الثلاثاء 13 سبتمبر 2022 - 18:58

حوار : محمد جمال قندول

جدل كثيف احاط برئيس حركة العدل والمساواة ووزير المالية د.جبريل ابراهيم خلال الاونة الاخيرة، الرجل برز كاحد اهم قيادات المرحلة الراهنة سياسيا واقتصاديا ، الاولي لكونه من الموقعين على حركة سلام جوبا والثانية لتقلده حقيبة وزارة المالية في توقيت حرج وظرف سياسي واقتصادي معقد جعله تحت مرمي النيران الذي يتعرض لها كانتقادات واخري اتهامات راجت خلال الايام الماضية
(الانتباهة) اجرت مقابلة مع وزير المالية د.جبريل ووضعت على منضدته الكثير من الاتهامات الموجهة اليه وطافت معه على قضايا الراهن السياسي والاقتصادي وملف سلام جوبا فالي تفاصيل الجزء الثاني من الحوار :

*هل هنالك اليات تحمي اتفاق سلام جوبا من خطر ان يلحق باتفاقات سلام مماثلة خلال السنوات الاخيرة ؟
في السودان تجارب مرة مثل نقض العهود في اتفاقات السلام ارجو ان لا يحدث هذا مع اتفاق جوبا والمطلع الحصيف يجد ان اتفاق سلام جوبا خاطب جذور الازمة السودانية واجتهد في مخاطبتها لو تم تنفيذه بصورة صحيحة لا يحتاج الناس الي حمل السلاح ولا الخروج علي الدولة لمقاومته ولذلك اعتقد انه من المهم ان يتفق السودانين ان السلام هو الخيار ويعمل الجميع من اجل بناء السلام والحاق الذين لم يلحقو به .

في الاونة الاخيرة طرحت اكثر من مبادرة وطنية لحل الازمة ما تعليقك عليها ؟
بيان القائد العام رئيس مجلس السيادة في الثالث من يوليو الماضي ادي الي حراك سياسي كبير بغض النظر عن فهم الناس بعضهم فهم ان المكون العسكري انسحب بالكامل من الساحة السياسية والبعض الاخر ان المكون العسكري لا يريد ان يدخل بالحوار بصورة مباشرة مع المكونات السياسية وانما يريد منهم ان تصل لشكل من اشكال الحوار وتدير المرحلة الثانية بالحوار مع المتفقين حولها ويجب ان يصل الناس لشكل من اشكال التواصل لادارة البلد بعيدا عن العسكر والذين حسب فهمهم سيكونون في الثكنات هذا ادي الي كمية من المبادرات والكل شاعر ان التحول الديمقراطي مهم والحكومة المدنية مهمة كيف نصل لهذا الهدف كل يسعي لطريقته ولكن اعتقد بان كثرة المبادرات ظاهرة مفيدة ونحن في كل الاحوال ساعين لجمع كل هذه الاطروحات في مبادرة واحدة ان امكن او في مبادرات محدودة ونكون جسم يتولي ادارة الحوار مع المكون العسكري للوصول للصيغة النهائية لتشكيل حكومة .

علي كثرة المبادرات ولكن لا زال هنالك تباعد في المواقف بين القوي السياسية خاصة مجموعة الحرية والتغيير المجلس المركزي والذي لا زال يتمترس بالرفض لاي اطروحة ويتهمونكم بانكم ناصرتم العسكر ؟
اخوانا في قوي الحرية والتغيير المجلس المركزي لسه ما فاقو بالقدر الكافي ولا يتعاملون بواقعية ولم يعلموا حجمهم الحقيقي حتي الان ومعتمدين بصورة كبيرة جدا علي الاجنبي بفرض الاجندة علي المجتمع السوداني وهذا لن يكون ويتم ، المفيد بالامر ان الاطراف الاخري لا تسعي الي اقصاء المركزي ولكن المركزي هو الذي يرفض الاخرين ويسعي لاقصائهم واحتكار السلطة عندهم وهذا وهم كبير لن يتحقق لهم وباذن الله تعالي لا عودة لاحتكار المجلس المركزي للسلطة وبالتالي اعتقد بان علي قوي المركزي ان يكونو اكثر واقعية قبل ان يفوتهم القطار .

