الأحد 7 أغسطس 2022 - 21:55

كنت قد ظننت وبعض الظن إثم ؛ أن حالة القبول التي وجدها الدكتور حمدوك رئيس الوزراء السابق؛ هي حالة استثنائية لم يحظ بها قائد من قيادات السودان؛ الى أن أدركني خبر مبادرة )نداء أهل السودان( التي يقودها الشيخ الصوفي الطيب الجد ودبدر ودرجة القبول التي وصل اليها.. وهو أحد أقطاب البادراب الذين ملأوا الدنيا بالقرآن وناره وحفظ تقابة الدعوة في هذه البلاد.
بالفعل وجدت أن الرجل حاز وحظي بالقبول؛ وكما يقولون إن )القبول من الله(.. ملايين السودانين يمموا تجاه )أم ضواً بان(؛ أو أم ضبان كما يحب أهلها؛ والضبان ليس )الذباب(؛ انما هو النحل بقيمته الدنيوية والحياتية؛ ومنتج العسل الذي فيه شفاء للناس.. هذا )القبول( الذي وجده الرجل من العوام قبل الخواص دليل قاطع أن ما جاء به هو الحق الذي سيحفظ هذه البلاد.
وجدت المبادرة قبل أن تكمل شهرها الأول مساندة ودعم أهل القرآن –ناس الله- ووجدت الدعم من أحزاب سياسية ومن ادارات أهلية؛ ومن رموز المجتمع؛ الذين كانوا في سابق الأيام يشكلون )أغلبية صامتة(.. تنظر الى تفاعلات الساحة السايسية وما بها من ادران وأوساخ.. وهي صامتة؛ لكن يبدو ان مبادرة الشيخ الجليل قد أخرجتها عن صمتها لتقول كلمتها أخيراً في الطريقة التي سوف يحكم بها السودان.
فتحت )أم ضواً بان( عرصاتها وساحاتها لأهل السودان المتوافدين من كل حدب وصوب؛ للقاء الرجل القامة؛ والسماع منه لهذه المبادرة التي نزلت برداً وسلاماً عليهم.. وباركتها قياداتهم؛ تدافع منقطع النظير للقاء الشيخ والاستماع لصوته بنبرته الخافتة وأدبه الجم.. وهو يشرح للجموع ما يصبو اليه بهذه المبادرة الجامعة؛ التي قدمها للجميع دون اقصاء لأحد.. حتى قوى التغيير جاءتها الدعوات للحاق بركب المبادرة.. ليقسم أهل السودان انهم اجتمعوا برأي كبارهم وشيوخهم؛ وليس بأذيال ومبعوثي المستعمر.
سحبت المبادرة البساط من مبادرة الالماني فولكر؛ يوم أن ايدها الاتحاد الأفريقي؛ هذه المنظمة التي دعمت ولا زالت مبدأ أن أفريقيا يحكمها الأفارقة؛ وأعضاء الاتحاد هم من يقودون دولهم.. التقى الشيخ الجليل بالسفراء والتقى بمندوب الاتحاد الأفريقي- الذي خاطبه الشيخ بلغة انجليزية رصينة وشرح له المبادرة من غير ترجمان- وحملت الأنباء أن فولكر شخصياً سيزور الشيخ غداً في )أم ضواً بان(.. وذلك حتى تكتمل الصورة.
ما وصلت اليه المبادرة هي خلاصة آمال السودانيين؛ لتستكمل بقية الفترة الانتقالية والسودان يعيش في سلام ونماء واستقرار؛ على عكس ما عاشته البلاد في الثلاثة المنصرمات التي كانت أشبه بأعوام )الرمادة(؛ حلت فيها الأزمات وتراجعت البلاد الى ما دون الصفر؛ وكادت أن تعصف بها القبليات والجهويات؛ لولا لطف الله.
مبادرة الشيخ الطيب الجد هي المخرج الآمن لحالة السودان الراهنة؛ والتي ستحمله عبر حكومة مختارة من وطنيين الى بوابة الانتخابات؛ التي ستقود الجميع الى )الحكم المدني( المدعوم من الشعب؛ وحينها يأتي القادة الذين فوضهم الشعب باسمه عبر صناديق الاقتراع.