الأحد 14 أغسطس 2022 - 11:27
الصباح الجديد‏
لا أعرف لماذا يصر فلول النظام البائد على المضي قدماً في مبادرة الشيخ الطيب الجد مع عملهم التام بانهأ لا تحظى بتأييد غير حشدهم المصنوع الذي لا يسمن ولا يغني من جوع في ظل التحولات الكبرى التي يشهدها السودان سياسياً.
تجدهم يرفعون لافتات النجاح على شاكلة )عبرت( أي المبادرة أن خطت خطوة الى الأمام، ونسوا في غمرة حشودهم مدفوعة الثمن أن الذين حضروا هم وليس سواهم ، وأن الوثيقة الدستورية قالت كلمتها فيهم ، وأن البرهان وإن لحس الوثيقة للمرة الثانية لن يجدوا أي مباركة لا داخلية ولا خارجية.
من الواضح أن المقاطعة كانت واسعة ولم تشمل القوى ذات الموقف المبدئي من المبادرة فحسب ، بل تمددت لتضم حتى )حميدتي( نائب رئيس المجلس السيادي الانقلابي الذي تساءل )من الذي يقف وراء المبادرة؟( وهو سؤال إستنكاري لأنه يدرك ويعلم جيداً من هم الذين يحركون الطيب الجد من وراء الستار، فالأمر لا يحتاج إلى سبر أغوار لاكتشافهم، وتكفي )السيلفيهات( التي يروج لها الفلول في صفحاتهم في الأسافير بأن تعطي الدليل بالبرهان القاطع ، هذا ناهيك عن الذي كشفه الصحفي ابراهيم بقال عن شخصيات لها وزنها في المبادرة وأنها تنتمي للحزب المخلوع.
المبادرة لم تجد التأييد حتى من قوى الحرية والتغيير التوافق الوطني )جماعة الموز( ولم يؤيدها الجاكومي ولا الجبهة الثورية ولا التوم هجو كان ظاهراً في أضابيرها وحتى التأييد الخجول لجبريل ابراهيم سحب وغابت حركة العدل والمساواة عن المشاركة.
وبالرغم من أنهم هم الذين أدخلوا السودان في براثن المحاور والتطبيع الصهيوني بـ)شيك على بياض( تجدهم )غاضبون( من عدم مشاركة )الترويكا( والولايات المتحدة لهم ، ومع ذلك يهتفون أمام السفير السعودي لا للتدخل الأجنبي في )غوغائية( لا يحسدون عليها.
والأنكأ أنهم في غمرة هيجانهم يعتقدون أن ما قاموا به كافي حتى يعلن البرهان لهم حكومة ذات مهام محددة ومن ثم الانتخابات وبهذه السلاسة يعودون الى الحكم مرة أخرى ، وبهذا التهافت يعتقدون أن الحلقة الأخيرة من المسلسل قد دنت وآن قطاف الثمار اقترب ، ويبقى السؤال إذا كان المبرر هو أن قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي اقصائية.. لماذا لم يستجب حميدتي لدعواكم وكذلك مناوي وفيها ما يحييهم؟ من الواضح أن مثل هذه )اللمات( هي تحصيل حاصل وتجريب للمجرب فاقد الصلاحية وعافها حتى الموالين والمتحالفين مع الانقلابيين.
هناك من يظن ان الطرق الصوفية والادارة الأهلية لما لهما من تقدير وسط الشعب السوداني ما زالا قادران على تلوينه أو تطويعه ، ونسوا ان الشباب الذين يمثلون 65% أسقطوا كل هذه المفاهيم الموروثة ، وإذا كان المؤتمر الوطني يظن أنه عبر بعض هذه الواجهات )الطيب الجد( وأمثاله قادر على الامساك بمفاتيح المجتمع والعمل الجماهيري ..على قيادته أن تدرك أن هذه المفاتيح أصبحت صدئه ولا تفتح خزن )الشفاتة(.
الجريدة