الخميس 24 فبراير 2022 - 18:54
محمد عبد الماجد يكتب: سور القيادة العظيم!


)1(
 الأقوال المأثورة نحن عندنا مثل )مسكنات( أوجاع الضروس … نستعملها فقط عندما لا يكون هناك خيار لإسكات وجع الضرس غير خلعه.
 نستعمل الكثير من المسكنات والأدوية الشعبية لأوجاع الاضراس وينتهي بنا دائماً المطاف في هذا الجانب الى خلع الضرس الذي نشكو من اوجاعه.
 تلك المسكنات اشعر في احيان كثيرة انها متواطئة مع )الوجع(.
 نحن الآن نستعمل )مسكنات( لأوجاع لا يجدي معها غير البتر.
 يقول البرت انيشتاين :)لا يمكننا حل مشكلةٍ باستخدام العقلية نفسها التي أنشأتها(.
 التفاوض والحوار مع السلطة الحاكمة لن يقودنا إلا لتكرار مجزرة فض اعتصام القيادة.
 لا تساعدوهم على ان يكرروا مرة اخرى انقلاب 25 اكتوبر.
 انهم يحاورونكم.. يفاوضونكم من اجل تكرار نفس النكسة.
 لا تمنحوهم فرصة اخرى للغدر.
 ابداننا لم تعد تحتمل ذلك.
)2(
 كلما وجدت هناك اناساً ينتقدون فتية صغار في السن، كبار في الفكرة، من لبنات ثورة ديسمبر المجيدة على وضع )المتاريس( التى تتكون من الطوب والحجارة على الطرقات لحماية انفسهم وإخوانهم، والمطالبة بالمدنية، اقول في نفسي لماذا لا ينظرون الى ذلك )السور( العظيم؟ الذي تصنعه السلطة ويمتد على محيط القيادة العامة من الناحية الشمالية ببناء خرساني ضخم وطول يصل ارتفاعه الى )4( امتار لحماية )السلطة( وكراسي القادة الكبار.
 هل يحتاج الجيش لهذا السور من اجل ان يحمي نفسه من )الشعب( واحتجاجاته؟
 هل الحرية والسلام والعدالة يمكن ان تكون مخيفة لهذا الحد؟
 هل يحتاج الامر لهذا السور الضخم؟
 هذا السور العظيم الذي يشيّد هذه الايام لحماية القيادة العامة يؤكد ان )الثقة( بين الجيش والشعب اصبحت معدومة، وان كنت اظن ان هذا السور من اجل ان يحمي الجيش نفسه من الحركات المسلحة التى لا تؤمن عواقبها.
 اذا كان الجيش يفعل ذلك؟ كيف يكون حال )الشعب( الذي وجد نفسه وسط )7( جيوش في العاصمة القومية تشاركه في الاسواق والمواصلات العامة وصفوف الخبز والبنزين والغاز.
 من اجل سلامة الجيش نفسه يجب ان تخرج الحركات المسلحة من المدن.
 يعيبون على ابناء هذا الشعب حماية انفسهم بـ)الترس( بينما يحللون لأنفسهم حماية سلطانهم بـ)السور(.
 وهم الذين يمتلكون الاسلحة والمليشيات والسلطة ولا يملك الشعب غير )سلميته(.
 اجازوا لأنفسهم اغلاق الجسور بالحاويات وإخراج نشرة بهذا المحتوى من لجنة الولاية الامنية بينما استنكروا على ابناء البراري والعباسية وشمبات ان يحموا اعراضهم وأنفسهم بتروس من )الحجارة(.
)3(
 كلما شاهدت الفريق محمد حمدان دقلو وهو في سلم الطائرة يلوح بيده مودعاً لطرف مجهول، لا يظهر في الصورة وهو في كامل الاناقة وبهيئة مبتهجة … تذكرت دقلو نفسه عندما كان في حكومة حمدوك يخاطب الجماهير وهو يشتط غضباً على ضياع البلاد وعلى حالة الفوضى وفشل الحكومة وانهيار الجنيه.
 راجعوا خطابات حميدتي قبل انقلاب 25 اكتوبر كلها كانت تدعو الى الاحباط وترفع من سعر الدولار.
 حميدتي الآن اضحى في حالة ترحال دائمة – لا ادري اين اختفى ذلك الشعور والإحساس الذي كان يسيطر عليه عندما كان يتأسى ويتأسف على حال البلاد ويبكي على اوضاعها الاقتصادية المنهارة.
 هل استقرت البلاد الآن؟
 كل الدلائل والقراءات تؤكد اننا نمضي نحو الهاوية بسرعة الصاروخ.
 مع ذلك غاب عنهم الاحساس بالفشل والإخفاق الذي كانوا يرمون به المدنيين في حكومة حمدوك.
)4(
 بغم /
 عندما تكون حالة المريض متأخرة وميئوس منها ..وتسأل الطبيب عن الحالة يقول لك الطيب : نحن فعلنا ما في ايدينا .. ولا يوجد شيء يمكن ان نفعله اكثر من ذلك، ولكن )العشم( موجود؟.. يجب ألا تفقدوا الامل.
 هذا نفس ما يقوله )العسكر( الآن عن حالة السودان.