الأحد 21 يونيو 2020 - 13:44
ولنا رأي - صلاح حبيب
‏لمصلحة من تظاهرات الثلاثين من يونيو؟!


يصادف الثلاثاء الثلاثين من يونيو ٢٠٢٠ ذكرى إنقلاب الإنقاذ ١٩٨٩ وعلى الرغم من مضي عام على سقوطها إلّا إن هناك دعوة للتظاهر الثلاثاء لم تعرف حتى الآن الجهة التي دعت إلى قيام تلك التظاهرات فهل منسوبى الإنقاذ هم من دعوا إليها ليثبتوا للحكومة التي قامت بإسقاطهم وفشلت فى حل الأزمات الإقتصادية بأن أهل الإنقاذ موجودين وسيعملون على إستعدال الوضع المائل أم الحزب الشيوعى الذي يمسك بمفاصل الدولة الآن يريد أن يقول للكل نحن موجودين ولن نسمح لأى شخص يحاول التعدي على ثورة ديسمبر المجيدة..إن الدعوة لتلك التظاهرات لن تقدم أو تأخر في الوضع الحالي ما لم يكن هناك هدف معين إما بإسقاط النظام بالطريقة التي جاءت به بالثورة الشعبية بمعنى أن تخرج كل الجماهير وتطالب الحكومة بالرحيل لأنها فشلت في تحسين الوضع الإقتصادى المنهار والذي كان سبباً فى سقوط نظام الإنقاذ، لقد ظلت الجماهير فى حالة حراك وتظاهرات منذ أن جاءت الحكومة الإنتقالية منها ما سمي بالزحف الأخضر ومنها ما اصطنع مسميات أخرى لخروج الجماهير ولكن كل الذى جرى لم يغير في الوضع الراهن لا الحكومة سقطت ولا تحسن الوضع الإقتصادى بل ظل الحال فى مكانه أو أسوا عما كان عليه من حكم الإنقاذ.. إن الخروج فى تظاهرة الثلاثين من يونيو القادم لن تقدم أو يؤخر ما نحن عليه إلّا إذا كان هناك جهة تقف من وراءه .. جهة داعمة لتغيير النظام عبر إنقلاب عسكرى يحاول أن يعيد الحلقة القديمة إنقلاب عسكرى وهذا هو أضعف التغيير فالوضع في ظل تلك الظروف مستحيل أن يحدث فيه إنقلاب عسكري وحتى لا قدر الله ووقع الإنقلاب فلن يجد من يقف معه لا بالداخل أو الخارج.. فالمشكلة ليست في إحداث التغيير وأنما في تحسين الوضع الإقتصادى المنهار والذي دائما يكون سببا فى إحداث التغيير، إن ثورة ديسمبر لم تأت إلا بعد أن تفاقمت الأوضاع الإقتصادية فأنعدمت المواد البترولية وإنعدم الخبز وعجزت البنوك من توفير مال المواطنيين المودع لديها..ولكن هل تغيير الوضع بعد ثورة ديسمبر بالتاكيد لا ولم تتغير الأوضاع بل كانت الأسوأ، لذا فإن الدعوة إلى التظاهرت القادمة إن لم يكون لها هدف معين فلا داعى ألى الخروج لتأزيم الحال أكثر مما هو عليه.
إن الحكومة الإنتقالية مطالبة قبل خروج الجماهير يوم الثلاثاء المقبل الإجابة على تساؤلات المواطنيين المتعلقة بالوضع الإقتصادي ومعاش الناس وإلى أين تمضى الأمور خاصة وأن السوق في تصاعد مستمر والأسعار طالعه في العلالى فإن لم تستطع الحكومة وقفها فلن تقف المظاهرات والإحتجاجات فإما أن تتحسن الأوضاع وإما أن تذهب الحكومة.