الجمعة 9 سبتمبر 2022 - 21:04

بقلم: خليل محمد سليمان
تأكد بما لا يدع مجالاً للشك ان فكي جبرين جاء متعطشاً للمال، والمال فقط، فما تصريحه بالامس إلا تفسيراً بأن الرجل تجرد من كل القيّم، والمبادئ، والاخلاق، حين وصف الإستثناء لإبن اخيه بالامر الطبيعي، ولا يشعر بحرج، ولم يكن بدعة.
لطالما اخذت المال مقابل النضال، فأنت مرتزق، لا تحتمل ايّ تفسيرات، او معاني اخرى..
المعلوم ورد إسم العربة البوكس دبل كابينة 2022 كملازم لفساد هذا الرجل، فما القصة..
سعر جمارك هذا الموديل الرسمي يبلغ 16 مليار..
سعر جمارك فكي جبرين لهذا الموديل للمحاسيب، والحاشية، وتجارة الكومشنات تبلغ ٣ مليار، بفرق سعر 13 مليار هي من قوت الغلابة الذين ناضل سعادته بإسمهم، ودواءهم، ورغيف خبزهم.
حسب إصول السوق تُباع العربات الجديدة zero بأورنيك الوارد، ما يعني ان الترخيص من مسؤلية المشتري..
سمى التجار العربات ذات ال 16 مليار بالاورنيك الكبير..
اما عربات فكي جبرين ذات ال 3 مليار تُسمى بالأورنيك الصغير..
السؤال الطبيعي قبل البيع او الشراء هو )عربيتك اورنيك كبير، ولا صغير( وذلك لفرق السعر الكبير بين المعاملتين، وهذا يا مؤمن في نفس ذات السوق..
احجم الناس عن شراء العربات ذات الاورنيك الصغير تبع فكي جبرين.
بعد تم إكتشاف هذه الحيلة لمخاوف التجار من فرق السعر الكبير، وما قد يجلبه من مشاكل في ما بعد تحت ظل عدم الإستقرار السياسي في البلاد.
)هذا لسان حال الجميع.. انه ستأتي لحظة حاسمة في تاريخ هذه البلاد لمحاربة الفساد، و مراجعة كل هذا العبث( هذه واحدة من ادبيات العقل الجمعي الذي افرزته ثورة ديسمبر المجيدة، والقناعات الراسخة بالتغيير.
هذا الخوف، والخشية برغم شهوة السوق، والبحث عن فروق الاسعار، لجني الارباح..
ولكن ذهب الفكي جبرين الي حيلة خبيثة اخرى..
بدأ الفكي جبرين في ترخيص العربات، لأن هناك في الجمارك اذرع، ومواخير لهذا الغول، والتمكين الجديد، في سابقة لم، ولن يشهدها السوق في ان يتم ترخيص عربة zero, وذلك حسب ثقافة السوق تُباع بأنها مستعملة، لطالما تم ترخيصها، حتي وإن لم يكن في عدادها كيلو متر واحد.
الاكيد الذي يعرفه الجميع يُحفظ اورنيك الوارد الذي يُبيّن كل معلومات العربة في إدارة المرور بملف العربة.
هنا إختلط الحابل بالنابل، بعد الترخيص، بمعني.. عندما تأتي عربة من هذا الموديل الي السوق لا تُعرف ملتها هل اورنيك كبير، ولا صغير، فشهادة البحث لا تبيّن نوع الأورنيك، او تفاصيل الجمارك.
فبدأ التجار في البحث عن سبيل آخر هو الذهاب الي إدارة المرور وفحص المستندات، والتأكد من الأُرنيك كشرط لإتمام عملية البيع.
لا تستغرب عزيزي القارئ هذه هي الدولة التي نحتمي بظلها، وهذه قطرة في بحر متلاطم الامواج من الفساد في كل القطاعات..
كسرة..
ذكر فكي جبرين بأن قراراته عادية، ولا تخالف القوانين، ولم تكن بدعة.
هل تعلم يا مؤمن انه يوجد مرسوم صادر من المجلس العسكري الإنتقالي يلغي كل الإعفاءات، الضريبية، والجمركية، وقد جاء في الوثيقة الدستورية )يتم الإبقاء علي كل القرارات، والمراسيم الصادرة من المجلس العسكري الإنتقالي(.
يعني فكي جبرين خالف القانون بصورة واضحة، وصريحة.
الغائب عن الجميع تفاصيل إتفاق جوبا غير المعلنة وهي شذات مرجعية اعلى من الوثيقة نفسها.
افهم عزيزي القارئ ان سلام جوبا هو تأسيس للبلطجة، والسرقة، وفرد العضلات بقوة السلاح، عينك عينك يا مؤمن.
ما حدث في السوق يُثبت ان هناك منطق، وقيّم تسود المعاملات، والتي جافاها فكي جبرين بكل بجاحة، وغطرسة، وقلة ادب في حضرة الشعب السوداني..