الثلاثاء 4 يناير 2022 - 18:25
هاجر سليمان تكتب: حمدوك إلى السجن


نطالب باحالة رئيس الوزراء المستقيل د. عبد الله حمدوك ــ ان لم يكن قد غادر البلاد ــ الى سجن كوبر شريطة ان يمنح غرفة ملاصقة لغرفة )البشير( ان وافق البشير على ان يكون حمدوك جاره، ولا اظن انه سيوافق على تلك )الجيرة(، ثم اننا لم نطالب باحالة حمدوك الى السجن جزافاً، لولا ان سجن الاولين اصبح سنة مستنة سنتها حكومة الفترة الانتقالية وحكومة حمدوك من بعدها.
حمدوك ارتكب عدة اخطاء يجب ان يحاسب عليها، ولكن قبل كل شيء نقول ان حمدوك استقال لانه اكمل ما عليه من التزامات القتها على عاتقه امريكا واوروبا ونفذ مهمته بنجاح. ولعل ابرز اخطاء حمدوك تبلورت فى )العمالة( وانعدام الوطنية، فلولا ذلك الخطاب الذى كتبه حمدوك للامم المتحدة مطالباً فيه بوضع السودان تحت الوصاية حفاظاً على كرسيه لما كان )فولكر( يتسكع في شوارع الخرطوم ويتحشر فى شؤون البلاد، ويجتمع بهؤلاء ويقرب اولئك ويجمع المعلومات ويمارس عمله المخابراتى فى الخرطوم .
حمدوك كان سبباً رئيساً فى تدخلات امريكا المستمرة وكذلك بعض دول اوروبا فى الشأن السودانى، حيث تسبب فى وضع البلاد تحت طائلة البند السادس للأمم المتحدة وتوريط السودان بتدخلات بعثة اليونتامس، وأعلن أنه قام بالخطوة هذه لدعم عملية الانتقال السياسي حتى لا يستفرد العسكريون بالحكم، فصارت خطوته هذه تجسساً على السودان وعمالة وخسارة مادية، ولا ننسى ايضاً ان حمدوك كان سبباً رئيساً فى ما وصلت اليه البلاد من حالة ضنك وفقر وجوع وغلاء فى الاسعار، وذهبت وعوده بخلق اقتصاد منتج ادراج الرياح، ولم يكتف بذلك بل قام بتطبيق روشتة البنك الدولي بحذافيرها، وقام برفع الدعم كاملاً وتحرير الجنيه والدولار الجمركي، حيث أدى فعله ذلك إلى ارتفاع اسعار العملات وانهيار الجنيه السودانى بصورة سريعة، وزاد ذلك معاناة الشعب وسحقه .
والرجل ظل يدعم بعض عناصر حكومته حتى كاد ينفرط عقد التعليم والصحة، وتسبب فى انهيار كامل فى القطاعات الخدمية بالبلاد، حتى ان مقتل الثوار كان يتم وهو يراقب عن كثب دون ادانة او مواقف واضحة منه تحد من وقوع المزيد من القتلى والشهداء، بل ظل يدعو الثوار للخروج للشارع حتى يتعرضوا للمزيد من السحل والقتل وسفك الدماء، وكان ذلك عقب قرارات )٢٥( اكتوبر حينما دعا الشباب للخروج لحماية ثورتهم .
كما انه منذ توليه وحتى الان لم يأتِ بدم شهيد واحد، وظل يتابع قتل المزيد من الثوار بدم بارد، وحينما اتفق مع البرهان فى )٢١( نوفمبر تجاهل الثوار وتجاهل الشهداء ولم يفكر الا فى كرسيه وكيفية اعادة بعض من خاصته للحكم .
حمدوك فاشل كبير يستوجب تقديمه للمحاكمة، كما نطالب بأن يحذو البرهان حذوه ويتقدم باستقالته هو الآخر ليكتمل المشهد بذلك.