الإثنين 7 فبراير 2022 - 14:58

استلمت قحت، السلطة في السودان بعد ثورة أبريل ٢٠١٩م بسلطة مطلقة وبموارد ضخمة ومهولة وبدون رقابة برلمانية وبحكومة مُجنّسة، جاء أغلب وزرائها من وراء البحار تكنوقراط أو حزبيين، ولم يتجاوز أغلبهم وسط الخرطوم لا بعرفوا أم دافوق ولا نيرتيتي ولا صقع الجمل ولا الفشقة ولا سنكات محل الناظر تِرِك، ولا سمعوا بكلبس أو قلع النحل، ولا بعرفوا مسيد ود ريا ولا حفيدة الطيب الجد، ولا بعرفوا وين مسيد البرعي، ولا بعرفوا أين يسكن الناظر مادبو، ولا ركبوا جواد ولا وردوا بصفيحين على ظهر حمار، ناس من الطيارة إلى السلطة، ومن السلطة إلى الطيارة أو السفارة.. استلموا بلداً به الموارد الضخمة، ذهب وبترول وماشية ومنتوجات زراعية ومعادن، رفعوا سعر رغيفة الخبز من جنيه الى ثلاثين جنيهاً، وكانت هنالك شافعة صغيرة الظاهر )أبوها أو أمها أو كلاهما قحاتة( عاملة لايف رافعة رغيفة الخبر وبتقول )يا عمر البشير العيشة دي بجنيه، لكن ما بالغت بوليغ، أهي دي قحت عملتها ليكِ بثلاثين، خُمِّي وصُري(!!
بل القحاتة رفعوا الدعم عن العلاج والمحروقات والكهرباء، باعوا جالون البنزين من ٢٨ جنيهاً الى ١٦٠٥ جنيهات، ورفعوا متر الكهرباء من ١٥ قرشاُ الى ٦ جنيهاً، وعاثوا فساد في المال والأخلاق والقيم، وضيّعوا الدنيا والدين والآخرة، وغيّروا القوانين حتى أباحوا الرذيلة، وبدون خجل كسروا الشوارع في الخرطوم عمدان الكهرباء والانترلوك، وأوقفوا الحياة العامة، وعملوا عصيان مدني إجباري بتتريس الشوارع، بل جاءوا بكل مُوبقة ورذيلة، ودبجوا القصائد على شاكلة )السفة ندردمها لك( و)العرقي يكون مجان(.
بعد كل هذا، قبضوا عبر منظمات المجتمع المدني غير المدني مائة مليون دولار من الأمريكان لتمرير المشاريع المخابراتية على البلد!!!
عطّلوا القضاء والنيابة والمجلس التشريعي والمحكمة الدستورية، وحلوا الاتحادات والنقابات، وأضاعوا الشرطة والأمن، وسرحوا قوات العمليات بجهاز الأمن والمخابرات، بحجة أنهم كيزان وأقاموا لجنة التمكين لتشريد العاملين ولم يسلم من ذلك القضاة ووكلاء النيابة، وسرّحوا الشرطة الشعبية والدفاع الشعبي والخدمة الوطنية، وفشلوا في إدارة الدولة حتى في ولاية الخرطوم، وشبكوا الناس مدنياااااو، وأداروا ظهورهم للأقاليم!!!
هل يتوقّع عاقلٌ رجاءً من هكذا حكام؟!
أيُّها الشباب.. انتبهوا، “هؤلاء فاشلون.. سايقنكم الى الهلاك”!!
أعتقد أنّ الخواجات قنعوا منهم، عشان كدا علمنا بالمعونة الأمريكية
المائة مليون دولار لمنظمات مجتمع مدني!!
إنها مأساة )حشفة سوء كيل(!!
الآن استهدفوا المؤسسة العسكرية بحجة الهيكلة، بعد أن قضوا على البوليس وجعلوا له نداً )كتائب حنين(، وكذلك جهاز الأمن والمخابرات، وبعد أن ضيّعوا الاقتصاد والخدمات العامة من صحة وتعليم وبنى تحتية!!
الآن يترِّسون الشوارع المدنية، ويُحرِّضون الخواجات لينتهوا من الجيش وهو الحارس والمُمسك بأمر البلد والدولة والأمن والسيادة الوطنية!!
إنها مأساة ثلاث سنوات عجاف قضاها الشعب السوداني يُكابد في ظل حكومة قحت، أرض الفشل والدمار الشامل.. هل هنالك عاقلٌ ينتظر خيراً من بيت الفشل؟؟ قطعاً لا!!
أيها السادة.. تعالوا الى وفاق وطني أو نذهب الى الانتخابات كما قال الفريق أول البرهان.
أما الشارع الذي تُلوِّحون به، فمرحباً به وتظاهرة ومسيرة السبت 5/ 2/ 2022م هي الدليل، وتعقبها أخريات والباب مفتوحٌ لغيرها في العاصمة والولايات!
والمطلوب الآن معرفة مصير المعونة الأمريكية قبل ما يصرح آخرون بأخرى قريباً..!!!