الجمعة 19 يونيو 2020 - 18:56
اخر الليل - إسحاق أحمد فضل الله


عثمان..
هل كتب على الشيوعي. أن ينال علقة في يونيو.. في كل مكان..؟
واندونيسيا. هذه الأيام. تستعيد ذكرى الانقلاب الشيوعي عام ١٩٦٥ ..
وصحيفة القارديان الاسبوع الماضي تقول
)الشيوعي السوداني يعد لانقلاب(
الشيوعي السوداني يحكم. ويعد لانقلاب..
وسوكارنو الشيوعي. في اندونيسيا. يحكم ويعد لانقلاب..
ومدهش ومخيف.. أن كل تفاصيل الانقلاب الشيوعي في اندونيسيا. تجد لها .)شلوخ وجلابية وتوب(.
عدا شيئ واحد. نعوذ بالله منه..
ففي اندونيسيا.. انقلاب…ثم أيام.. ثم الشارع يلتفت. والمواطنون يشنقون مابين ثلاثة إلى أربعة مليون شيوعي…
وعن التدبير . حقيقة ماحدث.. أوراق المخابرات الأمريكية.. التي تكشف عام ٢٠١٧. تقول انها هي التي دبرت المذبحة..
وانها هي من دبر سوهارتو..)وسوهارتو هو القائد الذي عصر حلقوم سوكارنو.( حتى جعله يخبو ويختفي..
واندونيسيا.. لدغتها الحية الشيوعية. الى درجة انها.. وحتى اليوم . تتخوف بشدة من كل ظل للراية الحمراء..
والى درجة أن الجيش الاندونيسي. يرفض تجنيد من كان شيوعيا او له قريب من الدرجة السابعة عشر. شيوعي..
والجيش الاندونيسي يشترط العذرية في كل مجندة..
وفي الأحداث.. سوكارنو.. وحتى يجعل الشيوعية هي مايقود تحت غطاء.. كان يبتكر شيئا يشبه الحزب الجمهوري في السودان..
ويبتكر دينا يجمع بين الوثنية والشيوعية والإسلام..
الشيوعي ما كسر عنقه هناك.. هو انه أفلت ملاحظة شيئين اثنين..
الشيوعي عجز عن فهم ان المواطن هناك. يقبل ان تمس السياسة عنده كل شيئ عدا الدين
ثم الشيوعي يقع في الشيئ الصغير الآخر.. الذي )وداهو في داهية(
والشيئ الذي يصنع جملة مازالت في اللسان الاندونيسي حتى اليوم للتعبير عن الحسرة. وعن الخراب الذي يعقبها.
الجملة كانت هي صرخة قائد الانقلاب الشيوعي حين دخلت عليه المجموعة التي أرسلها لاغتيال اللواء عبد الحارث ناساتون.. ليقول له انه هرب..
والقائد الذي يعرف جيدا ماهو ناساتون.. حين يسمع هذه الجملة يشعر ان عظامه تحولت الى ثلج. ويصرخ بأنفاس مقطوعة من الخلعة.
يا إلهي.. لقد أفلتوا ناساتون .. Oh My God. They lost nasaton
والمشهد الذي يطيح بانقلاب الحزب الشيوعي منذ نصف الساعة الاولي كان هو
عبد الحارث ناساتون طفلته ذات العامين تصاب بشيئ في معدتها. في منتصف الليل.. وناساتون يسرع بها الى المستشفى.
والرجل حين يعود في الثانية صباحا. تنتبه عيونه الى شيئ وهو يقترب من البيت..
ناساتون )عبقري حرب العصابات( والذي يؤلف عدة كتب في هذا المجال. يعرف في الحال ان شيئا يجري. ويختفي..
وبعد أقل من ساعتين. ومع طلوع الشمس.. كان ملايين الاندنوسيين يلتقطون الاذاعة التي اقامها ناساتون يذيع منها بياناته ويقود الناس.
ويبدأ الحرب..
بعد ثلاثة شهور كان الشيوعيون قد فقدوا كل شئ.
بعد عام.. كان أكثر من مليونين قد شنقهم المواطنون في الشوارع وعلى أعمدة الكهرباء وفروع الأشجار. وشرفات المنازل
ومجلة التايمز عام ١٩٦٥م. تنشر صورة كلاسيكية. لطلاب في جامعة جاكارتا وهم يشنقون زميل لهم في حوش الجامعة..
الشيوعيون في العالم. لايمكن أن ينسوا يونيو أبدا..
تبقى ملاحظة أخيرة. مثيرة الى حد مثير
الدراسات وجدت أن الشعب الاندونيسي اشترك كله في ضرب وسحق الشيوعيين. لأن كل منهم كان عنده شيئ يخاف عليه من الشيوعيين
من يدافع عن الدين ومن يدافع عن الحرية.. ومن يدافع عن الثقافة.. ومن يكره الأكاذيب والخداع.. كل أحد. يحمل السلاح لأنه يخشى أن يدمر الشيوعيون ماعنده..
لهذا كان الشيوعي.. هو الحزب الوحيد في التاريخ الذي يثور الناس هناك ضده الى حد القتل..
والشيوعي يظل الوحيد في التاريخ في ألمانيا. هو الحزب الذي. يقيم حوش مكهرب حول المواطنين حتى لايهربوا
لا حوش مكهرب يمكن إقامته في السودان.
ولا مذابح يمكن أن تقوم في السودان
غدا أو بعد غد.. في هذا الاسبوع.. السوداني لعله.. وبراااحة.. يقول للشيوعي .. مع السلامة…

هذا حين يصبح الحزب الشيوعي السوداني أول حزب شيوعي في العالم يفهم..