الثلاثاء 9 أغسطس 2022 - 11:31

*مصادر : أفراد من التحقيقات الجنائية احضروا "سانجو ، مايكل ، وعاطف" إلى محكمة بحري دون تدوين بلاغات ضدهم !!
*والدة الصيّاد : السُلطات بدأت استجوابه رغم تدهور صحته !!
*مصادر : التحقيق مع الصيّاد تضمن اسئلة عن الثُوار ومصادر تمويلهم
*محامية : التهم الموجه للثوار "ملفقة"
الجريدة : سلمى عبدالعزيز
"مصعب لم يتماثل للشفاء ويُعاني من مضاعفات خضوعه لعُدة عمليات جِراحية خلال فترة زمنية قصيرة وكان من المقرر سفره إلى مصر لتكملة العلاج" . هذا مجتزأ من بيان لجنة مُقاومة الشجرة والحماداب اصدرته عقب اعتقال الشاب مصعب أحمد محمد خيري المشهور بـ)سانجو( المتحدث الرسمي باسم تنسيقيات لجان مقاومة الشجرة الحماداب والذي تم اعتقاله بواسطة أفراد يرتدون الزيّ المدني يقتادون سيارة "بوكس" بيضاء اللون عقب تأديته صلاة الفجر في مسجد قريب من منزله فجر الثاني من أغسطس الماضي واحتجازه داخل مقر التحقيقات الجنائية بمدينة بحري.
تعذيب المعتقلين
اللجنة كشفت أيضًا عن تعرض "سانجو" عقب اعتقاله للتعذيب والضرب داخل مكتب العمل الخاص بسلاح المدرعات قبل تحويله للتحقيقات الجنائية بمدينة بحري محملة السُلطة الأمنية مسؤولية صحته وسلامته.وفي الـ21 من مارس الماضي أُصيب "سانجو" بطلق ناري ببندقية الخرطوش في العُنق استقرت الرصاصة في منطقة الصدر،وتعرض لاصابة أُخرى في البطن ماتسببَّ في خضوعه لعملية استكشافية واستخراج الرصاص من جسده وخضع ايضًا لعلاج تهتك البطن.
تقول لجنة مقاومة الشجرة الحماداب إنّ الشاب المعتقل لقُرابة الـ)7( أيام متتالية عانى سابقًا من نزيف في المخ نتج عن وجود شظايا متفرقة في الدماغ وتمدد الأوعية الدموية ما تطلب خضوعه لعملية جراحية معقدة،اضافة إلى وجود شظايا من الرصاص "الخرطوش" في منطقة الصدر وبالتالي فإن استمرار احتجازه قد يعرض حياته للخطر.
ورجحت مصادر في حديثها لـ)الجريدة( اعتقال عُضو لجنة مقاومة الشجرة الحماداب والمتحدث باسمها "سانجو" وتحويله إلى مقر التحقيقات الجنائية بمدينة بحري لاستجوابه ضمن بلاغ مقتل الرقيب بالاستخبارات العسكرية التابعة للقوات المسلحة "ميرغني الجيلي" الذي لقي حتفه في مارس الماضي على مقربة من محيط القصر الرئاسي وصدرت العديد من البيانات التابعة لجهات حكومية تؤكد مقتله والتمثيل بجثته على يد متظاهرين.
* محكمة بحري
اعتقال "سانجو" لم يكن الأول ويبدو أنه لن يكون الأخير حيثُ أعلنت لجان مُقاومة الديوم الشرقية في مطلع اغسطس الماضي اختطاف ثائر يدعى "مايكل" بواسطة قُوة أمنية مكونة من )3( سيارات "لاندكروزر" في محيط شارع محمد نجيب على مقربة من تقاطع "41" واقتادته إلى جهة غير معلومة لـ)48( ساعة ومن ثمَّ تحصل المحامين على معلومات تُفيد بترحيله إلى مقر التحقيقات الجنائية ايضًا.
مصادر قانونية أكدت لـ)الجريدة( احضار افراد من شُرطة التحقيقات الجنائية "الأحد" الـ7 من أغسطس الماضي كُلاً من" مصعب سانجو ومايكل وثائر أخر يُدعى عاطف" إلى محكمة بحري على الرغم من عدم تدوين أي بلاغات أو توجيه تُهم بعينها ضدهم.
واستنكرت لجنة محامو الطوارئ ـ المهتمة برصد الانتهاكات ضد المتظاهرين ـ في بيان لها أطلعت عليه الجريدة ـ اعتقال واحتجاز الثُوار الـ)3( بطريقة وصفتها بالمُهينة حيثُ تم اعتقال بعضهم من داخل منازلهم ومن بين أُسرهم أو من أمام المساجد دون أيّ مراعاة لحُرمتها. وأدانت اللجنة تقاعس النيابة العامة وغضها الطرف عن تجاوز السلطات للقانون وعدم قيامها بواجبها فيما يتعلق بالإشراف على الحِراسات التابعة للشُرطة والتحري والتوصية بتحريك البلاغات وليس أيّ جهة سواها مهما كانت.
