الأربعاء 2 مارس 2022 - 20:43
هاجر سليمان تكتب: شكراً رئاسة الشرطة


لقد ظللنا ننبري للدفاع عن الشرطة وقادتها فى كثير من المواقف ليس من فراغ، وانما لان دفاعنا دائماً يأتى فى مساره الصحيح، ولأنه فى كثير من الاحيان تكون الشرطة على حق، فكان الاولى لكل من يقول الحق ان يقف الى صفها.
وقبل اسابيع كتبنا مقالاً حول طفلة فى الرابعة عشرة من العمر تسلط عليها بعض رفقاء السوء وادخلوها دائرة الادمان، حتى اصبحت مدمنة باحتراف كل انواع المخدرات والمسكرات العقلية وابرزها الايس كريستال، وحينما كتبنا المقال فوجئنا وقتها بأن صحة الطفلة تدهورت واصبحت تعانى من مشكلات صحية، وذلك بجانب المشكلات الاسرية التى باتت تعانى منها جراء الادمان.
ووقتها ناشدنا الدولة بكافة مستوياتها وكل الاجهزة الامنية وعلى رأسها الجيش والمخابرات والشرطة، وكنا الاكثر رجاءً فى استجابة القوات النظامية الاخرى قبل الشرطة لاسباب تتعلق بالجوانب المالية، وان تلك الجهات تمتلك من الاموال والمخصصات ما يمكنها من تقديم الخدمات بمبالغ مليارية للمواطن، وتابعنا كثيراً من الانشطة التافهة او التى لا ينبغى ان تصرف عليها اموال، وكانت تلك الجهات تشارك وتقدم مساعداتها المالية، وليست تلك الانشطة أهم من حياة انسان، خاصة انها طفلة صغيرة سقطت ضحية لانفلات مجتمع عاشت فيه.
والشرطة جميعنا نعلم ان كل ما تتحصله من اموال يذهب الى خزانة الدولة بموجب ايصالات اورنيك )١٥( الالكترونى، وان خزانتها دائماً فارغة من الاموال بسبب انها القوة النظامية الوحيدة الموكلة اليها اعباء التعامل مع الجمهور بتبعاتها، ولكن رغم ذلك كانت الشرطة الاكثر سخاءً والاسرع استجابة، كيف لا وقد ظللنا نردد دوماً ان الشرطة هى الام، وانطبق عليها الوصف تماماً.
وحينما كتبنا المقال تواصل معنا السيد نائب مدير عام قوات الشرطة سعادة الفريق مدثر عبد الرحمن مشكوراً، وأبدى استعداده لعلاج الطفلة، بل وجه مباشرة مدير الادارة العامة لمكافحة المخدرات اللواء سامى حريز، وطلب منه التواصل مع الطفلة ووالدتها واحضارها للعلاج وقد كان.
واشرف سعادة النائب بنفسه على عملية انقاذ الطفلة، وسارع اللواء حريز باجراء اللازم وايفاد المعالجين النفسانيين وتقييم حالتها واخضاعها للعلاج.
هذا هو ديدن الشرطة التى ظلت تقدم الكثير وتنقذ الارواح والممتلكات، ولا تنتظر كلمة شكر ترد اليها من اية جهة او من اى شخص كان، فهي تصنع المعروف وتتركه، وفى كثير من الحوادث تعمل الشرطة على ستر المجتمع والتعامل بحكمة ازاء الموقف، شكراً سعادة النائب الفريق مدثر فقد كنتم ومازلتم اهلاً للخير وسباقين لفعله، وشكراً عميقاً لسعادة الفريق اول عنان حامد، ويمتد تقديرنا نيابةً عن أسرة الطفلة لسعادة اللواء سامى حريز واركان حربه.
وما نود قوله ان هذه الطفلة ليست الاخيرة، فهنالك الكثير من الفتيات دون سن العشرين او دون الخامسة والعشرين، سقطن ضحايا للادمان بسبب رفقة السوء، وهن الآن يبحثن عن العلاج ويطرقن الابواب ولا يجدن من يستجيب لهن. ان علاج الادمان باهظ الثمن، واصبح حكراً على مراكز محددة توفر العلاج مقابل اثمان باهظة لا يملكها المواطن، وكثيراً ما طالبنا الدولة بتوفير مراكز لعلاج المدمنين، شأنها شأن المستشفيات الحكومية تكون برسوم رمزية، ويستطيع كل من يرغب فى الاقلاع عن الادمان ان يلجأ اليها ويجد العلاج.
ومازلنا ندق ناقوس الخطر، بعد أن استشرى داء )الآيس كريستال(، ونقول ادركوا الشباب حتى ولو بالعلاج المبكر، إن فشلت الأسر في تجنيبهم شر ذلك السم.