الأحد 21 يونيو 2020 - 21:33
ام وضاح - عز الكلام
ورُفع الستار !!!


لم أكن أود التطرق لموضوع إيقاف برنامج )رفع الستار( بفضائية الخرطوم حتي لايفسر الأمر بأنه محاولة مني لاستجداء عودته الي الشاشة ومن يعرفون شخصيتي تماماً ومن زاملوني طوال سنوات عمري الإعلامي الذي تعدى العشرين عاما يعلمون أنني لا أعمل إلا مع من أثق في أنهم جديرون بالزمالة ويستحقون الاحترام بمعطيات كثيرة ، بعضها مهني وبعضها شخصي لايخفي علي أحد .
لكن الذي حرضني على الكتابة حول الموضوع أمران مهمان ؛ الأول ماوجدته من تضامن كبير من الزملاء وعبارات الإشادة التي طوقوا بها عنق البرنامج الذي ظل لثماني سنوات يدافع عن قضايا المواطن ، ويتبنى مشاكله ، و يناطح المسؤولين بمختلف مستوياتهم من أجل الحقيقة فقط وليس غيرها ، ولعلي لم أكن ابداً أنظر إلى الأشخاص أو أتهيب مسؤولاً ، بقدر اهتمامي بالقضيه نفسها ، بدليل أنني قبل سنوات إستضفتُ فيما اعتبره البعض يومها جراءة و حماقه مني ، الجسم المعارض لنقابة التعليم )الشرعية(، وهو الجسم الذي عرف لاحقاً ب)تجمع المهنيين( وكان ضيوفي يومها الأخ البروف محمد الامين التوم الذي هو الآن وزير التربية والتعليم في حكومة الثورة ، ومعه بعض الإخوة المعارضين للنظام من اليساريين ، وهو مالم يحدث في أي برنامج آخر ، لذلك لم يكن البرنامج إلا مسرحاً .. مارسنا فيه عملنا الإعلامي بمهنية كبيرة و إيمان بقضايا شعبنا ، لذلك أشكرهم جميعاً إن كان الذين راسلوني أو تداخلوا في قروبات الواتساب أو كتبوا في أعمدتهم المهمة ، كما فعل الأخ الزميل طارق شريف .
والسبب الثاني لكتابتي لهذه الزاوية ، هو واجبي في الدفاع عن الحرية التي نادت بها ثورة شعبنا ومن أجلها انتفض الشارع ، و أصبحت استحقاقاً لايجرؤ علي حجبه أحد ، إلا أن للذين ركبوا ظهر هذه الثورة لتقلهم للكراسي والمناصب رأي آخر ، فكان أول ما توافقوا عليه هو الإقصاء لأي شخص ينتقدهم أو يخالفهم الرأي ، فاطلقوا أزرعتهم التي يحركونها بالريموت كنترول ، عشان يشيلوا فلان ، و يوقفوا فلان ، كماحدث مع برنامج )رفع الستار( الذي كان القرار رقم واحد الذي اتخذه المدير الجديد لفضائية الخرطوم ، وهو مَنْ جاء محمولاً على رافعة زمالته لوالي الخرطوم في الدراسة و حزب البعث ، وغير كده .. ما عنده أي حاجةز، فهو منتج غير معروف ، عمل للمفارقة و من المضحكات المبكيات معظم حياته في قناة )الشروق( القناة التي يملكها حزب المؤتمر الوطني ، وكان يصرف راتبه من خزانته ، وبالطبع لم يطاله الإعفاء أو الاقصاء من قناة المؤتمر الوطني ، لأنه كان داجناً صامتاً .. مهادناً .. ماشي جنب الحيطة .. لم نسمع أنه عارض أو رفض أو اتخذ موقفاً أو سجن أو حتي تقدم مظاهرة أو احتجاج ضد النظام السابق ، لتحمله سخريات الأقدار وهوان المحاصصة السياسية لإدارة فضائية ، وكمان يمنح نفسه حق الإقصاء والإيقاف ، و هو ليس القرار الأول في مؤسسات الدولة .. ولن يكون الأخير الذي يسدد الضربة القاضية لشعارات الحرية التي ستظل مجرد أشواق ، طالما أن الذين جاءوا للحكم مارسوا أساليب الانتقام ، وتكميم الأفواه ، وممارسة سياسة كل من ليس معنا فهو ضدنا ، رغم قناعتي الكبيرة أن الإعلامي يفترض أن يكون مهنياً ناقلاً للحقائق ، مدافعاً عن مبادئ العدالة ، ومنحازاً لقضايا البسطاء والمهمشين .
على كلٍ .. أجد نفسي والحمدلله راضية تماماً عن مسيرة تلفزيونية أحسب أنني قد وضعت فيها بصمة تكللت بمحبة و احترام من المشاهدين الذين تلمسوا صدقنا في نقل الواقع بلا تزييف و لاخوف من سلطة أو سلطان ، لكنني في ذات الوقت أتحسر على أن تضيع أهداف الثورة ، وتذوب شعاراتها البراقة ، بسبب كذب و خداع مسؤولين لم يتعظوا من التاريخ القريب ، و هم يمارسون ضيق الصدر بالرأي الآخر ، ويريدون أن يطمسوا آثار مشاكل الناس بإسكات الأصوات التي ترتفع تنادي بالحلول والمعالجات . وسأظل أفخر طوال حياتي انني مارست الإعلام باعتباره رسالة سامية ، لم ننتظر جزاءً ولاشكورا ، ولم نسعى لمنصب أو ميزة ، و سجلنا ناصع و نحن )أولاد كار( واحد ، نعرف من الذي باع ، ومن الذي خان ، ومن الذي بلغت به الدناءة والوضاعة أن يأكل حتي استحقاقات ضيوف برنامجه !!
وساظل أفخر أن آخر حلقة قدمتها قبل أسبوع هي حلقة كاملة الشجاعة والشفافية عن أزمة الدواء و ملف الصحه ، هذا الملف الذي يهم الغبش ويعنيهم بالدرجه الأولى ، لكن بالضرورة لابد أن اسأل الرفيق الذي جاءت به زمالة رفيق الحزب والجامعة إلى كرسي المدير عن آخر برنامج أعده في قناة )الشروق( .. قناة الحزب الحاكم ، وقبض حافزه منها ، كان عن شنو و مع منو ؟؟؟!! ياربي تقول إنت ؟؟؟؟ و اللا اقول أنا ؟؟
أم ننتظر الإجابة من مولانا أحمد هارون نائب رئيس المؤتمر الوطني السابق .. المُعتقل بسجن كوبر .
كلمة عزيزة :
أستغرب لموقف الحزب الشيوعي وموقف تجمع المهنيين الذين يفترضان في شعبنا عدم الوعي بل الغباء ، وهما يتبنيان مواكب يوم ٣٠ يونيو القادم التي ستخرج لتصحيح مسار ثورة شعبنا !!وكلاهما من صُناع الأزمة ومن أسباب حالة الانقسام التي نعيشها خاصة الحزب الشيوعي الذي يصر على صناعة حائط صد لبعض وزرائه الفاشلين ، بل والإصرار على الدفاع عنهم ، علي حساب شعبنا رغم الخزدذلان الذي لم يعد يحتاج إلى دليل .
كلمة أعز :
لو كنتُ مكان وزراء حكومة “حمدوك” لسبقت مواكب يوم الثلاثين باستقالات جماعية ، يتقدمها “حمدوك” نفسه ، لأن الشارع قال فيهم كلمته .