الجمعة 24 ديسمبر 2021 - 6:40
مشهد مرعب بدولة عربية.. أسد يفترس طفلًا أمام جده


مشهد لا يمكن أن يتحمله أحد وذلك عندما يفترس أسدًا طفلًا بريئًا لم يُكمل ثلاث سنوات من عمره، فمجرد تخيل المشهد عبر سرد تفاصيله يقشعر بدنك إن لم تنزف دموعك إضرارًا لمجرد التخيل!، فما بالنا بهذا الرجل الذي رأى حفيده ينهشه الأسد أمام عينيه؟.
الواقعة شهدتها حديقة للحيوانات في منطقة نهر الكلب، شمالي بيروت، ولحسن الحسن أن الطفل نجا بأعجوبة بعد خطفه بصعوبة من بين أنياب الأسد لكنه أصيب بإصابات بالغة.
يروي الجد في حديثه لـ”سبوتنيك”، تفاصيل الواقعة المرعبة- وهو طبيب لبناني معروف ورئيس إحدى أهم مؤسسات العمل الأهلي في لبنان – أنه في 13 ديسمبر الجاري، أقل أحفاده الثلاثة، (6 سنوات)، (4 سنوات) و(3 سنوات)، ومعه مساعده، إلى حديقة الحيوانات بقصد الترفيه عنهم.
الأسد خطف الطفل
يقول الجد المصاب بصدمة كبيرة: “كنت أتخيل حدائق الحيوانات الحديثة في الغرب، والأطفال يناولون الحشائش للحيوانات، وهم يراقبون أشكالها، ويتعرفون على بعض أساليب حياتها، فيكون للزيارة هدف ثقافي وترفيهي في الوقت نفسه، ولم أكن أتخيل للحظة ما حدث معنا، إذ بينما كنا نتجول في الحديقة، رأينا أكثر من أسد، داخل الأقفاص، بينها أسد ولبؤة ممددان على طاولة في أحد الأقفاص. عندما رأى الأطفال الثلاثة الأسود اندفعوا نحوها، فركض الطفلان في الممر يساراً، والطفل الضحية (ج. م.) يميناً حيث يقبع الأسد واللبوة، وخلال لحظات فوجئنا وقد أمسك الأسد يده، وراح ينهشه في كل أنحاء جبسده، محاولاً إدخاله من بين فتحات الحديد الواسعة ليفترسه.
صدمة الجد
جن جنوننا، فركضنا في اتجاهه بسرعة البرق، حاول مساعدي الشاب أن ينتزع الطفل من بين أنياب الأسد، فغرز أنيابه بيديه الاثنتين، لكنه لم ييأس، وبقي ممسكاً به، ووجدت نفسي أندفع بقوة نحوهما، وقد رأيت الأسد بأم عيني وهو يحاول إدخال الطفل من تلك الثغرة.
كان الشاب يشد الطفل من الأمام، والأسد يشده من الخلف، فما كان مني إلا أن أمسكت الطفل من جهة أنياب الأسد وحضنته، غير آبه بضربات أنياب الأسد على يديّ، وشددت مع الشاب بقوة ذلك الجسد الطري المرتبك الذي يفر منه الدم، لنخطف أخيراً الطفل من بين الأنياب”.
لحظات صعبة
تابع الجد بحزن وصبر ممزوجين بالأمل: كل ذلك حصل في لحظات قليلة. ثم لا أتذكر كيف كنت أصرخ! وماذا كنت أقول! ولا أعرف من أين أتتني تلك القوة، ولماذا لم أسقط منهاراً أمام المشهد. كل ما أذكره، في تلك اللحظات القليلة، أن صورة ابني حلقت في مخيلتي، وقد خطفه الموت من حضننا وهو فتى (اختناق في شاليه في أحد المنتجعات الجبلية في كسروان)، توازت مع صورة حفيدي، في ومضة عين تخيلت فيها حال ابنتي الحامل (م. م.) التي كان يمكن أن يخطف الأسد ابنها.
صمت الجد قليلاً، وأكمل سرد تلك الحادثة المؤلمة: حضر صاحب الحديقة إثر صراخنا وصراخ الناس، وقال إن لديه تأميناً على الحديقة، وأنه يفضل أخذ الطفل إلى “مستشفى س.”، لكننا آثرنا الذهاب فوراً إلى إحدى مستشفيات بيروت الجامعية، وفي الطريق اتصلت بمدير المستشفى وهو صديق، كي يطلب على الفور جراحاً عاماً وجراح تجميل، وأخبرت زوجتي وابنتي، والدة الطفل، أن (ج. م.) جُرح في يده، ونحن في طريقنا إلى المستشفى، من دون أن أشير إلى أية حادثة.
يوم في غرفة العمليات
بقينا كل النهار في غرفة العمليات لتضميد جروحه، وقد احتاج الطفل إلى بنج عمومي، ففي جسمه 21 جرحاً، معظمها بليغ، إذ دخل ناب الأسد في يده النضرة عميقاً حتى الجهة الأخرى، وقد حاول الأسد أن يضرب شريان رقبته، لكنه لم يصبه، وكذلك أمسكه من ظهره وفخذه. كان الأمر مؤلماً، لكن الطفل، ولله الحمد، يتابع علاجه حالياً في المنزل”.
وبصوت متهدج عبّر الجد عن مشاعره المرتبكة: ما زلنا، بعد أكثر من أسبوع، مأخوذين بالصدمة، تنهشنا أحلام مرعبة، نتساءل بذهول؛ ماذا لو لم نستطع إنقاذه؟ أي دمار كان يمكن أن يصيب حياتنا كلنا في العائلة! تخيلوا معي كيف يمكن لشخص أن يرى فلذة كبده يفترسه أسد أمام ناظريه! إنه مشهد مروّع، لا نتمنى أن يجربه أحد!.