الأربعاء 23 مارس 2022 - 18:25

الخرطوم : عماد النظيف
في جولة جديدة من الحراك الثوري المتعطش لدولة المدنية الرافض للحكم العسكري تصاعدت موجة الاحتجاجات الثانية لثورة ديسمبر المجيدة، بالعودة “لتتريس” الطرقات استجابة لدعوات أطلقتها تنسيقيات لجان المقاومة الخرطوم بالإغلاق التام يومي الثلاثاء والأربعاء ضمن جدول أسبوعي ينتهي الخميس بموكب مركزي يتوجه إلى القصر الجمهوري، في محاولة أقل ما توصف “بتسخين الملاعب” وتحريك النرد للاطاحة بالعسكريين من سدة الحكم كما يقول المتظاهرون “بكرة نسمع قالوا حرة ونبقى أجمل شعب ثار”.
ويرى مراقبون بأن ما يحدث من تصاعد هو مجرد “بروفة”لفعل ثوري كبير في مقبل الأيام ستزيد حدته الإجراءات الاقتصادية التي أثرت على حياة المواطنين .
البنيان المرصوص
وطالبت لجان المقاومة الخرطوم الجميع بإغلاق الطرقات سرعان ما وضعت المتاريس في الشوارع صفاً كالبنيان المرصوص.
ودرج المحتجون على استخدام الكتل الخرسانة ومكبات النفايات والبراميل الفارغة والبلاستيك لإغلاق الطرق.
ورفع متظاهرون لافتات ترفض الحكم العسكري وتطالب بتأسيس دولة مدنية، على شاكلة ” ونأسف على الإزعاج وطن تحت التشييد”.
محلية الخرطوم ذات الثقل الاقتصادي ومكان تمركز الشركات والمؤسسات كان الحراك فيها مشتعلاً وأضرم المحتجون النار في الإطارات المستعملة ووضع متاريس في الشوارع ولكن سرعان ما حدث مواجهات بين الثوار وقوات الشرطة في شارع المطار في وقت وصل فيه رئيس مجلس السيادة الفريق البرهان قادماً من السعودية.
وامتد الاغلاق إلى شارع الستين وجنوب الخرطوم والصحافة وجبرة وغيرها من الأحياء بحسب شهود عيان .
وفي 24 ديسمبر، أعطى قائد الجيش جميع القوات النظامية حصانة ضد المساءلة القانونية إلا بإذن منه، أثناء تنفيذهم أوامر تشمل حظر وتنظيم حركة الأشخاص.
أمدرمان بلد المتاريس
كعادة أبناء العاصمة الوطنية سباقون في كل شيء منذ أعلن التتريس والاغلاق مع بزوغ فجر صباح أمس الثلاثاء استجاب ثوار أمدرمان واغلقوا طريق شارع الشهيد عبد العظيم”شارع الاربعين” في السادسة صباحاً من ثم شارع الدومة استجابة لدعوات “التتريس” التي أطلقتها لجان المقاومة وباقي الطرق الأخرى، في جنوب ام درمان اطلقت الشرطة وابلاً من عبوات الغاز المسيل للدموع “البمبان” على الثوار في محطة “الروسي” حسبما أعلنته لجان مقاومة ام درمان جنوب .
وساهمت منصات مواقع التواصل الاجتماعي لحد كبير في ايصال واستجابة الدعوة للمتاريس ،حيث أطلق ناشطون وسم على “الفيسبوك ” الما بترس إن شاء الله ما يعرس”وجد تداولاً واسعاً بين الشباب غير المتزوجين.
بحري سر الهوى
وبدأ ثوار الخرطوم بحري إغلاق الشوارع في وقت متأخر مقارنة بأم درمان والخرطوم الذين احكموا إغلاق الطرق الرئيسية منذ الصباح الباكر، ووضعت الحواجز الاسمنتية في الشوارع الرئيسية المعونة وشارع الشهيد مطر )الإنقاذ( والمؤسسة بحري وطرق حي شمبات الذي تنشط فيه لجان مقاومة فاعلة التي ترست كل الطرق مما استدعى لاعبي المنتخب السوداني أثناء مرورهم ببص يستقلونه للوصول إلى أحد الفنادق لإزالة احد المتاريس لكنهم قالوا للمحتجين” سنزيل الترس ونعيده”.
فيما اشعل محتجون آخرون الإطارات ووضعوا الحواجز الأسمنتية أمام أحد القطارات بالخرطوم بحري.
رجع صدى
بعد خنق العاصمة وشل الحركة المرورية وتتريس معظم طرقها كانت ردة الفعل متباينة بين الفاعلين في المشهد السياسي وبيد أن تغريدة صاحب رمز “العصا” في آخر انتخابات، ورئيس مسار الوسط التوم هجوم حول الاغلاق كانت الأكثر ضجيجاً رفع تلك العصا على الجميع ، وتساءل من هي لجان المقاومة حتى تعلن تعطيل مصالح المواطن والدولة لمدة يومين بقفلها للشوارع وحرق الإطارات والمواد البلاستيكية التي تسبب أمراض الجهاز التنفسي وتصبح جحيماً لا يطاق لاصحاب الأمراض المزمنة مثل الازمة والجيوب الانفية والالتهابات بصورة عامة .
وقال بحسب صفحة تحمل اسمه في “فيس بوك” لا أجد مبرراً مفهوماً لتعطيل الحال ومنع الموظفين من الوصول إلى أماكن عملهم وحتى منع التجار من مزاولة أعمالهم ونشاطهم ومنع المرضى وأصحاب الاحتياجات الخاصة من الوصول إلى المستشفيات والمراكز الصحية ، أناشد آباء وأمهات هؤلاء الشباب المنقادين أن يقوموا بارشادهم إلى الطريق الصحيح لأن هذا الأمر قد يدفع السلطات المختصة للتصرف وهو الأمر الذي تريده الاحزاب المقبورة لتحقق غايتها بالمتاجرة بهولاء الشباب.
وناشد السلطات بالكشف عن ما يسمى بلجان المقاومة هذا الجسم المشبوه الذي قام بتعطيل الحياة العامة وزيادة الازمة وخنق الحكومة ومنعها من أداء واجباتها بالممارسات الصبيانية التي يقوم بها والتي قامت بالانعكاس بشكل مباشر على حياة المواطن السوداني.