الإثنين 21 فبراير 2022 - 12:17
حيدر المكاشفي يكتب: أيوب..محطة لا يتجاوزها الثوار


طوال مليونيات الحراك الثوري المستمر، اكتسبت عدد من المحطات بالمدن الثلاث، الخرطوم وام درمان والخرطوم بحري، اكتسبت شهرتها باتخاذ الثوار لها نقطة تجمع وانطلاق لمواكبهم، ففي أم درمان اشتهر شارع الاربعين، وفي بحري اشتهرت المؤسسة، وفي الخرطوم اشتهر شارع الستين ومحطة سبعة وباشدار وأيوب، وكل هذه المحطات معروفة ومشهورة فيما عدا محطة أيوب التي قد يغم على الكثيرين معرفتها، فما هي هذه المحطة ومن هو أيوب هذا الذي اتخذ الثوار من مكان وجوده محطة لابد من أن يغشوها ويتوقفوا عندها..
أيوب هذا طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يتحرك بكرسي متحرك، وكان عند كل مليونية معلنة يبكر بالخروج من منزلهم ويجلس بمحاذاة حديقة القرشي من الجهة الشمالية الشرقية متوشحا علم السودان في انتظار الثوار القادمين من محطة باشدار التي تتجمع فيها مواكب الخرطوم، حيث يتوافد المحتجون منذ الحادية عشر والنصف صباحا، ومن ثم تتحرك المواكب باتجاه قلب العاصمة الخرطوم، مرورا بعدة محطات ومواقع تتلاقى فيها المواكب وتستكمل طريقها معا، ولمداومته على الخروج مبكرا والبقاء في مكانه المحبب في انتظار الثوار لتحيتهم،
أصبح أيوب واحدا من المحطات الرئيسية لكل الثوار وهم فبزحفهم وكرهم وفرهم نحو القصر الجمهوري، وعند وصولهم محطة أيوب تتعالى هتافاتهم الثورية ويحملونه على الاعناق، ويرددون هتاف)يا عازة عاوز أكتب، ثوار أحرار( ويختمونها بالنشيد الوطني، وللتعرف أكثر على الثوري أيوب، أجرت الصحافية أميرة صالح حوارا مع والده محمد أحمد المصباح ، حيث أفاد والد أيوب عن ابنه قائلا..إن أيوب يعاني من نقص في الأوكسجين )ضمور في المخ( منذ صغره، حيث يبلغ العشرين عاما. موضحا أنهم قدموا إلى الخرطوم من ولاية سنار وسط السودان بحثًا عن علاج لابنهم الذي ولد بنقص في الأوكسجين، حيث تتكون عائلة أيوب من أربعة أفراد بالإضافة إلى عمته التي تسكن معهم،ويعمل والد أيوب بقطاع السكة حديد بجانب أنه يعمل على ركشة، لتساعده في تغطية تكاليف المعيشة. مبينًا أن أيوب كان يتداوى بالعلاج الطبيعي إلا أنهم أوقفوه بسبب زيادة التكلفة بالإضافة إلى الأدوية والفيتامينات التي يحتاجها.
ويضيف والد أيوب أن أيوب كان منذ بداية المظاهرات بالخرطوم يتابع الأخبار عبر التلفزيون، خاصة )سودان بكرة ، الجزيرة مباشرة( اللتان كانتا تنقلان جميع المواكب بالخرطوم قبل الإطاحة بالإنقاذ وبعدها، حيث كنا نتحدث عن بسالة الثوار وأنهم على حق وأن الحق ينتصر ولو بعد حين، من ثم بدأنا نلاحظ عليه حالة الفرح التي تحدث له عندما يسمع الهتافات التي كان يهتف بها الثوار بالخارج وعبر الفيديوهات وذلك عبر صرخات يصدرها تعبيرا عن الفرح ، وكان أيوب يستعد للموكب شأنه شأن كل الثوار، وكان دائما ما يعلق علمي السودان القديم والجديد بين جانبي كرسيه ولافتة مكتوب فيها )الشعب أقوى والردة مستحيلة( بجانب لافتة أخرى مكتوب عليها )مدنيااااااو(، وفي حالة تأخر والده في تجهيزه، يصرخ أيوب حتى لا يفوته زمن الموكب واللقاء بأصدقائه الثوار وسط الخرطوم قبل ذهابهم إلى القصر في الاحتجاجات المتوجهة إلى هناك..
الجريدة