الثلاثاء 11 أكتوبر 2022 - 15:12
في أحلك الأوقات وأصعبها على المستوى السياسي وأكثرها تعقيداً في الحراك الثوري، إن قابلك السيد مبارك أردول ستجده في كامل أناقته وابتسامته، لا يأبهه بأي جدل مثار حوله أو أي غبار كثيف يعرف هو أكثر من غيره مدى تأثيره.

أظن أن أردول الآن هو (أحسن زول) لأسباب كثيرة

فكل رغبات الرجل (ما شاء الله) مجابة وأعظمها قيد التنفيذ، فالرجل الآن أقوى المرشحين لمنصب رئيس الوزراء حسب التسريبات التي لا ندري من أين أتت.

المهم أن أمام أردول الآن مقعد وثير ومثير للجدل كأردول نفسه، ومقعد ظل شاغراً لما يقارب العام و(العيون كلها عليه)، والمياه سالت أنهاراً بسبب فراغه بعد مغادرة حمدوك والأسباب المعلومة التي ذهبت بالرجل.

ثورة الشباب التي حصدت من هم في عمر الزهور بعد أن صعدت أرواحهم إلى بارئها صعدت بأردول إلى مناصب مرموقة، والصفات الشخصية لأردول من واقع خروجه من عباءة تنظيمه السياسي وحتى إدارته للمعارك الكثيرة التي يدخل فيها، تكشف عن طموح سياسي لأردول وهو في طريق تحقيق الكثير والكثير.

تمكن أردول مع آخرين من إقناع المكون العسكري للانقلاب على حكومة رئيس الوزراء السابق الدكتور عبدالله حمدوك، وهاهو الآن مرشح للجلوس على مقعد حمدوك، حتى وإن كان من باب وضع اسمه على قائمة الذين يستحقون أن يجلسوا على هذا المقعد.

مناكفات أردول مع الصحف أظهر فيها الرجل قدرة على القيام بدور (غريب) وهو يقاضي صحفياً أثار ملفات فساد، بإعلان مدفوع الثمن في ذات صحيفة الصحفي في تصرف غير مسبوق.

الهجوم الذي يتعرض له أردول سواء أكان من سياسيين أو من ناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، يتعامل معه وكأنه مصفح من التأثر بكل ما يثار ضده، حتى أن التعليقات على هذا الأمر على شاكلة، أن أردول (يستمتع بالردم) و(الردم) من لغة الوسائط التقنية الحديثة، أضيفت من قبل السودانيين إلى معجم لغة وسائل التواصل الاجتماعي.

فالحكومة القادمة إن كانت ستأتي بأردول ما كانت تحتاج إلى كل هذا الوقت وكل هذه الدماء، فمنذ اعتصام القصر والذي يطلق عليه السياسيون (باعتصام الموز) فالوجوه هي هي.

والسؤال هل ستقود مثل هذه الحكومة إلى حل للأزمة السياسية، أم ستؤزم الوضع السياسي والأمني والاقتصادي أكثر مما هو عليه.

مقولة (بعد جهد فسر الماء بالماء)، هذه تنطبق على واقع الحال، وواقع الترشيحات، لرئيس الحكومة القادمة.