الثلاثاء 7 يونيو 2022 - 15:21

دمغ مبارك أردول الأمين العام لمجموعة الميثاق الوطني القوى السياسية بفاتورة دماء الضحايا الذين سقطوا منذ 25 أكتوبر الماضي وردًّا على سؤال للجزيرة مباشر عما إذا كان يحمّل القوى السياسية مسؤولية مقتل أكثر من 99 شخصًا منذ أكتوبر الماضي، أجاب أردول “بلا شك أحمّلها المسؤولية ، وقال ان الشعارات التي تُرفع في العملية السياسية تحدّد مستقبل التعامل مع صاحب هذه الشعارات وطريقة هذا التعامل، فمن يرفعون شعارات ترفض التفاوض والحوار ماذا يريدون.؟.
وقال أردول إن ما جرى في 25 أكتوبر 2021 ليس انقلابًا ولكنه تصحيح لمسار العملية السياسية في السودان، مؤكدًا أن الحوار مع المكوّن العسكري لا بد أن يشمل مختلف أطياف القوى السياسية.
ونفى أن يكون نادمًا على دعمه قرارات 25 أكتوبر، مشددًا على ضرورة وجود تغيير سياسي في البلاد، مضيفًا أن البلاد كانت قد وصلت إلى حالة من الانسداد الكامل، وأنه دعم حينها توسيع قاعدة المشاركة والحوار بين كل الأطراف السياسية.
وماذا ينتظر المشاهد من أردول هل يعقل ان يكون شخصاً شفافاً صادقاً لكي يتحدث بكل صدق عن انقلاب ٢٥ اكتوبر ويكشف للمشاهد سوءاته والأخطاء الكارثية التي ترتبت عليه، فمبارك اردول ليس صادقاً مع نفسه حتى يكون صادقاً فيما يتعلق باجراءات البرهان التي يراها انها اتخذت لتصحيح المسار وان دعمه للانقلاب جاء نتيجة انها كانت وصلت الى حالة من الانسداد الكامل.
فالسؤال كيف هو حال البلاد الآن، لأن الذي تعيشه آنياً يؤكد ان ماحدث لم يكن تصحيحاً للمسار كما يراه أردول ويصر عليه الآن رغم كل الذي حدث من جرائم واخفاقات واخطاء عميقة ارتكبت في حق الوطن والمواطن، فاردول الذي لا يرى بعد الانقلاب خطأ إلا عدم قبول قحت للحوار، آن الأوان لنسأله ، سيما أنه كان أحد صناع هذه الحالة التي نعيشها والتي دعمها حتى أتت أكلها فشلاً وخيبة، وهو الذي عمل في كل شئ لإنجاحها، حتى أنه كان يعمل بالليل في مطبخ المؤامرة ويظهر نهاراً على أجهزة الاعلام يتحدث عن ان أزمة البلاد في الاحزاب والقوى السياسية وانه لن يصلح الحال الا بذهاب مجموعة الاربعة ذات الاحزاب التي يقول انها ترفض الحوار ، فكيف تعمل بكل ما أوتيت من منصب على هزيمة قحت وتأتي لتتحدث عن ) ألم فراقها( تخرج للشعب السوداني لتحدثه عن اخفاقاتها، والآن ترى أن بعدها وغيابها ورفضها للجلوس هو سبب الأزمة الحالية!!
وفي الحديث جُبن أن يحمل أردول الاحزاب السياسية قتل ٩٩ شاباً بسبب رفضهم للحوار ولا يندم ويتأسف على قتلهم حتى، ويغض الطرف عن ما ارتكبه المكون العسكري من مجازر متجددة دون حياء، لكن لن يستطيع اردول توجيه الاتهام للمجلس الانقلابي لأن حديثه بصدق سيجعله يفقد منصبه ، ويفقد الشعب مئات الشباب ) ولا يفقد اردول منصبه( هذا هو طبع )الأرادل ( الذين يحملون ذات الصفات التي يحملها مبارك.
ولم يأت حديث اردول على الجزيرة صدفة، فالسلطات الانقلابية تحاول الآن أن تلقي باللوم على الاحزاب في قتل شباب الثورة، بعد أن غُلّقت كل الابواب بوجهها واستعصى طريق الحوار، المحفوف بالدماء، وحديث اردول عن قتل الشباب وربطه بعدم موافقة الأحزاب الجلوس للحوار، هو أبلغ الادلة على ان السلطات الانقلابية تمارس القتل كورقة ضغط على القوى السياسية، فعندما تساوى عدد شهداء الانقلاب بشهداء القيادة أدركت ان هذا الخيار يجلب لها الخسارة.
فظهور اردول في هذا التوقيت هو بداية لحملة )العواء والبكاء( التي يجيدها أردول والتوم هجو وغيرهم من مجموعة الميثاق، هذه المجموعة التي تجيد الكذب والخداع على المواطن السوداني فبعد ان حدثته عن تصحيح المسار زيفاً وخدعة، تأتي اليوم وعبر ذات النافذه تحدثه عن ان براءة الانقلابيين، من قتل المتظاهرين، )نفس الكذبة الأولى، لذلك ليس ببعيد ان يخرج غداً التوم هجو ليجفف دموعه عبر ذات القناة ليحكي للناس عن بشاعة الفعل الذي ترتكبه قحت والمتمثل في قتل الثوار ، وقد تتواصل الحملة ويتبعها حديث اعلامي مصنوع عبر الاعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، فقتل المتظاهرين ومحاولة التستر بالتعري، وحمل عبارات الاتهام و الإلقاء بها في ميادين الغير، وظهور مجموعة الميثاق على أجهزة الاعلام هو بداية لنهاية قريبة، فتعبيد الطريق وتمهيده بهذه الخطط والحملات المصنوعة التي يكون في باطنها الفلول وفي ظاهرها الانتخابات قد تبدأ بهذه التصريحات، وتنتهي بصمت هذه الاصوات عندما يكون الشارع أقوى من كل الحلول )المضروبة(.
كما أن عدم ندم اردول على دعم البرهان او أسفه عليه ماذا يفيدنا وهل يعنينا يوما ان اجتمع )التعيس بخايب الرجا( بيد ان أردول يؤكد انهم ليسو شركاء في الهزيمة والخديعة بل في الجريمة أيضاً !!
طيف أخير
البعض ان وجد البديل نكر الجميل والبعض لن يتخلى مهما كان البديل جميلًا.