الخميس 20 يناير 2022 - 15:38
بكري المدني يكتب: البرهان هل تقع الثالثة؟!


* في البدء كان أمام فريق أول عبدالفتاح البرهان الفرصة والحق في رفض اختيار قوى حزبية )الحرية والتغيير( عناصر الحكومة الأولى مستمسكًا بطلب الثوار الأول بأن تكون حكومة الفترة الانتقالية من كفاءات غير حزبية ولكن الرجل قبل بشراكة الاختيار من قوى الحرية والتغيير في مجلسي السيادة والوزراء وكانت تجربة فاشلة وجاءت فرصة التصحيح بعد توقيع إتفاق سلام جوبا وبدلًا من الاشتراط على تكوين حكومة مستقلة قبل الفريق أول البرهان بأكثر من ذلك وهو النص على تكوين حكومة من عناصر حزبية صريحة إضافة إلى أعضاء من الحركات المسلحة وهي الحكومة الثانية الفاشلة والتى أضطر البرهان نفسه وبصفته قائدًا عامًا للقوات المسلحة أن يتلو بيانًا عسكريًا بحلها في الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي وملغيًا بنود الشراكة بالوثيقة الدستورية ومؤكدًا ذلك بضرورة تشكيل حكومة ثالثة من كفاءات غير حزبية وقد حرص على تأكيد ذلك أيضًا باتفاقه السياسي مع الدكتور عبدالله حمدوك في 21نوفمبر الماضي.
* قبل يومين صرح كل من رئيس الحزب الجمهوري ورئيس الحزب الاتحادي الوطني بعد فصلهما من قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي ان الأخيرة تفاوض المكون العسكري سرًا على ضرورة حصولها على وزارات في الحكومة قيد التشكيل وربما ذلك يفسر السبب وراء تأخير تشكيل الحكومة حتى اليوم وبعد مضى ثلاثة أشهر على حل حكومة الدكتور عبدالله حمدوك!
* في تقديري أن أكثر ما تسبب في الحالة الراهنة هو عدم إعلان الفريق أول عبدالفتاح البرهان عن تشكيل حكومة مباشرة بعد قرارات 25 أكتوبر لتصريف أعمال الدولة والإعداد للانتخابات العامة حسبما هو مفروض بل وحسبما هو أعلن عنه في ذات البيان ولكن سعادة الفريق أول أخذ وقتًا طويلًا في التفاوض مع الدكتور عبدالله حمدوك ووقتًا أطول من بعده ولم يحسم الأمر بتشكيل الحكومة المستقلة مما يؤشر إلى صحة ما رشح عن تفاوض سري مع قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي لمنحها مواقع في الحكومة القادمة الشيء الذي إن تم فسوف ينسف بالكامل ما جاء في بيان 25أكتوبر واتفاق 21نوفمبر وكأن شيئًا لم يحدث!
* لقد وجدت قرارات 25 أكتوبر تأييدًا من قوى سياسية واجتماعية ذات وزن ثقيل وتفهمًا من المجتمع الدولي وصل حد المباركة والتردد من بعد ذلك هو ما أعاد الأحداث للمربع الأول والمتمثل في عدم الاستقرار ولئن لجأ البرهان فعلًا إلى شراكة حزبية جديدة فإن الثالثة واقعة بلا شك وهي -في تقديري-سقوط الإثنين معًا هذه المرة عسكر ملكية!