الإثنين 9 أغسطس 2021 - 19:10
سهير عبدالرحيم تكتب: بحيرة اسمها ولاية الخرطوم
مطرة واحدة و سقطت ورقة التوت عن والي الخرطوم ، مطرة واحدة و إنكشف المغطي ستار كما يقول المغني ، مطرة واحدة و توحد شكل المعاناة في كل أحياء وشوارع الخرطوم .
لافرق البتة بين من يسكنون في الرياض أو المنشية والعمارات و الخرطوم )2( وقاردن سيتي و حي الشاطيء و من يسكنون الكلاكلات أو جبل أولياء أو أم بدة أو الصافية أو الحاج يوسف أو مدينة النيل أو الثورات أو حي الراقي أو المجاهدين .
كل الأحياء سواء، لافرق بين هذا وذاك وسعر المتر أبو أربعة الف دولار و المتر أبو خمسة دولار ، الجميع غارقون في الوحل والطين ، الجميع يسبحون في الشوارع ، و يمارسون كل أنواع الألعاب البهلوانية من قفز و سير على الحجارة المتراصة ثم رياضة الإمساك بـ ) الحوائط( والتسلق و القفز ثم ) رفع الملابس ( و حمل الأحذية في الأيادي و ) خوض ( المياه مع ) جس( للحفر قبيل السقوط .
هذه هي الخرطوم يوم أمس ، نظرة واحدة و تدرك تماماً أنه لم يحدث أي عمل من أجل الاستعداد للخريف ، نظرة واحدة و تتأكد تماماً أن لاغرفة طواريء ولا يحزنون ، لا شيء البته .
وال وموظفون يجلسون في المكاتب الوثيرة المكيفة ولا يحركون ساكناً ، لا عمل ولا نظافة ولا تخطيط ولا رؤية ، لاشيء على الإطلاق .
يوم أمس كل الصور التي جاءتني و المكالمات كانت تقول لي :slight_frown: لو ماعندك حاجة مهمة جداً و ضرورية ما تطلعي ( …؟؟
رغم ذلك خرجت لسبين لأن لدي شيء مهم و لأشاهد و أرصد ما يحدث في الشوارع ، حين خرجت كان الإمتحان الأول لي أن أجتاز شارع وزارة الثروة الحيوانية ، العربات هناك تسير في صف واحد خلف بعضها خوفاً من السقوط في الحفر .
عبرت بسلام من شارع أبوحمامة و حتى شارع باشدار لم تكن هنالك مياه كثيرة ، ثم وصلت تقاطع شارع 41 العمارات مع محمد نجيب هنا بدأ شكل البحيرة يتضح .
سرت حتى شارع 61 العمارات ثم عرجت بالشارع أمام دار المحامين وألقيت نظرة على الشارع الجانبي لأكتشف أن البحيرة تتفرع منها أنهر صغيرة تصل حتى أبواب المنازل .
سرت حتى شارع إفريقيا و نظرت من على للنفق ، الخطأ الهندسي القديم منذ الإنشاء مازال ماثلاً ، غرق كلي لكل من يفكر في المرور عبره ، عبرته من أمام مول عفراء و إتجهت شرقاً حتى محطة القسم الشرقي .
هنالك لا أدري ماهو الإلهام الذي هداني أن أسلك شارع عبيد ختم دون أن أسلك شارع الشرقي الستين ، مررت بمحطات الخيمة و البلابل و لفة جوبا و حتى نهاية الشارع مع جامعة إفريقيا .
أصدقكم القول أنه وقبل أن أصل إلى الإشارة الضوئية لتقاطع عبيد ختم و إفريقيا وفي منتصف المسافة أعدت حسابات خروجي من البيت ، كنت أشعر أن المياه تدخل إلى السيارة من كل إتجاه ، و بدأت أسمع صوت الماء المعروف وهو يتحرك في جزء ما من السيارة .
بدأت أنظر إلى التابلون وأنا أتوقع أن يحدث خللاً في مؤشرات القراءة في أي وقت ، كل هذا وكل السيارات تسير في خط واحد خلف بعضها البعض و الجميع في حالة ترقب و رصد و ما أن يتكيء إطار السيارة التي أمامك يميناً حتى تحاول تفادي ذلك فتتكيء شمالاً لتفاجأ بأن الحفر تتقاسم الأدوار حفرة يمين و حفرة شمال ، ثم حفرة يمين و حفرتين شمال هكذا معزوفة الحفر في شارع عبيد ختم.
لاحظ عزيزي القاري ء أني مازالت أتحدث عن شوارع أسفلت و حتى اللحظة لم أسلك طريقاً ترابياً .
بعد قليل وصلت إلى الإشارة بسلام و كاد سائقو السيارات أن يصافحوا بعضهم بعضاً ، وعبارات حمد الله على السلامة حاضرة ، واصلت حتى شارع الستين ، أكملت مشواري .
ثم عدت عبر الستين فوجدت إمتحاناً شبيهاً بإمتحان عبيد ختم حتى وصلت شارع أوماك ثم واصلت حتى عبيد ختم ثم شارع القيادة ثم سوق الخرطوم )2( وغرب حديقة القرشي حدث ولا حرج كل ذلك ،والمياه تؤكد ضعف التصريف و فشل إدارة الأزمة .
ثم قررت لسوء الحظ الذهاب إلى متجر في شارع 15 العمارات ، هنالك شعرت أن السيارة ستجرفها المياه ، ألغيت المشوار و عدت أدراجي إلى البيت .
خارج السور :
من الذي ستقيله أيضاً يا نمر لتخفي عجزك ….!! عليك أن تعلم أن العلة تكمن في أداءك أكثر من طاقمك الوزاري.