ما هي افق الحل بالنسبة لكم بحركة العدل والمساواة ؟
نحن نعتقد بان الحل الامثل بانتخابات حرة ونزيهة ويحصل فيه طرف علي تفويض من الشعب ويتولي ادارة شان البلاد لفترة معلومة ولكن قبل ذلك الانتقال يحتاج الي وقت وايضا لو قلنا سنجري الانتخابات غدا فنتحدث عن امر غير واقعي والانتقال يجب ان يتحمل الناس بعضهم البعض والشراكة مع العسكر وقبول الاخرين الذين يختلفون في الراي كلنا نحتاج ان نتواضع ونتنازل للوصول الي حكومة كفاءات وطنية تدير الانتقالية وتوصلنا الي انتخابات ومن غير ذلك المستقبل مجهول وقد يؤدي الصراع الي ما لا يحمد عقباه والقوي السياسية لو حريصة علي مستقبل الاجيال تحتاج الي التواصل وقبول الاخر والتواضع وتقدم تنازلات للوصول الي الانتقال الذي نسعي اليه

الازمة في السودان هل ازمة نخب ؟
بالتاكيد لان المواطن في اقاصي الشرق ولا جبال النوبة ليس طرف اساسي في هذا الصراع الذي هو صراع نخب لا تريد ان تقبل البعض باستمرار وفينا قدر كبير من الانانية كما تحدث الراحل د.منصور خالد ويبدو ان الافة والفيروس لا زالا موجودين دواخل النخب التي تحتاج الي مراجعة نفسها وتعيد ترتيب رؤيتها للوطن للخروج من الدائرة الضيقة والمصالح التنظيمية او الشخصية المحدودة لمصلحة الوطن .

هنالك بعض القوي السياسية طالبت بمراجعة بنود اتفاق السلام ومن ضمنهم قوي المجلس المركزي ؟
ما في زول بقول الاتفاق دا كامل الكمال لله سبحانه وتعالي ولكن يعتبر من افضل الاتفاقات التي وقعت بالسودان ،انا اخشي ان تكون كلمة حق اريد به باطل يريدون الان يفتوا في عروة الاتفاق عروة عروة بفكرة المراجعة وانا اعتقد ان تنفيذ هذا الاتفاق بكلياته سيعود بعائد اكبر للسودان من اي مراجعة تحدث او منافع تحقق من مراجعات قد تؤدي الي نتائج وخيمة وانا لست مع مراجعة الاتفاق لكن غاية من استطاع المفاوضين ان يصلو اليه وانا اعتقد ان تنفيذ هذا الاتفاق هو الذي ياتي بخير وليس العكس.

السفير الامريكي وصل الي البلاد وقدم اوراق اعتماده لرئيس مجلس السيادة كيف تقرأ العلاقات السودانية الامريكية من هذا المنظور وتقييمك لها ؟
نحن نرحب بالسفير الامريكي جون غودفري ونقدم له التهاني بقبول ترشيحه للسودان بواسطة الكونغرس الامريكي ونتمني له اقامة طيبة ومساهمة فاعلة بترقية العلاقات بين البلدين ونرحب بكل السفراء ببلادنا والسفير جون لديه تجربة واسعة وعمل في المنطقة الافريقية ونأمل ان يستفيد من تجربته بتطوير العلاقات بين السودان والولايات المتحدة الامريكية التي رفعت مستوي التمثيل الدبلوماسي ليكون لديها حضور اكبر بالساحة السياسية السودانية من جهة ولكن ايضا بخلفية الصراعات القائمة الان بين قوي سياسية ومكونات سياسية كبيرة بين روسيا وامريكا والصين والولايات المتحدة والزحف علي افريقيا ومحاولة تجسيدها دائرة النفوذ اعتقد بان الامريكان شعروا بانهم بحاجة الي افريقيا عموما ودول كبري فيها مثل السودان لضمان نفوذهم بالمنطقة الامر الذي يستدعي مراجعة مواقفهم السابقة ومراجعة العلاقات مع دول ليس فقط السودان ومتوقع ان يتموا مراجعاتهم مع دول اخري للحصول الي نفوذ وعدم ترك هذه المساحات للصين وروسيا.

مراقبون اعتبرو بان تقديم السفير الامريكي اوراق اعتماده للبرهان وبيانات سابقة للترويكا والقوي العظمي بانه بمثابة انتزاع اعتراف بالامر الواقع بالبلاد ؟
الغربيين عموما والامريكان بصورة خاصة واقعيين وفي النهاية لتكون امريكا فاعلة بالساحة السياسية السودانية محتاجة الي سفير معتمد والسفير لا يعتمده الا رئاسة الدولة الموجودة الان ولذلك قررو ان يتعاملو مع الامر الواقع وهذا ليس ما كان يتمناه بعض الاطراف في بلادنا والذين كانو يتمنون خلاف ذلك ولكن لامريكا حساباتها وليس بالضرورة ان تتطابق مع اهواء اطراف سياسية سودانية.

