الإثنين 2 أغسطس 2021 - 19:00



تفاجأت اليومين الماضيين بأعداد ضخمة من بلاغات المخدرات وهذا ليس غريبا انما الأغرب هو بلاغات )الآيس( او ما يعرف بـ)الميس كريستال( او )الثلج( هذه الآفة الخطيرة التي غزت البلاد بصورة مكثفة وبسرعة منقطعة النظير حيث ظهر هذا السم منتصف العام الماضي وهاهو الآن يسري كالسرطان ويدمر أعدادا كبيرة من الشباب ويستهدف مشاهير الفن والإعلام وقبل يومين روى لي احد اصدقائي كيف ان صديقه الشهير لجأ للعلاج بالخارج ودفع اموالا طائلة حتى يتعافى من آثار تعاطي هذا السم الذي غذى الخرطوم بأيد ناعمة تستهدف السودان وشبابه وتسعى لتدميرهم .
هذا السم من ابرز مخاطره ان متعاطيه يصل مرحلة الادمان العنيف عقب تعاطي الجرعة الثالثة وآثاره مدمرة وقاتلة وقد تقود متعاطيه للجوء للسرقة لتوفير ثمن الجرعة البالغ )15( الف جنيه للجرام الواحد والذي بالكاد يكفي لجرعة واحدة، الآن تحول تجار البنقو البسطاء للاتجار بالآيس لما له من ربحية طائلة وسرعة تعاطيه تجعل الشباب يسارعون في شرائه فصار رائجاً في السوق والدولة تنام في ثبات عميق على أعلى مستوياتها .
اكتب زاويتي هذه وبهذا التاريخ واسألكم ان تحفظوا هذا التاريخ لانه بعد عام لن تجدوا دولتنا ولن تجدوا الشباب ولن تجدوا الاسر وسيغزو هذا السم الذي ترونه بعيداً منازلكم، فجميعكم لا تدركون مدى السرعة التي انتشر بها هذا المخدر والذي اصبح الآن تتعاطاه الفتيات قبل الشباب وغزا الخرطوم وقضى على نسبة كبيرة من شبابها فاذا كانت إصابة شاب واحد تزعجنا فما بالكم بإصابة مجتمع ومجموعات لايستهان بها من الشباب والآن المروجون اتجهوا لدس السم في مناطق ام درمان فانتبهوا .
هذا الخطر القادم هو أخطر من تجارة السلاح وتقف خلفه مخابرات اجنبية تسعى لتدمير السودان، تلك المخابرات تقوم بتمويل التجار ولا ننسى ان هنالك عددا من الضباط ينتمون لقوات نظامية تورطوا في الاتجار بهذا السم وترويجه وسط الشباب لتحقيق مكاسب شخصية لهم، علماً ان هذا السم كان في السابق يأتي من نيجيريا والآن أصبح يأتينا من الجارة اثيوبيا وايضاً يأتي من اليمن عبر البحر الاحمر وسبق ان أوردنا هذه المعلومة، ولاننسى ان هنالك مجموعات شبابية تم إبعادهم من دولة خليجية الى السودان ولم تذكر الدولة أسباب ابعادهم وهؤلاء المجموعة الآن ينشطون في ترويج هذا السم فأين المجلس السيادي ومجلس الوزراء والدولة بأكملها من هذا الخطر واين جهاز الامن والمخابرات الذي كان في السابق يحاصر مثل هذه الآفات ولايسمح بدخولها للبلاد .
استيقظوا ياهؤلاء فانكم ستذكرون حديثي هذا بعد ان يقع الفأس في الرأس وتستيقظون في يوم ما بعد عام واحد وأنتم ترون بأعينكم ما افرزه هذا السم في المجتمع وستتضرر الاسر ضررا بالغا وفي كل بيت سيكون هنالك مدمن لهذا المركب الخطير فسارعوا في احتوائه .