السبت 24 سبتمبر 2022 - 20:55

زار رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، القاهرة، السبت، قادما من نيويورك، عقب المشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

واستقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في قصر الاتحادية بالقاهرة، البرهان، حيث استعرضا مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين.

ووفق بيان للرئاسة المصرية، جرى الإعراب خلال لقاء السيسي والبرهان عن الارتياح لمستوى التنسيق القائم بين القاهرة والخرطوم، مع تأكيد أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية وزيادة التبادل التجاري بما يرقى إلى مستوى الزخم القائم في العلاقات السياسية والعسكرية، والروابط التاريخية التي تجمع الشعبين الشقيقين.

وأشاد الرئيس المصري بالعلاقات الأخوية المتينة والأزلية مع السودان، معربا عن تطلع بلاده لتعميقها وتعزيزها بما يساهم في تحقيق مصالح البلدين والشعبين، لا سيما على المستوى الأمني والعسكري والاقتصادي والتجاري.

وأكد السيسي حرص مصر على تقديم كافة سبل الدعم لتحقيق الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي في السودان، انطلاقاً من دعم مصر الكامل للسودان في كل المجالات وعلى مختلف الأصعدة، وكذا الارتباط الوثيق للأمن القومي المصري والسوداني، والروابط التاريخية التي تجمع شعبي وادي النيل.

بدوره، أعرب رئيس مجلس السيادة السوداني عن التقدير العميق الذي تكنه السودان لمصر على المستويين الرسمي والشعبي، واعتزازه بالروابط الممتدة التي تجمع بين البلدين، والتقارب الشعبي والحكومي الراسخ بين مصر والسودان، مشيدا بالدعم المصري غير المحدود من خلال مختلف المحافل للحفاظ على سلامة واستقرار السودان.

ملف سد النهضة

وشهد لقاء السيسي والبرهان استعراض آخر مستجدات القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، بما فيها تطورات ملف سد النهضة، حيث جرى التوافق حول استمرار التشاور المكثف والتنسيق المتبادل في هذا السياق خلال الفترة المقبلة لما فيه المصلحة المشتركة للبلدين والشعبين.

وفي هذا الإطار، قال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، والخبير في العلاقات الدولية، حسين هريدي، إن تنسيق موقف القاهرة والخرطوم بالنسبة لسد النهضة كان محورا مهما في مباحثات السيسي والبرهان، خاصة بالنظر إلى اعتبار هذا الملف قضية أمن قومي للبلدين، مع توقف المفاوضات مع إثيوبيا منذ عدة أشهر.

الاستقرار السوداني

وشدد هريدي لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن اللقاء يأتي في إطار حرص مصر على إيجاد تسوية مقبولة ومرضية في السودان، خاصة بعد الكلمة التي ألقاها رئيس مجلس السيادة في نيويورك وأكد خلالها أن الجيش سيقف بقوة وراء حكومة منتخبة لتحقيق التحول الديمقراطي.

وأوضح الدبلوماسي المصري السابق أن اللقاء شهد تبادل وجهات النظر حول الأوضاع الداخلية في السودان، وبحث ملف العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها خلال الفترة المقبلة، لكن التركيز على الأوضاع السياسية في الخرطوم كان محورًا أساسياً.

وكان رئيس مجلس السيادة تعهد خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، بالتحول الديمقراطي في بلاده عبر انتخابات شفافة، قائلًا: “ملتزمون بالعمل على تحقيق السلام وتعزيز الانتقال السلمي وصولا للتحول الديمقراطي عبر انتخابات نزيهة وشفافة”.

وأضاف: “قررنا انسحاب المؤسسة العسكرية من الحوار والسلطة لإتاحة المجال للقوى المدنية لتشكيل حكومة”، مشددا على مواصلة العمل مع البعثة الأممية لدعم الانتقال السياسي في السودان، وكذلك استمرار التعاون مع قوات الأمم المتحدة.