الإثنين 9 أغسطس 2021 - 19:14
أحمد يوسف التاي يكتب: أوقفوا عبث هذه الأحزاب الصغيرة
)1(
الثورة عمل مستمر في مواجهة كل من يسرق أو يطغى ويستبد ويستأثر بالسلطة ويستغلها لأجندات سياسية وتمكين حزبي ، والثورة التي واجهت نظام البشير القمعي قادرة ومستعدة لمواجهة الذين تسيدوا واستأسدوا ويحاولون الآن تكريس السلطة لمصالحهم و“شللياتهم“وأحزابهم الصغيرة ، بعد أن شرعوا في التأسيس لتمكين جديد، وإنّا لهم بالمرصاد طالما الحصة وطن بلا انتصار للنفس أو لحزب أو قبيلة أو عصبية… ضعوا هذه الأحزاب قليلة الشأن في نصابها وأحجامها الحقيقية قبل أن يثور الشعب السوداني عليها وينتزع منها ما أخذت بالباطل والتضليل وبدون وجه حق…
فالشعب الذي هزم الطغيان والاستبداد في11ابريل، لهو قادر على سحق المتطاولين بلا أعناق ، الثورة هي طريقه ووسيلته ولا ميل عنها ولا حياد، فهي واجب وطني مقدس ودعوة للخير والجهاد، ذلك لأنها لا تكون إلا ضد الظلم والطغيان والاستبداد والفساد فهي عمل جهادي مقدس وكفاح وطني مطلوب، وفعلٌ متراكم ومستمر على مدى الأزمان…
)2(
كثيرٌ ما نعيد القول إن ثمة بوناً شاسعاً بين الثورة والمؤامرة.. الأولى تكون ضد نظام الحكم الديكتاتوري الشمولي القمعي، والثانية ضد السلطة الشرعية القانونية، ولهذا ستظل جذوة الثورة متقدة أين ما وُجد الظلم والاستبداد والقمع والفساد السلطوي وهذا وحده ما يبقيها مشتعلة ومن كل ذلك تستمد قوتها …لصوص السلطة الذين يتسلقون الأسوار ليلاً لسرقة السلطة الشرعية هم في الأساس متآمرون يرتكبون أعظم الآثام إذ يسطون على الحكم وينتزعونه من أصحاب الحق الشرعيين ومع ذلك يسمون مؤامرتهم على السلطة)ثورة(ويبررون لها ما شاء الله لهم أن يفعلوا وهو في الواقع انقلاب أو مؤامرة خسيسة وسرقة ممقوتة لسلطة شرعية، بعكس الثورة الشعبية التي تكون في وضح النهار بعد أن استوفت شروطها واكتملت ظروفها الموضوعية لتضع حداً للظلم والقهر والفساد السلطوي، ولهذا لا يكون أبداً هناك تراجعٌ عن الثورات في كل بلاد الدنيا التي شهدت الهبّات الشعبية من أجل الحرية والانعتاق والحياة الكريمة…
)3(
لصوص الثورات كثيراً ما يختطفون الثورات ويسرقون جهد الثوار حيناً من الدهر ، لكن حتماً فلن يضير هذا الفعل الجبان الثورات الشعبية لأنها قادرة على تخليص نفسها وانتزاعها من الخاطفين، ولا يجب أن تُحسب ذلك على الثورات نبيلة المقصد والأهداف طاهرة الوسائل.. والمنتفعون والانتهازيون والوصوليون كثيراً ما يركبون موجة الثورات لكنهم لن يضيروها بشيء، لأنها قادرة على إنزالهم في منتصف الطريق وكشف حقيقتهم، ولا يجب أن يؤخذ على الثورات ما فعل المنتفعون والانتهازيون… وهل يضير الثورة إن اعتلى صهوتها الفاشلون وأمسكوا بخطامها بعض الوقت ريثما تلتقط أنفاسها وتحكم قبضتها وتصحح ما كان ضرورياً ثم تضعهم في احجامهم الحقيقية بعد فورة التغبيش وركوب الموجة..
)4(
ثورة ديسمبر الآن وبعد أكثر من عامين تلتقط أنفاسها المتقطعة وتخطو نحو التصحيح والإصلاح ونزع المتسلقين وإبعاد الفاشلين والفاسدين، ولعل إشارات ذلك هو استدعاء حمدوك لكل الوزراء والمسؤولين الذين ساءت الشارع تصرفاتهم، وهو ينتظر ماذا يفعل حمدوك … أعود وأكرر:ستكون الثورة عمل مستمر في مواجهة كل من يسرق أو يطغى ويستبد ويستأثر بالسلطة ويخون… فالثورة طريق الأحرار ومبتغى أهل العزيمة والإباء……اللهم هذا قسمي فيما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق انه يراك في كل حين.