كيف تقيم تجربة الالية الثلاثية في العملية السياسية بالبلاد حتي الان ؟
اكون صريح معك اعتقد بان الالية الثلاثية ما استطاعت تحقيق الاختراق المطلوب لان قيادة هذه الالية مثل الامم المتحدة في تقدير كثير من الاطراف لم تكن محايدة واصرت علي اعادة الاوضاع الي ما قبل 25 اكتوبر وهذا اعاق عمل الثلاثية ولم تتمكن من انجاز شي يذكر والمجتمع السوداني مرحب بكل وسيط ومسهل وحتي الان الناس يقبلون دور الالية الثلاثية ولكن الاصل في هذا الحوار ان يكون سودانيا سودانيا ومن المؤسف ان يطرأ اهل السودان لـ اللجوء الي طرف خارجي للتوسط لديهم بالخرطوم وحتي ليس خارجها الان نرحب بما تقوم به الالية بشكل من اشكال التسهيل ولكن لا تملئ اي شكل من اشكال الرؤي والشروط للمتحاورين السودانيين ويجب علي اهل السودان ان يبحثو عن الية وطنية لادارة لادارة الحوار والتوثيق بين المبادرات التي خرجت من اطراف مختلفة بدلا من الاعتماد علي اطراف خارجية .

حينما تم ترشيحك لوزارة المالية لم تخشي من هذا المنصب الذي برز كاحد اعقد المواقع بالفترة الانتقالية ؟
كثير من المحبيين اعترضوا عندما كانت هنالك شائعات بان رئيس حركة العدل والمساواة سيتولي ملف الاقتصاد بالبلاد الغالب كانوا ضد هذا الراي اشفاقا علي الحركة معتبرين انها محرقة يجب ان يتجنبها الحركة ولكن نحن قادمون من محرقة ولابد ان يتولي هذا الملف شخص ونحن نعتقد بانه ينبغي علينا ان نسعي ان نعمل جهدنا والباقي علي سبحانه وتعالي .

في ظل الازمات الاقتصادية الحالية الا يسهم الذهب بتقديم حلول مع العلم بان هذا القطاع يعاني من اشكاليات متمثلة بالتهريب ؟
السودان دولة غنية جدا بالمعادن وليس الذهب وحده المعدن الذي حبانا به الله سبحانه وتعالي ولكن تصادف ان ظهر الذهب علي السطح وتمكن الانسان البسيط ان يقوم بالتعدين وهذه البداية كانت جزء من مشاكل الذهب بان المعدنيين الاهليين اعدادهم بالملايين والتحكم في هؤلاء الملايين فيه صعوبة كبيرة يمكن ان يتسرب الذهب والذهب المنتج فيه صعوبة حقيقية ولذلك نسعي بالتعدين الصناعي المنظم بمنح امتيازات لشركات كبيرة لديها خبرات يقينا شرور المواد المستخدمة بالتعدين الاهلي الذي تحتوي علي مواد سامة تضر بالانسان والبئية والحيوان وكل شي وفيه خطورة كبيرة علي المعدنيين انفسهم مئات الارواح ذهبت في هذا التعدين ولا احد يحسب لها حساب ولذلك نحن حريصين علي تنظيم التعدين والحمد لله رغم ان عائداته ليست علي مستوي الطموح ولكن هذا العام اعلي بكثير بالنصف الاول من العام السابق بنحو 300 مليون دولار ونتوقع مزيد من الجهد من وزارة المعادن بالتنسيق مع الجهات المعنية ان ترتفع عائدات الذهب ونحن نجتهد لانشاء بورصة للذهب

اخيرا …ماذا تبقي من الحظر الامريكي وهل ترجمت فعليا استئناف التعاملات العالمية البنكية وغيرها ؟
الحظر الامريكي رفع بصورة رسمية من وزارة التجارة الامريكية ومن “الاوفاك” ونشر بالمواقع الرسمية علي مستوي العالم ولكن من الناحية العملية هنالك حتي الان تخوفات ليس من امريكا ولكن من دول اخري سبق ان خافت من العقوبات الامريكية خاصة عندما عاقبت امريكا بنكا فرنسيا بمبلغ اكثر من 9 مليار لتعامله مع السودان ، الناس صاروا يخشون ذلك والحل اعتقد رفع الحظر من الناحية العملية وليس من الناحية القانونية ان تم ذلك وسيتم لان هنالك شركات امريكية كبيرة متقدمة بعروض للعمل بمجال البترول والكهربا