الجمعة 10 يونيو 2022 - 19:07

بقلم حسن مصطفى ابوالفتح
‏منذ أن اعتلى جبريل ابراهيم وزارة المالية ، لم يمر يوماً إلا وسمعنا بزيادةٍ في خدمةٍ ما، بهذا الجبريل سيهوى السودان إلى نهاية يَصعُب معها العلاج ، كَثَرت الجبايات تُودِي بالدولة إلى قاع السقوط ، فبعد الثورة لم يكسب السودان عافية ، إستبشر الشعب السوداني خيراً بالثورة ، فانقلبت _ بفعل المأجورين والجهلاء _ إلى كابوسٍ مخيف ، بعد الثورة ظهر الجهلاء وتسيًدوا ، ظهر النشاز وانتشر، وكثُر المتفيهقون أدعيّاء المعرفة ، طفح المتسيّسون والطالع والنازل والإنتهازيون ، بعد الثورة تكشّفت الأقنعة وأختلطَ ما لا يُخطلط ، ضاع التقدير وساءَ التدبير ، صُدق الكاذب وكُذب الصادق ، بعد الثورة ، سادة الفوضى والرعب ولاذ الناس إلى القبائل ، وعم الفساد البلاد ، وانتشرت الاشاعة ، وظهر العجِيب والغريب ، علا صوت الفُجّار وخفت صوت الصُلّاح ، بعد الثورة ظهر المُريب ، وتوقف قطار الاحلام، ومات الحلم والامل ، استغرب العاقل وتوهم الجاهلُ خيراً ، أصبح كلام المُتَوهِم مسموعا ، وكلام الحكيم ضرباً من ضروب الهذيان ، بعد الثورة أصبح التمسك بالقبيلة أكثر قوة والإنتماء إلى الوطن مجرد اوراق ثبوتية ، بعد الثورة ضاع صوت الحُكماء بسبب ضجيج الخطباء القحاطة ، كثُرت المُذايدات على الانتماء ، وأصبح صك الوطنية يُوزع ، حِيكت الدسائس ، وكُثرت المؤامرات ، وقُدمت المبادرات من القاصي والداني ،ومن كل من هبّ ودب ، تَدبّر المقتدر أمر الرحيل ، والغني أمر ثروته ، ذاد الفقيرُ فقراً والغني غنى ، كل هذا ولم يُحدث إصطدم مسلح ونرجو ألا يحدث ، فإذا حدث سنتحول إلى مشروع مهاجرين ، ويتحول الوطن إلى فحم ، وستصبح البيوت ذكريات وحكايات إن كان هناك من يَبقى ويحكيها.