الأحد 25 سبتمبر 2022 - 14:40

أعلن تجمع العاملين في قطاع النفط أن نحو (6) ألاف برميل من النفط خرج من الإنتاج اليومي بحقول النفط جنوبي البلاد جراء إغلاقها بالقوة بواسطة المجتمع المحلى، حسب موقع الترا سودان 22 سبتمبر الجاري، ويحتج المواطنون على عدم التزام وزير الطاقة والنفط بالمصفوفة التي تعهد بها قبل شهور، وأشار التجمع إلى إغلاق حقل كنار في ولاية غرب كردفان بواسطة مواطنين.
وتلك احتجاجات لم ولن تتوقف قط، لأسباب عدة أهمها أن الوعي بالحقوق تعمق في المجتمعات التي تزخر أراضيها بالبترول، وغيرها من الثروات، وما عاد للحكومة الاتحادية الكلمة الفصل في شأن استغلال الثروات دون أن تعطي الاهتمام الكافي لمطالب وحقوق المواطنين، ودون الدخول في تفاصيل كثيرة حول ما يجري في منطقة حقول النفط، فإن مواقف ومطالب المواطنين بالخدمات والتنمية وحقهم في العائد المجزي من الاستثمار في أراضيهم يقع ضمن دائرة واسعة من الاحتجاجات تكاد لا تخلو منها ولاية.
من المؤكد أن سلطة الانقلاب ستنظر للمطالب والاحتجاجات من منظور أمني بحت، إلا أن المواطنين يبعثون برسالة لأي حكومة مدنية ديمقراطية قادمة، مفادها أن هناك نقلة نوعية في الوعي وفي الأشكال المبتكرة للمطالبة بالحقوق منها حجب المورد المعني من الحكومة سواء ولائية او اتحادية، ومن الأفضل تدبر الأمر استراتيجيًا منذ الآن من قبل قوى المعارضة، فهي ستجد أمامها ملفات متفجرة لا بد من التعامل معها بروح ديمقراطية وإرادة سياسية مستوعبة دوافع المواطنين وحقهم في المطالبة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
الحديث عن التنمية المتوازنة سيفقد قيمته أمام المواطنين من طول تكرار، فهم عمليًا شرعوا في طرح رؤيتهم لحقوقهم في ثرواتهم المحلية، وعلى ذلك ما عاد من الممكن (التنظير) حول التنمية بعيدًا عن مشاركتهم وتبني رؤيتهم تلك النابعة من معاناتهم الطويلة من الفقر والحرمان.. السودان يتشكل بيد وعمل وفكر أهله، من قاعدة المجتمع، وتلك هي الأعمدة الأساسية في بناء دولة المواطنة، وسينجح فقط من يسمع صوت المواطنين ويستوعب مطالبهم العادلة ويدرك أن زمن تغييبهم قد ولى لغير رجعة.
ـــــــــــــــ
*_الميدان 3976،، الأحد 25 سبتمبر 2022_*