السبت 23 أكتوبر 2021 - 21:19
اسماء محمد جمعة تكتب: 21″أكتوبر”.. استفتاء الأغلبية الصادقة!


منذ أن سقط المجرم البشير واسترد الشعب سلطته المسروقة وكلف البرهان بأمر البلد مؤقتا،لم يتحمل الأمانة بأمانة،ظل يحاول باستماتة استعادة السلطة إلى يد العسكر، يساعده قائد الدعم السريع ذراعه الأيمن، وقد قيل إنه اشترط أن يكون معه حين كلف بالمهمة.
ويومها أثبت أن الجيش ليس بخير والمكلف إنما هو بشير آخر، وبالفعل واصل المشوارضد إنجاح الحكم المدني وانشغل باستعداء الشعب، بدلا من الانشغال بأمن البلد المحتلة الأطراف والمستباحة الحدود ولم الجيوش المسلحة الكثيرة ودمجها في جيش واحد يحفظ أمن البلد بدلا من أن تهددها.
في كل مرة يخرج الشعب في مواكب مهيبة يعلن رفضه لذلك السلوك المهين للجيش، ويطالب البرهان بأن يتحمل المسؤولية بمسؤولية ويكف عن الإصرار علىتقويض الحكمالمدني،وصلته ألف رسالة من المجتمع الدولي الذي يحرم حكم العسكر،ولكنه في كل مرة يزداد عنادا وإصرارا وكأن السلطة تركة أوصى له بها مالكها.
وحين لم يجد فرصة للانقلاب بالطريقة التقليدية التي تعود عليها الجيش،لجأ لحيلة التآمر معالقوى السياسية التي صنعها النظام المخلوع المتعاونة مع فلوله والحركات المسلحة العنصرية، ليصنع سلطة ظاهرها مدني وجوهرها عسكري توهم العالم بأنه ليس انقلابا وإنما هو تغيير يطلبه الشعب من خلال مسرحية موكب)16 أكتوبر( واعتصام القصر الذي رعاه وأغدق عليه هو وقائد الدعم السريع.
فكان لابد من أن يرد الشعب، وجاءت كلمته حاسمة في مواكب )21 أكتوبر( لتلقمهم حجرا أكبر من حجر البرهانالذي أينما تحدث قال إنه سيلقمه للمدنيين.
مواكب )21 أكتوبر( كانت استفتاءا قوميا حرا ونزيها، خرجت كل عواصم الولايات في حشود مهيبة ومتنوعة، يغلب عليها الشباب من الجنسين، لا يحملون لافتات إدارة أهلية ولا اسم قبيلة ولا صورة تمجد أحدا غير الشهداء،جاءوا جميعهم من أبعد المسافات راجلين،لم تقلهم الحافلاتوالبصاتوسيارات الدفع الرباعي،حضرواوهم يعلمون أنهم لن يجدوا الخيام الفخمة مفروشة ولا الموز والكبسة والمحشي في انتظارهم، ولا حتى قوارير مياه الصحة، فقط سكان الأحياءوفروا لهم براميل المياه من المواسير مباشرة ليرووا ظمأهم بشرف وعزة نفس وهم يعبرون الأحياء دون توقف .
سأعيدنفس الكلام الذي أقوله في كل المواكب التي تطالب بالحكم المدني والحرية والعدالة.. ليس هناككلام يمكن أن يقال للبرهان وهو يصر على الانقلاب على الفترة الانتقالية،فهذه المواكب قالت كلشيء، ورغم تجاهلك نقول لك لقد قضي الأمر الذي كنتم فيه لا تستفتون وتريدون حسمه كما تشتهي أنفسكم لتواصلوا مشوار المخلوع وتوقفوا مسيرة الزمن مرة أخرى.
إنه قول الشعب يا برهان حين يتوق إلى الحرية والعدالة والسلام، وحين يعانقه شوق الحياة التي لم يحدثنا التاريخ أن هناك حكما عسكريا وفرها لأحد،فهو أينما وجد انتشر الظلم والقهر والحروب والصراعات والجوع والفقر والعزلة،وما زال الجميع شهودا على حكم المخلوع،وكل عسكري يجلس على كرسي السلطة سيتحول إلى بشير وأنتبشير جاهز وخلفك بشير آخر.!!
مواكب )21 أكتوبر( لم تخرج لتناصر حكومة انتقالية فاشلة ضد عسكر أفشل منهم ألف مرة،وإنما لتصحيح مسار الحكومة لتنجز مهمة الانتقال المدنيولردع قادة الجيش من قطع الطريق أمام إصلاحها وجر هذا البلد إلى مستنقع الحكم العسكري الذي لا تنمو في كنفه إلا العصابات والعاهات والفساد والأزمات التي تحرم الشعب من الحرية والسلام والعدالة.
على أي حال، الثورة مستمرة حتى تتحقق أهدافها، الحرية والسلام والعدالة في رحاب حكم مدني كامل الدسم،ومادام وقودها أجيال شابة وصادقة ومحبة فبلا شك ستنال مرادها، إنه استفتاء الأغلبية الصادقة المنصورة بإذن الله .