الإثنين 5 سبتمبر 2022 - 5:37

فشل اجتماع للفرقاء السودانيين، برعاية »الآلية الرباعية«، التي تضم الولايات المتحدة والسعودية وبريطانيا والإمارات، كان مقرراً انعقاده بمنزل السفير السعودي في الخرطوم، لبحث الأزمة السياسية التي خلفها تولي الجيش السلطة، في 25 أكتوبر )تشرين الأول( الماضي، وحل مجلسي الوزراء والسيادة، وإلغاء بنود من الوثيقة الدستورية.
وكان السفير السعودي لدى السودان، علي بن حسن جعفر، قد بدأ خلال الأيام الماضية مشاورات مع السفير الأميركي جون غودفري، والسفير البريطاني جايلز ليفر، حول تحركات جديدة لفك حالة الاختناق السياسي في السودان، بعد تعثر مبادرة الآلية الثلاثية.
وقال مصدران مطلعان لـ»الشرق الأوسط« إن »الآلية الرباعية« التي يمثلها سفراء الدول الأربع، طلبت، قبل أيام، عقد اجتماع يضم قادة الجيش والمجلس المركزي لتحالف »الحرية والتغيير« المعارض وأطراف عملية »سلام جوبا« )الحركات المسلحة( المتحالفة مع الجيش، لمناقشة تعثر الحوار بشأن عملية الانتقال المدني الديمقراطي وتشكيل حكومة وهياكل الفترة الانتقالية. وأضاف أحد المصدرين أن الدعوة للاجتماع كانت مقصورة على ممثلي الأطراف الثلاثة، إلا أن أحد قادة الحركات المسلحة أحضر معه »قوى حليفة له لم تكن مدعوة للاجتماع«، الأمر الذي دفع ممثلي الجيش وتحالف »الحرية والتغيير« إلى مقاطعة الاجتماع، فيما أبدت »الآلية الرباعية« تفهماً لموقفهما.
وأفاد المصدر الثاني بأن هذا المسلك »أثار استياء أحد السفراء الغربيين، الذي وصفه بـ)غير المسؤول(، ولا يوجد أي تبرير لإقحام أطراف غير مدعوة للاجتماع«. كما أبدى سفراء الدول الأربع تفهماً لموقف المعارضة برفض المشاركة في الاجتماع، باعتبار أن ما حدث خارج إطار الدعوة المقدَّمة منهم. وجاءت الدعوة للاجتماع، في سياق مساعٍ كانت قد ابتدرتها السعودية والولايات المتحدة، في يونيو )حزيران( الماضي، نجحت حينها في جمع قادة الجيش مع تحالف »الحرية والتغيير«، لكنها انقطعت بسبب تباعد المواقف بين الطرفين.
وكان مقرراً أن يشارك في اجتماع »الآلية الرباعية« ممثلون عن »الحرية والتغيير« واللجنة الثلاثية العسكرية التي تمثل »مجلس السيادة الانتقالي«، بالإضافة إلى رئيس حركة »جيش تحرير السودان«، مني أركو مناوي، وزعيم حركة »العدل والمساواة«، جبريل إبراهيم، وعضوَي مجلس السيادة، الهادي إدريس والطاهر حجر.
وعزا المصدر ذاته، وهو قيادي بارز في تحالف المعارضة، فشل قيام الاجتماع، إلى إصرار قائد الحركة المسلحة على مشاركة حلفائه )غير المدعوين( في الاجتماع للبحث عن شرعية لتثبيت تحالفه في العملية السياسية المقبلة.
من جانبها، أوضحت مصادر في تحالف »الحرية والتغيير« أن الاجتماع كان غير رسمي، لذلك قبل المجلس المركزي المشاركة فيه، تماشياً مع الموقف المعلن برفض أي مفاوضات مباشرة مع العسكريين حول أي نوع من الشراكة في الحكم، مثلما كان الوضع قبل 25 أكتوبر 2021، بل يطالبون بأن يتخلى الجيش عن العمل السياسي ويعود إلى ثكناته لأداء مهمته الرئيسية في حماية أمن البلاد.
وتبحث »الآلية الرباعية« عن حل للأزمة في البلاد، وتوقعت أن تكون هنالك خطوة ثانية خلال الأيام المقبلة بشأن تحريك العملية السياسية. وأشارت المصادر إلى أنها أجرت لقاءات مع المسؤولين الغربيين، ولم يحدث أي تغيير في موقف دول »الرباعية« أو »الترويكا« فيما يتعلق بخروج الجيش من السياسة. وتعول قوى المعارضة على المساعي الدولية في تقريب وجهات النظر بين الفاعلين الرئيسيين.
وتأتي الوساطة السعودية – الأميركية للدفع في اتجاه حل الأزمة بعد رفض تحالف »الحرية والتغيير«، الذي يُعد أكبر جسم للمعارضة في البلاد، المشاركة في عملية التفاوض المباشر الذي ترعاه »الآلية الثلاثية« المكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة التنمية الأفريقية )إيقاد(، بسبب ما سمَّته »محاولة العسكريين إغراق تلك المفاوضات، عبر إشراك أطراف ليست جزءاً من الأزمة، وتؤيد بقاء الجيش في السلطة«.