الأربعاء 9 مارس 2022 - 15:11

الخُرطوم: اليسع أحمد
خليفة أحمد محمد مواطن يسكن قرية )ودالمَكِّي( بمحلية أم دم حاج أحمد بولاية شمال كردفان، يقول خليفة لـ)السُّوداني( إنه فوجئ وأفراد أسرته نهار الجمعة الماضي بظهور نيران كثيفة داخل قطيته التي يجلسون بها وتمدد آلسنة اللهب بعدد من منازل القرية الأمر الذي أربك الحاضرين وأدخل الخوف والذُّعر وسط النساء والأطفال وكبار السن، وأكّد خليفة عدم وجود أي أسباب موضوعية لاشتعال تلك الحرائق، ووصف النيران بـ)المخيفة( حيث لا يستطيع أحد مواجهتها، وكشف عن استمرارية وتواصل اشتعالها منذ الجمعة الماضي الذي أحرقت فيه )25( منزلاً وحتى مساء أمس وصلت )83( منزلاً )حوش( تسكنها عدد )203( أسر، وكشف عن حرق معظم منازل القرية وحسب قوله )النار ما فضّلت لينا حاجة خلتنا قاعدين في السّهلة(، )السُّوداني( استنطقت جهات الاختصاص معاً للتفاصيل.
اتهام الجن:
خليفة عاد ليُؤكِّد لـ)السُّوداني( أن الحرائق التهمت منازل القرية بشكل كامل، وأن المتبقي منها فقط )بويتات( على حد قوله – وأقلّ من )10%( كما أحرقت محاصيلهم الزراعية في المخازن، واتهم خليفة )الجن( بأنه المتسبب في اشتعالها، ونوّه إلى أن النيران شردت عدد )203( أسر، وأصبحت في العراء بلا مأوى، وأشار إلى أنهم مساء أمس وصلهم وفد من حكومة الولاية وأثناء عملية إكرامهم للضيوف نشبت النيران ما جعلهم في حيرة من أمرهم، خليفة يقول إنه وأطفاله الثمانية أصبحوا مشردين بلا مأوى يقيمون في العراء، وأن جميع سكان القرية مثلهم، مناشداً الحكومة المركزية ومنظمات المجتمع المدني بمساعدتهم والوقوف معهم حتى يتداركوا محنتهم .
إبادة قرية:
مُفوض العون الإنساني بولاية شمال كردفان طارق أمين أبو البشر قال لـ )السُّوداني( إن الحرائق أبادت قرية ود المكي، حيث إنها التهمت أكثر من )90%( من منازلها، وأوضح طارق أن سكان القرية )يفترشون العراء ويلتحفون السماء(، ونوّه إلى النيران قضت على المنازل بشكل كامل، كما أحرقت مخزونهم الإستراتيجي من المحاصيل كالذرة والسمسم والدخن، ونوّه إلى أن مفوضية العون الإنساني وعدد من المنظمات تعمل على حصر وإحصائية للخسائر وتقييمها للمساهمة في جبر الضرر الذي وقع على المواطنين.
أوضاع مأساوية:
المُدير التنفيذي لمحلية أُم دم حاج أحمد، عبد الناصر عبدالله محمد أكّد لـ)السُّوداني( أن الحرائق التي نشبت بقرية ود المكي مجهولة المصدر، حيث نسبها سكان القرية لـ )الجن( لكنهم في المحلية لم يتعرفوا على أسبابها الحقيقية حتى الآن، وكشف عن أوضاع مأساوية يعيشها سكان القرية هذه الأيام جراء استمرار نشوب الحرائق في منازلهم خلال الأيام الماضية، ونوّه إلى أن الإحصائيات الأولية للخسائر بلغت عدد المنازل )83( منزلاً )حوش( بأكملها يقطنها عدد )203( أسر، وتركتهم في العراء، وأوضح أن الحرائق قضت على المنازل بكامل أثاثاتها ومدخرات سكانها، كما قضت على مخزون محاصيلهم الزراعية، وأشار إلى أن المنازل معظمها )قطاطي( تبنى من المواد المحلية )القش والحطب( لذلك تصعب عملية إطفائها لحظة اشتعال الحرائق، وقال إن محليته عملت على توفير خيام ومواد تموينية ومياه للشرب كما أوفدت خبراء جيلوجيين وجنائيين لأخذ عينات من مخلفات الحرائق والتربة لتحليلها ومعرفة الأسباب.
وفود مُتخصصة:
مُدير شرطة ولاية شمال كردفان اللواء شرطة، عثمان محمد الحسن، قال لـ)السُّوداني( إن إدارة الشرطة أرسلت وفوداً متخصصة للقرية من الأدلة الجنائية والدفاع المدني وعدد من أفراد من الشرطة للاطلاع على شكل الأزمة، ورفع تقارير تفصيلية في الحال، وأضاف عثمان أن التقارير أوضحت أن مواطني قرية ودالمكي بمحلية أم دم حاج أحمد يعانون من أزمة مياه حادة، وبحاجة ماسة لتوفير المياه، ونوّه إلى إدارته قامت بتوفير الثقيل من مياه الشرب للقرية عبر )التناكر( كما قامت بتنوير حكومة الولاية بضرورة توفير مأوى من ) الخيام( لأكثر من )110( أسر متضررة تقيم في العراء جراء الحرائق، وإسراعها في توفير مواد تموينية وأدوية للأطفال، وكشف عن قيامهم بإعداد تقرير تفصيلي عن الحرائق سلموا أمانة حكومة ولاية شمال كردفان نسخة منه، ووصف الحرائق بـ)الغريبة( في شكلها والتهامها للمنازل، حيث تنشب في آنٍ واحد وبسرعة منقطعة النظير ويصعب السيطرة عليها، وهي كما يقول سكان القرية )أقرب للجن( وشبيهة بالنيران التي نشبت بقرية ود العجمي )قريقس( بمحلية حلفا ولاية كسلا، وأشار إلى أن ظاهرة الحرائق حدثت بالمنطقة قبل سنوات وبنفس الكيفية، وناشد منظمات المجتمع المدني التدخل العاجل ومساهمتها تغيير نمط السكن من المواد المحلية إلى المواد الثابتة التي أقلّ تلفاً عن نشوب الحرائق.
من المُحَرِّر:
سعت )السُّوداني( جاهدة للتواصل مع والي ولاية شمال كردفان، فضل الله محمد علي التوم، عن طريق الاتصال الهاتفي والرسائل لمعرفة النتائج التي توصلوا لها لأسباب الحرائق بالقرية.
وما هو دور حكومته تجاه المُتضررين بقرية )ود المكي( لكنه آثر عدم الرد .