السبت 12 مارس 2022 - 18:26
إسحق أحمد فضل يكتب: والآن... الإرهاق يحسم


والآن… الإرهاق يحسم
___
وأربعاء الأسبوع الأسبق ( أول جلسة لمحاكمة وجدي صالح والمعتقلين من قحت..).. وجدي يلتفت ولا يجد أحداً
وأربعاء الأسبوع الأخير (جلسة استمرار محاكمة الوطني)…
جلستان تشيران إلى أن كل شيء يصل الآن إلى المحطة الأخيرة مرهقاً …
وأن السودان يخرج إلى الهواء…
وجلسة لا تستحق اسم جلسة في اليوم ذاته كانت تعقد في القصر وفيها
عرمان يقول للقادة
اعطونا… ولو وزارتين.. ولو.. ولو
وقالوا له:- هذا أمر تجاوزه الزمن
الجلسة انتهت…
……..
والأربعاء الأخيرة والقاضي في جلسة محاكمة الوطني يسأل المتحري
:- جهاز اللاب توب هذا… فحصتوه؟
المتحري:- لا..
المحكمة :- عند مهاجمة منزل بعد الإبلاغ عن وجود أموال فيه… هل وجدتم الأموال؟
المتحري:- لا..
المحكمة:- عند مهاجمة شقة بعد بلاغ عن وجود أسلحة فيها… هل وجدتم أسلحة؟
المتحري:- لا..
والمحكمة وكأنها تغلق الملف تسأل الاتهام عما إذا كانت لديه أسئلة
والمتحري يسأل والسؤال خارج الموضوع..
ثم سؤال آخر والسؤال خارج الموضوع
ثم لا أسئلة…
والجلسة والثانية في القصر تختمها جلسة في الإمارات ومدهش أنها كانت في اليوم ذاته
وجلسة الإمارات هذه كانت بين البرهان وحمدوك
ولما كانت أحاديث الخرطوم تتحدث عن أن البرهان يذهب ليأتي بحكومة حمدوك كان اللقاء في الإمارات بين البرهان وحمدوك يتم بعد( الواسطة)
والحديث فيه كان حديثاً عن الصحة والأولاد…. فقط
والجلسات كلها في كل مكان كان ما يجمع بينها هو شيء واحد..
ما يجمع كل خطوة من كل جهة هو
شعور كامل…. بالإرهاق وبأن الموضوع هذا يجب أن ينتهي…
شعور عند الجهات بالإرهاق
وبأن الأمر يجب أن ينتهي
وشعور عند الجهات التي تتعارك حول السودان بأن الأمر هذا يجب أن ينتهي..
والاتهام والقضاء والشارع والعالم كلهم يشعر بهذا
والشعور هذا تتبعه كل جهة بالعمل فعلاً..
ولعل الشعور هذا كان هو ما يجعل البرهان يعيد تشكيل الوفد المرافق له ويستبعد كل الوزراء / وتركيبة كل وفد هي عادة تشير إلى المهمة التي يريدها/ والبرهان وفده يصبح وفداً… مالياً فقط
الإشارة التي تقول للإمارات إن (ما بيننا هو هذا فقط)
وتقول للشارع اطمئن فالحرب الآن هي ضد الدولار فقط… ولا تغيير
وتقول للجيش الجملة ذاتها
……..
والجملة تجيب على حديث الأسبوع كله فالأسبوع الماضي ظل حديثه هو
صناعة الرعب من هنا
وصناعة التغيير من هنا
وصناعة الرعب كانت تحول كل تحركات الجيش إلى إشارات تستعد للمعارك
وإشارات الهجوم الجديد تغطي المواقع لتقول إن مقتل بريمة ومقتل العميد الآخر أمام الساحة الخضراء كانت أعمالاً داخلية من الجيش نفسه…
…….
والسؤال عند الناس عن لماذا لا يحاكم من اعترفوا حين يقول إن البطء سببه التحقق الحديث هذا يجد من يجيبه بحكاية القاضي أبو قصيصة..
قال
في الستينات في الجنوب أعمال الاختلاس تصبح شيئاً مخيفاً
وذات يوم المحامي محمد أحمد محجوب يندفع داخلاً على رئيس القضاء أبو قصيصة وهو يصرخ عن
:- كيف يبتكر قاضي ملكال قانوناً من عنده ويصدر حكماً بالإعدام على صراف إحدى المؤسسات هناك بتهمة الاختلاس..؟
وأبو قصيصة يرفع الهاتف لتجري أقصر محادثة
أبو قصيصة قال للقاضي على الطرف الآخر
:- الحكم دا…. تقصد منو اللي بالي بالك؟
قال الآخر:- نعم..
المحادثة انتهت
وفي اليوم التالي لم يبق مختلس إلا جاء يحمل ما اختلسه وهو يتوسل يتوسل يتوسل للمحكمة حتى تأخذ منه ما اختلسه..
إدارة القانون…. يا من يمددون القضايا بدعوى التحقق إدارة القانون تتم بالأسلوب هذا لأن أهل القانون يعرفون إدارة المجتمع
السودان الآن كل شيء فيه يتجه للإصلاح… لكن معرفة المجتمع جزء من الإصلاح