الأحد 15 أغسطس 2021 - 19:18
محمد عبدالماجد
‏‏
(1)
في البدء عندما كان (جوز الحمام) من الفلول – كانوا يتحدثون وهم في نشوة الثورة وفي قمة شعاراتها، عن الملاحقة والمطاردة والمحاسبة تحت بند (كوز مندس) – هذا الامر كان لوحده جدير بان يتم ابعادك ومحاسبتك.
الآن لم يعد (الكوز) في حاجة الى ان (يندس) – اصبح في الامكان ان يصبح الكوز (والياً) لإحدى ولايات السودان الكبرى والاقتصادية ، وتحت اختيار وعيون (الحرية والتغيير).
(أعلن المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير بولاية القضارف، “الجمعة” الماضي سحب الثقة من والي القضارف الحالي سليمان علي. وكشف المجلس، عن القيام بإجراءات سياسية وتنظيمية حاسمة الأيام القادمة. مشيرًا إلى فيديوهات بوسائل التواصل الاجتماعي، تؤكد انتساب الوالي الحالي للنظام المباد. وقال إن هذه المعلومات لم تكن متوفرة للمجلس المركزي أو للجنة الفرز حينها. وأضافت: ورد في سيرة المرشح أنه كان أمين أمانة الفكر والدراسات بالتجمع الاتحادي، وهذا لا يعفي قصور الحرية والتغيير في جمعها للمعلومات وتحريها عن المرشح بالشكل الأمني المطلوب وهذا قصور تنظيمي يشمل أحد المكونات).
ما نقوله في هذا المقام هو ان تسحب الثقة من (الحرية والتغيير) وليس من والي ولاية القضارف وحده.
المشكلة ليست في الوالي.
هذا الامر قبل ان يكون ادانة لوالي ولاية القضارف هو ادانة للحرية والتغيير…إلا اذا اردتم ان تتعاملوا معها بـ (اذا سرق الشريف تركوه).
(2)
كنا نظن ان (الكيزان) في مؤسسات الدولة- في الجيش وفي الشرطة وفي المجلس السيادي.
كانوا يتعذرون بعد كل مشكلة وكارثة بقولهم ان النظام البائد ما زال يتحكم في (مفاصل الدولة).
وكانوا يقولون هناك (خلايا نائمة) للنظام البائد.
وكنا نصدق ذلك!!
الكيزان انتقلوا من المفاصل الى مناصب الولاة.
الآن ماذا يقولون ووالي ولاية القضارف يتضح انه (كوز) ومقدم برنامج لأحد احتفالات حزب المؤتمر الوطني المحلول.
هذا الامر لا يفعله حتى (طلاب) الحركة الاسلامية.
تقديم برنامج خاص للمؤتمر الوطني اقصى درجات (الكوزنة) وهي منزلة لا يصل لها في العهد البائد إلا كوز اصيل.
لقد تم حل حزب المؤتمر الوطني كجسم منفصل كتنظيم – لكن ما يثبت الآن ويتضح هو ان المؤتمر الوطني سكّنوه في مفاصل الدولة وفي مؤسساتها ، بل وفي مناصبها العليا.
ينكشف الآن امر الدعوة الى المصالحة مع الاسلاميين ، ويبدو واضحاً من اين تظهر هذه الدعوة.
كيزان الحكومة يريدون ان يتصالحوا مع كيزان العهد البائد… حتى يسيروا على المثل الذي يقول (زيتنا في بيتنا).
هذه العبارة يمكن ان يقولها الفلول الآن وهم يتحدثون عن الحكومة الانتقالية فقد اتضج انها منهم.
منهم واليهم.
(3)
اتركوا كل هذا – دعكم من الفيديو المسرب وتقديم برنامج لاحتفال لحزب المؤتمر الوطني المحلول – انظروا الى سيرة الوالي الآن – سوف تجدوه يسير على نهج الذين سبقوه في العهد البائد.
والي القضارف مشغول بصور (السيلفي) وهو يقوم بزيارات خاصة وجولات اسرية تخصه وحده.
انه صورة اخرى للفشل.
كأنه جاء ليشوه الصورة.
وغيره يفعلون ذلك في مرافق اخرى.
تصرف مبارك اردول الاخير وجمعه للأموال من شركات التعدين لتغطية الاحتفال بتنصيب مناوي حاكماً لإقليم دارفور تصرف (كيزاني) – حتى لو جاء من اردول.
احتفال مناوي نفسه احتفال (كيزاني).
تعيينات وزارة الخارجية قامت على نهج كيزاني.
مشكلتنا ليست مع الكيزان – مشكلتنا مع تصرفاتهم.
وتصرفات الكيزان ما زالت هي المسيطرة على الاوضاع.
ما يحدث في وزارة الزراعة لا يختلف عما كان يحدث في فترة عبدالحليم المتعافي.
انهم لم يغيروا شيئاً سوى انهم اسقطوا (سير سير يا البشير) ورفعوا (لن نصادق غير الصادق).
اما وزارة الاعلام وفروعها فهي تمضي على شعار (عاش ابوهاشم).
كل من يشوه الثورة او يعمل عكس شعاراتها للكيزان يد فيه.
يمكن ان تكون (الحرية والتغيير) نفسها شكل اخر من اشكال (الكيزان) – ان فعلوا ما كان يفعلون ما الذي يعصمكم من ان تنتهوا الى ما انتهوا اليه سلفكم.
يمكن ان يكون الاتحادي (كوز) و الانصاري (كوز) والبعثي (كوز)….الخ (بدون ذكر اسماء)!!
كلهم على الدرب سائرون.
(4)
بغم /
بعد انتقال ليونيل ميسي من برشلونة الى باريس سان جيرمان – لم يعد مستغرباً ان ينتقل الكيزان الى (الحرية والتغيير).