الخميس 1 سبتمبر 2022 - 18:52

(1)

بعد سقوط نظام البشير، اوردت قصة من القصص المأثورة تحكي عن أناس كانوا يتحلقون حول جنازة يستعدون لمواراتها الثرى، سأل أحد الواعظين الناس: أترون ماذا سيفعل هذا الميت إذا اُعطيتْ له فرصة جديدة للحياة؟ قال أحدهم: (سيتقي الـله ويعبده كما لو أنه يراه، ولن يفعل إلا ما يرضي الـله). فقال الواعظ للرجل :”فكن أنت مكانه”..

(2)

يومها ربطتُ هذه القصة بما حدث لنظام البشير الذي مات، والنظام الثوري القادم إلى الحياة كصرخة ميلاد والذي كان عليه أن يتعظ ويأخذ العبرة من (الميت)، نصحنا وقتها حكومة الثورة إلا أنها لم تستبن النصح إلا ضحى الغد..

(3)

يوم ذاك قلنا لهم أن الجبهة الإسلامية بزعامة الترابي كان أمامها فرصة عظيمة لتقديم نموذج جيد لتجربة الإسلام السياسي في الحكم رغم جريمة الانقلاب التي ارتكبتها، ولكنها أخلدت إلى الأرض وانغمس كوادرها في الشهوات وملذات السلطة ونشوة الحكم، فسكروا حتى الثُمالة فترنّح نظامهم حتى سقط على الأرض جثةً هامدةً بعد أن اجترحوا السيئات وكل ضروب الفساد..

(4)

قلنا لهم يومها ان نظام الجبهة مات وشيّعه الجميع إلى مثواه الأخير ورجعت قوى الحرية والتغيير مع المشيّعين، والإسلاميون في غمرة الحزن والحسرة يتمنون لو أن الزمان استدار لإصلاح ما يمكن إصلاحه، وإدراك ما يمكن إدراكه، ولكن هيهات كحال الميت الذي يتمنى ان تعود له الروح ويراجع إيمانه وأعماله !.

(5)

قلنا يومها لابأس يا قوى الثورة ان تضعي نفسك مكان هذه “الجثة” الهامدة التي تتمنى أنْ لو تكون لها كرة لعلها تستدرك ما فاتها ..

تساءلنا وقتها هل تعتبر قوى الثورة وتستفيد من دروس نظام الجبهة؟ أم ستعيد نفس الأخطاء وتقع في حبائل الشيطان وتضعف أمام السلطة؟..

(6)

كان أمام قوى الحرية والتغيير فرصة ثمينة جداً لتقديم نموذج لحكومة انتقالية ذات كفاءات وخبرات وتقدم افضل ما عندها من كوادر، ولكنها للاسف اهدرت اكثر من ثلاث سنوات في الصراعات والمهاترات بين العسكر ، والمدنيين، وبين المدنيين فيما بينهم…

الـلهم هذا قسمي في ما أملك..

نبضة أخيرة

ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الـله، وثق أنه يراك في كل حين.