الجمعة 20 مايو 2022 - 10:20
سورة الأنعام Al-Anaam
‏آية Aya 6
تفسير ابن كثير
أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاء عَلَيْهِم مِّدْرَارًا وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ )6(
ثم قال تعالى واعظا ومحذرا لهم أن يصيبهم من العذاب والنكال الدنيوي ما حل بأشباههم ونظرائهم من القرون السالفة الذين كانوا أشد منهم قوة ، وأكثر جمعا ، وأكثر أموالا وأولادا واستغلالا للأرض وعمارة لها ، فقال) ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم (أي : من الأموال والأولاد والأعمار ، والجاه العريض ، والسعة والجنود) وأرسلنا السماء عليهم مدرارا (أي : شيئا بعد شيء) وجعلنا الأنهار تجري من تحتهم (أي : أكثرنا عليهم أمطار السماء وينابيع الأرض ، أي : استدراجا وإملاء لهم) فأهلكناهم بذنوبهم (أي : بخطاياهم وسيئاتهم التي اجترموها) وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين (أي : فذهب الأولون كأمس الذاهب وجعلناهم أحاديث) وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين (أي : جيلا آخر لنختبرهم ، فعملوا مثل أعمالهم فهلكوا كهلاكهم . فاحذروا أيها المخاطبون أن يصيبكم] مثل [ما أصابهم ، فما أنتم بأعز على الله منهم ، والرسول الذي كذبتموه أكرم على الله من رسولهم ، فأنتم أولى بالعذاب ومعاجلة العقوبة منهم ، لولا لطفه وإحسانه .