* استجواب الصيّاد
في مُقابلة أجرتها معها )الجريدة( قالت والدة المشتبه بِه في بلاغ مقتل الرقيب بالاستخبارات العسكرية وعضو كيان غاضبون بلا حدود حسام منصور الصيّاد؛السيدة رحاب جهينة إنّ ابنها المعتقل مُنذ خواتيم يونيو الماضي بمباني التحقيقات الجنائية اخبرها عقب سماح السُلطات لها بزيارته الاسبوع الماضي عن استجوابه والتحقيق معه .
وسربت مصادر لـ)الجريدة( حيثيات الاستجواب مع الصيّاد مشيرة إلى أنه تضمن اسئلة ذات منحى بعيد عن مقتل الرقيب بالاستخبارات العسكرية وخاصة بالثورة والثُوار ومصادر دعم وتمويل الحِراك الثوري الذي يشهده الشارع منذ انقلاب 25 اكتوبر.
وتحدثت السيدة "جهينة" عن تدهور صحة ابنها كثيرًا داخل المعتقل حيثُ ترتفع درجة حرارة جسده جراء تحرك طلقات الخرطوش أو ماتُعرف بـ)السكسك( التي لم يتم استخراجها ما تسبب في اصابته بالاعياء متخوفة من تفاقم الأزمة الصحية وتعريض حياته للخطر.
واعتقلت السُلطات الأمنية عضو كيان غاضبون بلا حدود حسام الصيّاد ـ طالب جامعي ـ الخميس الـ 22 من يونيو الماضي، والحقته لبلاغ مقتل الرقيب بالاستخبارات العسكرية “ميرغني الجيلي” الذي قُتل على مقربة من محيط القصر الرئاسي وسط العاصمة الخرطوم الثامن من مارس الماضي.
* تهم ملفقة
وكانت أُسرة "الصيّاد" قد كشفت عن تعرضه للتعذيب عقب اعتقاله واحتجازه داخل مقر التحقيقات الجنائية بمدينة بحري.وقال والده السيد منصور حسن في مقابلة أجرتها معه )الجريدة( إنّ نجله تعرض للضرب عقب اعتقاله من منطقة بُري وهو في طريقه إلى الجامعة. وتابع: قُوة أمنية مكونة من “17” سيارة ” تاتشر ” مدججة بالسلاح اعترضت طريقه واختطفته وتم تسليمه اولاً للمباحث الولائية ومن ثم التحقيقات الجنائية.وأشار إلى أن السُلطات سمحت لهم بمقابلته داخل مقر التحقيقات الجنائية عقب اخفائه “7” أيام حيثُ اتضح تعرضه للتعذيب وقال: “عندما شاهدته لم أتعرف عليه ؛ كانت أثار ضربه على الوجه واضحة جدًا”.
وأخبرت السُلطات أُسرة الصيّاد بضمه بمعية أخر لبلاغ مقتل الرقيب بالاستخبارات العسكرية “ميرغني الجيلي” وتوجيه تُهم ضده تحت المادة “130” من القانون الجنائي السُّوداني. وشددّ “منصور” على أن التُهم الموجهة لإبنه غير صحيحة ولايمكن تصديقها مبدياً تخوفه من تدهور صحته سيما وأنه مُصاب مسبقًا باصابات متعددة منها اصابة بكسر في يده و خضوعه لعمليتين اضافة لتعرضه لإصابات متفرقة بواسطة الطلقة “الخرطوش” لم يتمكن من استخراجها حيثُ لا تزال )32( شظية في قدمه و)17( في الرأس والعُنق والصدر. وكان من المقرر مقابلة طبيب اسنان لإجراء عملية في الفك جراء تعرضه لاصابة تسببت بتداخل في الاضراس ؛مطالبا بضرورة عرضه على الأطباء خوفًا من تدهور صحته.
* من قتل رقيب الاستخبارات العسكرية؟!
مطلع الاسبوع الماضي شهد حملة اعتقالات واسعة طالت عددٍ كبيرٍ من الثُوار الفاعلين في الحِراك الثوري تم تحويل جُلهم إلى مقر التحقيقات الجنائية حيثُ يواجهون تهم متعلقة بمقتل الرقيب "ميرغني الجيلي" تحت المادة 130 من القانون الجنائي السوداني.
ترى المحامية رنا عبدالغفار في حديثها لـ)الجريدة( أن التُهمة الموجهة للثُوار “ملفقة” وهي مخطط باتت تنتهجه السُلطات لحجز الفاعلين في الحِراك الثوري أطول فترة ممكنة وغالباً مايتم شطب البلاغ لاحقا لعدم وجود أدلة.
مستدلة بما حدث مع عدد من عضوية لجان مقاومة الديوم الشرقية الذين تم اعتقالهم واحتجازهم لفترة امتدت لـ)90( يومًا داخل مقر التحقيقات الجنائية وتوجيه اتهامهم بقتل الرقيب والافراج عنهم لاحقًا لعدم وجود أدلة ضدهم . وتابعت : " تم ذلك عقب اعتقالهم وتعرضهم للتعذيب وتدهور صحتهم ماتوجب تنويم بعضهم داخل المستشفيات".
الجريدة