السبت 12 فبراير 2022 - 21:24
سورة الإسراء
آية 13
تفسير ابن كثير
وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا)13(
يقول تعالى بعد ذكر الزمان وذكر ما يقع فيه من أعمال بني آدم وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه (وطائره : هو ما طار عنه من عمله ، كما قال ابن عباس ومجاهد وغير واحد : من خير وشر ، يلزم به ويجازى عليه) فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره (] الزلزلة : 5 , 6 [، وقال تعالى عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد (] ق : 17 , 18 [، وقال تعالى وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم (] الانفطار : 10 - 14 [، قال إنما تجزون ما كنتم تعملون (] الطور : 16 [وقال من يعمل سوءا يجز به (] النساء : 123 [.
والمقصود أن عمل ابن آدم محفوظ عليه ، قليله وكثيره ، ويكتب عليه ليلا ونهارا ، صباحا ومساء .
وقال الإمام أحمد : حدثنا قتيبة ، حدثنا ابن لهيعة ، عن أبى الزبير ، عن جابر : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" لطائر كل إنسان في عنقه ". قال ابن لهيعة : يعني الطيرة .
وهذا القول من ابن لهيعة في تفسير هذا الحديث ، غريب جدا ، والله أعلم .
وقوله] تعالى [) ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا (أي : نجمع له عمله كله في كتاب يعطاه يوم القيامة ، إما بيمينه إن كان سعيدا ، أو بشماله إن كان شقيا ( منشورا ( أي : مفتوحا يقرؤه هو وغيره ، فيه جميع عمله من أول عمره إلى آخره) ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره (] القيامة : 13 - 15 [