السبت 12 فبراير 2022 - 20:46
احمد يوسف التاي يكتب: لِمَ كل هذا التهاوُن ياحكومة )2-2(


)1(
أشرنا في الحلقة الفائتة إلى أن السلطات الحاكمة قالت أنها ألقت القبض على عدد من منسوبي البعثات الدبلوماسية متورطين في تجاوزات ومخالفات انحرفت عن الأعراف الدبلوماسية والحدود المرسومة لهذه البعثات، والحق أن ما أشار إليه مسؤولون بوزارة الخارجية لهو أمر خطير يضع هيبة الدولة وسيادتها في مهب الريح ،هذا بالطبع إن صح ما ادعاه بعض مسؤولي الخارجية، خاصةً وأن الإتهامات فيها تمويل بالمال وتدخلات سافرة في الشأن الداخلي… لكن ما الذي فعلته السلطات بعد كل هذا الهياج وكل هذه الإتهامات… قالت السلطات أنها استدعت مسؤولي تلك السفارات والمنظمات ليتم اخطارهم بالأمر وتنبيههم بما يقومون بها من تجاوزات مخالفة تماماً للعلاقات الدبلوماسية بين الدول، وأن الأمر فيه عدم احترام لسيادة البلاد، ورهنت السلطات اطلاق سراح المعتقلين بتقديم اعتذار رسمي أو تعهدات من تلك السفارات والمنظمات بعدم القيام بتلك الاعمال مرة أخرى، وأضافت: )في حالة لم يلتزموا بذلك سيتم اتخاذ ضدهم الاجراءات القانونية اللازمة وبالتالي طردهم من البلاد(.
)2(
أولاً يجب أن نسلم بأن أي تدخلات في الشئون الداخلية من أي جهة خارجية سواءً أكانت عربية أو غربية أمر مرفوض تماماً ويجب أن يكون هذا محل إجماع من الجميع ، والمعارضة السودانية إن كانت معارضة وطنية لن تُشرفها هذه التدخلات المشبوهة، والثوار الأحرار لن يقبلوا بهذا السفور ووطيء سيادة الدولة ومرمطة هيبتها… وإن صح ما تدعيه السلطات ليس هناك مايستحق هذا الجرم إلا الطرد الفوري، هذه أعراف وتقاليد دبلوماسية راسخة فمن يتدخل في شئون الغير بهذا السفور وقوة العين لا يستحق أن يبقى ساعة واحدة في أرض السودان، وإلا فإن الأمر سياسة و)قولات( ومحاولات لتشويه سمعة الثوار… لكن أن تكون ردة الفعل الرسمية استدعاء مسؤولي تلك السفارات والمنظمات )ليتم( اخطارهم بالأمر وتنبيههم بما يقومون بها من تجاوزات مخالفة تماماً للعلاقات الدبلوماسية بين الدول، فهذا ما يحار له المرء، وكأن هؤلاء الدبلوماسيين لايعلمون ذلك وينتظرون التنبيه من الخرطوم..
)3(
ثمة سؤال يؤرقني ، فإذا صح إدعاء الخارجية أن بعض هذه البعثات تموِّل المتظاهرين، فلماذا تقتل السلطات المتظاهرين وتكتفي بـ )تنبيه( مموليهم ومحرضيهم، ألا يستحي هؤلاء..!!!?… من أين أتوا يا إلهي…
)4(
نختلف مع هذه السلطة من الأساس الذي استولت به على السلطة وجعلتها حكومة أمر واقع ، وقتلت الثوار العزل الأبرياء ، واعتقلت خصومها السياسيين ، والمتظاهرين والصحافيين، وفعلت ما لم يفعله نظام المؤتمر الوطني ، لكن لن نعين عليها الخواجات وكافة الحشريين والمتربصين بأمن بلادنا وسيادتنا الوطنية، ولن نترك ثغرة ليتسلل إليها كلاب الإستخبارا العالمية لتدمير البلاد، ولهذا نقول يا أهل السودان قاطبة بكل أحزابكم وتنظيماتكم ومشاربكم وطرائقكم وطوائفكم ومذاهبكم ودياناتكم وسحناتكم تعالوا إلى كلمة سواء بيننا ألا ندع ثغرة لأي أجنبي يحشر أنفه في شأننا الداخلي، فالإرادة الشعبية وعزائم الثوار أقوى وأعظم من أي تدخلات أجنبية، وإنها لقادرة على هد الجبال وإزالة الطغيان مهما تجبر فلا تزروا فرجات لـ )الشياطين(، بالله عليكم أقرأوا عِبر التأريخ ودروسه المجانية، فهل من معتبر……اللهم هذا قسمي فيما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق انه يراك في كل حين.




ــــــــــــــــــ
الحديبة نيوز
.....‏
للاعلان بهذه المساحة واتساب
0919496619