة الحديد والمتفجرات التجارية ومشروع الغاز بجانب مشروع صناعة الزجاج من السيلكا ومجال الاستدامة والطاقة الشمسية وفي مجال الإبتكار قدمت جياد مشروعين هما مشروع الكربون النشط والمحرقة الطبية وكانت بذلك جياد السبب الرئيسي للفت الأنظار وتغيير وجهة نظر المستثمرين وجعلهم يفكرون في الاستثمار في السودان وهذا مشروط بالاستقرار السياسي طبعاً .
حققت مجموعة جياد شعار الجناح وهو )السودان أرض الفرص اللامتناهية( في وقت كانت فيه هي الجهة الحكومية الوحيدة التي قدمت الدعم الحقيقي والسند لوزارة التجارة ولولا مشاركتها لفشل جناح السودان فشلاً ذريعاً، وحقيقي مثل هذه المشاريع المقدمة كان لها دور كبير في جعل جناح السودان جاذباً وحقيقة السودان دولة ذات إمكانيات ولكنها تفتقر للإرادة السياسية التي تسعى لتحقيق الاستقرار السياسي والأمني والمجتمعي .
لولا الإضطرابات السياسية بالسودان لإنهالت طلبات الاستثمار كالمطر بفضل هذا الضوء الذي أشعلته جياد في آخر النفق المظلم، عهدي بهذه الشركة أن أولى الرحلات العلمية التي قمنا بها من الجامعة كانت إلى جياد كإحدى منارات البلاد وفخر الصناعة السودانية ومازالت سياراتها ومنتجاتها تتمتع بسمعة جيدة وأذكر وقتها أن جياد كان لها الفضل في تصنيع أضخم المنتجات الدفاعية في البلاد ومازلنا نطالب بمساندة هذه المجموعة بإعتبارها المؤسسة الوحيدة التي مازالت تلمع رغم الظلام الدامس الذي أحاط بجميع مؤسسات الدولة .